يُقال إن الأمل في الشباب..

ويكثر المشككون في عزيمتهم..

ولكن للشاب اللبناني صبغة خاصة يتركها أينما ذهب..

تلك الروح التي لا تعرف سوى الأفراح حتى في ظلّ "الأتراح"

مقابلتنا اليوم تتمحور حول شخصية نموذجية "في كل ما للكلمة من معنى"، فهذا الشاب الثلاثيني تمكّن مع شركائه من تملّك قلوب الشباب من خلال توفير منصات مختلفة لعالم السهر والمقاهي.

مجموعته التي تعرف بـ"الخلاقة" تضم شركات عدة، لكل منها هوية مختلفة عن الأخرى ولكن ما يجمعهم "روح السهر اللبنانية" وعزيمة شاب رفض أن يعيش في أحضان دولة أكثر أماناً واستقراراً من وطنه لبنان.

لذا فلنتعرف سويّاً إلى المؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة "7 Management" الذي خصّ "الإقتصاد" بلقاء حصري.. ​ربيع فخرالدين​.

-من أين انطلقت مسيرتك المهنية؟

تخصصت في مجال التسويق – إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت "AUB" في العام 2003

وبعد تخرجي من الجامعة في العام 2006، إتجهت مباشرة للعمل في دبي بعد أن سنحت لي الفرصة، ولكن بعد شهر واحد فقط إندلعت حرب تموز في لبنان.

رغم الأوضاع السيئة في لبنان، لم أشعر أني أقوى على العيش خارج وطني، لذا قررت أن أعود إلى بيروت.

تغاضيتُ عن نصائح جميع الأصدقاء والأقارب بالبقاء في وظيفتي في الخليج خاصة أن الحرب لم تزل قائمة في لبنان، ولكني تمسكت بقراري أكثر ،نُعِتُّ بالمجنون!

ولكني صوت قراري كان أعلى من كل هذه النصائح.. لذا حجزت على أول طائرة متجهة إلى بيروت.

في بيروت عملت في شركة "Transmed" الشركة الوكيلة لـ"Procter & Gamble" وكان مسؤولاً عن المبيعات "Sales Account Executive" وكنت إستلم العديد من الحسابات منها "Le CharcutierAoun" و "Spinneys" .

في هذه المرحلة كنت على احتكاك دائم مع الأشخاص، ما أسهم في تقوية شخصيتي ومهاراتي في التواصل والتعامل مع الآخرين.

وبحسب تجربتي، قسم المبيعات هو "حقل مفعم بالخبرات".

بعد عام ونصف، شهدت حياتي المهنية نقلة نوعية عندما توظفت في شركة "BAT" – "British American Tobacco" وبقيت في هذه الشركة لمدة ستسنوات.

هذه الشركة كانت بمثابة "مدرسة" بالنسبة لي نظراً للخبرات الغنية التي إكتسبتها خلال عملي فيها.

بدأت في الشركة بمنصب المسؤول التنفيذي عن العلامات التجارية "Brand Executive"، ومن بعدها أصبحت Horeca Manager ، وعندها دخلت إلى عالم المطاعم والـ"Food and Beverage" ، وكنت أستلم إدارة المناسبات كإطلاق منتجات جديدة في الأسواق.

في حين كانت شركات كـ"Kent" وغيرها تدفع لتضع منتجاتها في المطاعم والحانات، كنت مسؤولاً عن هذه العملية ومن هنا تعرفت إلى هذا المجالأكثر.

-هل كان لطفولتك دور في نجاحك البارز في مجال عملك، رغم وجود العديد من الخيارات المتاحة إلا أن "7 Management" تمكنت "بسهولة" من السيطرة على الأسواق وجذب الأفراد إليها؟

منذ صغري كنت أحب الطبخ، ولكنني لم أستطع أن أتخصص في مجال "Hotel Management" الذي لم يكن متوفراً في الجامعة الأميركية في بيروت.

ولكن إنجذابي إلى هذا القطاع يبدو أنه بقي راسخاً في ذهني وشاء القدر أن يُترجم فعلياً.

فخلال عملي في "BAT" قمت بافتتاح أول حانة ""Pubفي شارع الحمرا بالتعاون مع شركاء.

وفي العام 2014 قررت أن أترك عملي في الشركة لينصب كل تركيزي على مشروعي الخاص.

-ألم تُخِفْك فكرة تخليك عن وظيفتك الثابتة؟

هذا الموضوع كان بمثابة "تحدٍ" بدأ معي منذ أن تخليت عن وظيفتي الثابتة في دبي وهي الأكثر أمناً واستقراراً لأعود إلى بيروت التي كانت تعايش حرب تموز في العام 2006.

تابعت في هذا التحدي الذي اخترته لنفسي،إلى أن تقدمت باستقالتي من شركة "BAT" البريطانية في العام 2014، وابتكرت فكرة " Seven Sisters" بالتعاون مع شركائي الثلاث: هاني هاشم، رالف بستاني وكريم حمادية.

تبلورت هذه الفكرة فيما بعد لتصبح مجموعة "7 Management" التي أستلم منصب رئيس مجلس إدارتها، و تضم اليوم : "انتيكا بار"، "قهوة بيروت"، "Black"، " Seven Sisters"، "Feb 30"، "Walkman".

وخلال الأشهر الستة المقبلة سنفتتح "أنتيكا بار" في دبي، بعد أن قمنا بـ"Antika Nights" في كل من دبي وقطر وشهدنا الإقبال الكثيف على هذا النوع من النماذج.

ما هي أبرز المصاعب التي واجهت مسيرتك المهنية؟

من الصعب جداً في لبنان أن يتمكن شاب سعى بنفسه ليؤسس مسيرة خاصة به أن يصل إلى أهدافه بسهولة.

صعبة ولكنها ليست مستحيلة!

-هل كان رأس المال عقبة بالنسبة لكم؟

بالطبع تحصيل رأس مال ضخم في لبنان أمر صعب جداً لذا اتبعنا إستراتيجية زيادة عدد الشركاء.

ولكن إذا أصرّ الإنسان على مشروعه "سيبتكر رأس المال" سواء من خلال القروض المدعومة، نظام الأسهم أو غيرها من الإستراتيجيات الأخرى.

-برأيك ما هي أهم عناصر تأسيس مشروع ما؟

الخبرة تأتي أولاً، والتي أعتبرها لا تُثمّن، وتتجسد أهميتها باكتسابها مع مرور الزمن، على عكس رأس المال الذي من الممكن حصده بـ"كبسة زر".

وبرأيي فإنالخبرة ضرورية في مجال عملنا خاصة مع تزايد عدد المتعدين على المهنة، التي لا تتطلب أموالاً طائلة .. ولكن في نهاية المطاف يبقى صاحب الخبرة المسيطر الأكبر على السوق لأنه يعرف"دهاليزه" عن ظهر قلب.

-ما هي الصفات التي تميّز الشخص الناجح عن غيره؟

هو الشخص المؤمن برسالته، وفكرته، أو بالمهمة التي يؤديها، وبالطبع أن يسعى لبلورتها بشغف، ومثابرة.

كماعليه أن يتحلى بالصبر خاصة في ظلّ الأوضاع اللبنانية المُتقلّبة.

-ما هي رسالتك للشباب اللبناني؟

أنا أعتبر أن للشباب اللبناني فرص كثيرة داخل بلدهم، فعلى الصعيد الشخصي واجهت العديد من "المطبات" والمعرقلات خاصة في بداية المسيرة، ولكن مواجهة هذه الظروف تكون بالإصرار والعزيمة.

وبرأيي إذا كان الإنسان شغوفاً في مجال عمله سيسخِّر كل طاقاته وقدراته ومهاراته كي يُثمر مشروعه.

لدينا في لبنان العديد من الفرص، لذا استثمروا أفكاركم، واستفيدوا من فرصة القروض المدعومة التي تقدمها البنوك ومصرف لبنان.