استعرض لتقرير على موقع "ذا دايلي بيست" قصة الكنز المفقود إلى اليوم مع سفينة "زهرة البحار" التي اعتبرت يوماً ما أعظم سفن الأسطول ​البرتغال​ي على الإطلاق، بطول 118 قدماً، وارتفاع 111 قدماً، بينما بلغ  وزنها 400 طن.

قام البرتغاليون ببناء هذه السفينة "زهرة البحار" لتكون عابرة المحيطات من أجل السفر إلى الهند، ومنذ أول مسمار تم دقه في ألواحها، كان مقدراً لها أن تقوم باحتلال ونهب أرض ​الذهب​ والتوابل التي لطالما أسرت عقول الغرب بثرواتها.

بعد وقت قصير من الكشف عن "زهرة البحار" وتحديداً في العام 1502، خاضت السفينة رحلتها الأولى تحت قيادة القبطان "إستيفاو دا جاما"، ابن عم الرحالة والمستكشف البرتغالي الشهير "فاسكو دا غاما".

أبحر طاقم السفينة متجهاً إلى الهند، حيث جمعوا من هناك كل ما يمكن حمله من غنائم على متنها، قبل أن يوجهوا الصواري ناحية أرض الوطن.

خلال رحلة العودة، واجهت السفينة أولى الصعوبات، حيث اتضح أن سفينة بهذا الحجم لم تكن مناسبة بالشكل الكافي من أجل الإبحار في المياه التي أبحرت فيها، وفي ذروة الاضطرابات البحرية، بدأت المياه  تتسرب إلى السفينة، قبل أن يتمكن الطاقم من ترقيعها في نهاية المطاف.

وصلت السفينة بسلام إلى ميناء الوطن بسلام بعد عدة أشهر من التاريخ المقرر مسبقاً لعودتها، لكن المشكلة لم يتم حلها بشكل نهائي، ولم يمنع ذلك "زهرة البحار" من الاستمرار في مسيرتها المهنية التي تحاكى بها كثيرون.

تحت قيادة قبطان جديد، انطلقت السفينة بعد عدة سنوات قليلة في رحلتها التجارية الثانية إلى الهند، لكنها واجهت خلال رحلة عودتها أيضاً نفس المشاكل، ليضطر الطاقم إلى تفريغ حمولتها في منتصف الطريق، ويتم توجيهها في نهاية المطاف لتصبح جزءاً من أسطول دوريات في جزر الهند الشرقية.

في كتابهما "الكنز المفقود في البحر: الغوص إلى حطام أعظم السفن الغارقة" كتب صائد الكنوز "روبرت ماركس" وزوجته "جينفر ماركس": "الغنائم التي حصدها البرتغاليون في ملقا تتخطى حدود الخيال، حيث حصلوا من قصر السلطان وحده على أكثر من 60 طناً من الذهب في هيئة تماثيل حيوانات وطيور وقطع أثاث مذهبة وعملات.

أضاف الكاتبان أن هذه الغنيمة الضخمة قد احتلت حيزاً كبيرا على متن السفينة، وواجه طاقمها صعوبة في تكديس 200 صندوق أخرى مليئة بالأحجار الكريمة. بلغت قيمة أحجار الماس، والياقوت والزمرد، والياقوت الأزرق (الصفير) الموجودة داخل هذه الصناديق ما يقرب من 30 مليون كرونة، وهو ما يعادل مليارات الدولارات في الوقت الحالي.

 على الرغم من المحاولات العديدة التي قام بها كثيرون، لم ينجح أحد حتى الآن في العثور على موقع الحطام، ولا المسروقات التي كانت على متن السفينة الغارقة.