شارك في العديد من الأنشطة الاجتماعية والسياسية والشبابية واكتسب خبرة كبيرة في عمله، وتنقل بين عدد كبير من المناصب في لبنان والخارج. كما أسس وشارك في جمعيات أهلية وإقتصادية وإجتماعية وبيئية عدة، وكان من أبرز المدافعين عن القضايا الإجتماعية ومحاربة الفساد.

وللإضاءة على تجربته، كان لموقع "الإقتصاد" لقاء مع مستشار مجلس الأمة في الكويت، اللبناني ربيع الشاعر.

ما هي أبرز المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية؟

رحم الله جبران تويني الذي أعطاني فرصة لأن أكون من أول المشاركين بتجربة نهار الشباب التي عرّفتني على جميع التيارات الفكرية والسياسية اللبنانية مباشرة بعد نهاية الحرب، فتعلمت معنى الإنفتاح والمدنية والوطنية والإختلاف والنضال وحقوق الإنسان وأهمية الكلمة الحرة والصحافة الجريئة. مع هذه التجربة، كسرت حاجز الخوف الذي، وللأسف، كلّف جبران حياته. إلا أن سفري للدراسة بين فرنسا وبريطانيا وأميركا والصين علمني كيف تبنى الأحلام وتتحقق، وأن أهم ما يمر به الإنسان هو اكتشافه كافة الثقافات والحضارات، وغوصه الدائم بحثاً عن الحقيقة، وكيف يجب أن نتقبل ذاتنا ونعيش في سلام وطمأنينة، وما أهمية أن يعيش الإنسان في دولة تحترم حقوقه وأن يحترم واجباته ويقدس العمل والمساواة والتواضع والصدق. بعدها عدت إلى لبنان وكنت مستشاراً للوزير محمد الصفدي، وللوزير زياد بارود، وعشت في كواليس السياسة واكتشفت أهمية التخطيط، وتحضير الملفات والدراسات القانونية والتقنية، وصياغة الخطاب السياسي والبرامج الإنتخابية، واحتكيت بالإدارة العامة، ولمست مدى الظلم الذي لحق بها، وتواضع الإمكانيات التي توضع بتصرفها، وضعف الموظف أمام التجاذبات والتدخلات والمحسوبيات السياسية والطائفية، وضرورة تحسين أوضاعه المعيشية، وتطوير الحكومة الألكترونية، واللامركزية، والنظام الإنتخابي، وقوانين الأحوال الشخصية، والجنسية، والحق في الوصول إلى المعلومات، والأرشفة، وتعزيز إدارة السير، والحد من عدد القتلى على الطرقات، وتفعيل الدفاع المدني، وإطلاق حملات توعية وطنية وكلها مشاريع تعاطيت معها خلال فترة وجودي في وزارة الأشغال العامة والنقل ووزارة الداخلية والبلديات. كما أنني أسهمتفي إدارة العديد من الجمعيات أو تأسيسهاأو رئاستها كجمعية "مهارات للحرية الإعلامية" وجمعية "أخضر دايم" لمكافحة الحرائق وجمعية "لابورا" لإيجاد فرص عمل وجمعيتي "لا فساد" و "سكر الدكانة" لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والهيئة الإدارية للحملة الوطنية للإصلاح الانتخابي ومركز حقوق الإنسان في جامعة الروح القدس وجمعية "LARP"لتعزيز التبادل والتعاون بين شركات لبنانية في الولايات المتحدة وبين لبنان .

علّمت وحاضرت في جامعات لبنانية وأجنبية في الشؤون الدستورية والسياسية، وكان ذلك من أهم التجارب واتعبها لما للتعليم من أهمية استراتيجية في تأهيل الجيل الجديد على مواجهة تحديات عصره ودفع المجتمع إلى المحاسبة والتطوير والإبداع. كما أني شاركت في تأسيس حزب سياسي تونسي وإدارة حملته الإنتخابية بعد الثورة التونسية، وكنت مديراً لمكتب الشركة العالمية للعلاقات العامة "بورتر نوفيلي" في أبوظبي ومستشارا لوزير الاعلام والشباب والرياضة في الكويت. كما شاركت في العمل التأسيسي لوزارة الدولة لشؤون الشباب والآن انا مستشار لمجلس الأمة الكويتي حيث لي حظ بأن أشهد على تجربة ديمقراطية وبرلمانية عربية رائدة من المفيد التعلم منها

ما هي المصاعب التي واجهتك خلال هذه المسيرة؟

الصعوبة الأكبر هي أن تخطىء في تقدير الأمور فتخطىء في تحديد الحلول. وهذا يتطلب حشرية علمية كبير ولكن يتطلب تواضعا ومثابرةأيضاً. ومثل أي شاب مندفع في وطنيته، كنت دائما أصطدم بالأمر الواقع الذي هو دون المرتجى الذي نحلم به جميعاً. نواجه في حياتنا أنظمة قائمة وقديمة في جميع الميادين ولست من الذين اختاروا الطريق السهل في حياتهم. لذا فإن لم يتكيف الإنسان مع الظروف ويطور بشكل مستمر طريقة مواجهة الأنظمة القائمة والمبنية على مصالح شخصية وربما فساد، لا يمكنه أن يصمد في وجهها أوأن يصلحها أو حتى أن يزرع بذور التغيير. وقد أثبتت الحياة على مدى العصور أن الأقوى هو الذي لديه أكبر قدرة على التكيّف. وقد عشت في بلدان عدة وتعاطيت مع حضارات مختلفة وواجهت ظروفا قاسية مادية ومهنية وتعلمت أننا مهما كان، لا يمكن أن نملك حقائق مطلقة ويجب أن نستمر في المحاولة والتعاطف مع ظروف الأطراف الذين لا يفكرون مثلنا دون التهاون في مسألة القيم كما كان يقول غاندي.

ما هي الصفات التي تتمتع بها شخصيتك وساعدتك على تخطي هذه الصعوبات؟

حقيقة أا لا أدعي التمتع بصفات مميزة. كان لي الحظ أني ولدت في عائلة متواضعة مادياً، وغنية روحياً. فقد أوصاني أهلي بالعلم والصيت الحسن. والعلم لا يختصر بشهادات عالمية وألقاباً نعلقها على الحائط ونتباهى بها في المجتمع. هو التزام يومي بأن نتعلم شيئاًجديداً من أي شخص نقابله كبير أو صغير،أو أي مشهد نواجهه ونثقف روحنا بالإنفتاح وتنقيتها من رواسب الحسد والبغض واليأس والعقد الدفينة. كما على الانسانأن يحافظ على صيته لأنه جواز سفره إلى قلوب الناس وعقولهم. لا كذب ولا تحايل ولا فساد، بل وفاء ووضوح ونظافة قلب وكف. إن الجرود الوعرة والمرتفعة في منطقة تنورين مسقط رأسي علمتني أن الفلاح المكفي هو سلطان مخفي، وأن أقرب طريق إلى النجوم هو عدم نكران الذات والأصول. هذا لا يعني أن لا نطور بعض التقاليد والمفاهيم الموروثة، ولي من الجرأة والثقة بأن أثور على كل ما يعيق التمدن والتطور والتقارب بين الشعوب خدمة لمبادىء وقيم إنسانية عالمية تقدس الحريات والحقوق بغض النظر عن أي اختلاف.

هل حققت ذاتك؟

لا ولن، فمعركتي مع ذاتي ويفصل بيننا الموت.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أن أستمر في بحثي عن الحقيقة والسلام، وأن أنشر الفرح وأدافع عن العدل، وأخدم بلدي وأرتقي في إنسانيتي. كل مخلوق محظوظ وعليه أن يعي نعمة وجوده وسببه ولو كان ذلك من خلال قيامه بأعمال ومشاريع صغيرة لا يراها إلا هو.

ما هو شعارك في الحياة ومن هو مثالك الأعلى ؟

نحن نعيش في أحد أعظم الازمنة في تاريخ البشرية من حيث التطور التكنولوجي والطبي والإقتصادي والمعرفي والإنمائي. إلا أننا لا يجب أن ننسى أن هذا كله لا قيمة له إذا لم يُبنى على المحبة. فالمحبة تبقى شعاري وهدفي في الحياة،أما مثالي الأعلى من القادة السياسيين الذين تزامنوا مع عصرنا فيبقى المهاتما غاندي. وإذا كان علي أن أختار امرأة سياسية على قيد الحياة فاختار المستشارة الألمانية انغيلا مركل والممثلة أنجلينا جولي لأعمالها الإنسانية.

ما هي نصيحتك للشباب؟

كونوا أطفالا في قلوبكم وشباباً في أرواحكم وشيوخا في عقولكم. أتمنى على الشباب مهما كانت ميولهم السياسية أن يحاسبوا ممثليهم بموضوعية وجرأة، ويدفعوا إلى تجديد النخب السياسية لكي يكون لهم فرصة في تحقيق أحلامهم على الصعيد المهني والشخصي. لا يمكن الإستسلام للرداءة والتخلف فكما نكون يولى علينا.