لاتزال بداية العهد الجديد المأمول منه خيراً، تتخبط مع الأزمات المتراكمة منذ العهد السابق وقترة الفراغ الطويلة التي عاشها اللبنانيون. ففي الوقت الذي يتحدث فيه وزير الطاقة سيزار أبي خليل في كل لقاء صحفي عن النفط والغاز، لايزال اللبناني يدفع فاتورتين للكهرباء بسبب التغذية الرديئة التي تؤمنها كهرباء لبنان. هل يُعقل أن نتحدث عن استخراج غاز في الوقت الذي نعجز فيه أحياناً عن "إضاءة لمبة"؟

ملفٌّ آخر خلّفته لنا الأيام واستطاع أن يُشعر دولتنا بمناصبها كافة بالعجز هو ملف سلسلة الرتب والرواتب. هذا الملف الذي يبلغ من العمر سبع سنوات، تناولته العديد من النقاشات وتتطلب مئات الإجتماعات الوزارية والنيابية وكلف البلد أشهراً من الإضرابات. أما اليوم وفي بداية العهد الجديد جاء الحل المقترح بموازنة العام 2017 بـ27 مادة ضرائبية تطال الكهرباء والعقارات والمازوت لتمويل سلسلة الرتب والرواتب، الأمر الذي قوبل بالرفض طبعاً.

وتستمر جلسات مجلس الوزراء اليوم أيضاً لمناقشة بنود هذه الموازنة وما إذا كانت ستتضمن السلسلة أم لا، ومن جهته أكد وزير الإعلام ملحم الرياشي "أن النقاش حول الموازنة طويل لكنه علمي وإيجابي جداً"، مشيراً إلى أن البحث لن ينتهي اليوم ، إلا أن الأمور سوف تحل.

ومن جهتها، لفتت مصادر وزارية إلى ضرورة فرض ضرائب جديدة لتغطية جزء من العجز المالي، مشددةً على وجود شبه توافق وزاري حول ضرورة تحييد الطبقتين الفقيرة والمتوسطة عن الزيادات المتوقعة. وأكد المصدر أن ضرائب ستفرض على القطاع المصرفي الذي يحقق سنوياً أرباحاً تتراوح بين ثلاثة وأربعة مليارات دولار.

ولمعرفة المزيد من التفاصيل حول ما تحمله الأيام المقبلة كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع نقيب المعلمين في لبنان نعمه محفوض:

- ما هي خطواتكم التالية بعد إضراب الأمس، خاصة أنك قلت "لا عام دراسي من دون السلسلة"؟

صراحةً نحن اليوم ننتظر ما ستؤول إليه الأمور لأننا سمعنا أن هناك بعض المتغيرات بعد إعتصام يوم أمس وأن بعض الوزراء غيروا رأيهم إيجاباً وهم يتجهون لحسم موضوع سلسلة الرتب والرواتب. وكما فهمنا من وزير الإعلام ملحم الرياشي أن الموضوع يمكن أن لا يبت به في جلسة اليوم أيضاً ويتم تأجيله إلى الأسبوع القادم.

سننتظر جلسات مجلس الوزراء، بحسب الإتفاق، ويجب أن تنتهي مع إقرار السلسلة وإرسالها إلى مجلس النواب لأنه في حال لم يحصل ذلك سنضطر إلى القيام بالخطوات التالية.

الخطوات تعتمد على جلسات مجلس الوزراء، وعبارة "لا عام دراسي دون السلسلة" تعني أن كل الخطوات ستصبح مباحة في حال عدم إقرار السلسلة الحق بعد خمس سنوات ووعود كثيرة، لكن بالتأكيد نحن لا نقوم بأمور غير قانونية.

هناك حديث عن أنك لا تتشاور مع الجميع في موضوع الإضرابات، هل سيكون هناك تنسيق أكبر في المراحل المقبلة؟

أمين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان الأببطرس عازار، الذي قال ذلك هو صاحب مؤسسة أما أنا فرئيس نقابة مستقلة أنفذ قرار الجمعيات العمومية، ومن يتخذ القرار بالإضراب فهم المعلمون وليس أصحاب المدارس.

كما أنني اتفقت مع الأب عازار على لقاء قريباً خلال أسبوع، المشكلة ليست مع أصحاب المؤسسات أو الأهالي أو التلاميذ، بل مع الدولة اللبنانية التي تظلم المعلمين والطلاب والتلاميذ.

- في مشروع الموازنة تمويل السلسلة سيكون عبر أكثر من 20 مادة ضريبية معظمها تطال ذوي الدخل المحدود، هل ستوافقون على إقرار هكذا موازنة؟

أولاً، نحن شدّدنا اننا ضد فرض الضرائب على هذه الفئات. ثانياً، ليس من وظيفتي أن أقول للدولة من أين تأتي بالمال بعيداً من ذوي الدخل المحدود، إذا كانوا لا يعلمون من أين يأتون بالأموال فليستقيلوا من مناصبهم ونرى نحن كيف سنتدبّر أمورنا.

إن هبوط أسعار النفط العام الماضي إستفادت منه خزينة الدولة اللبنانية عبر خفض دعم الخزينة إلى مؤسسة كهرباء لبنان وحدها بـ 1.5 مليار دولار، وهو مبلغ يموّل سلسلتين وليس سلسلة واحدة.

هم لا يريدون إصلاح وضع الكهرباء، ولا المطار، ولا المرفأ، ولا الأملاك البحرية، بل يريدون أن يسلكوا الطريق القصير وهو جيب المواطن "المعتّر".

- قلت يوم أمس إنه "سواء أقرت سلسلة الرتب والرواتب مع الموازنة أم لا فالأمر سيّان .. والمهم أن تقرّ"، هل أنتم مع إقرار موازنة لا تتضمن السلسلة؟

ما أقوله هو : إذا كانوا يستخدمون السلسلة في صراعاتهم السياسية فنحن لا نريد أن نكون في وسط هذا الأمر. ما نرفضه رفضاً قاطعاً هو اقتراحهم تأجيل السلسلة إلى العام 2018 لذلك، إن اقرّت مع الموازنة أم لا فالأمر سيّان.

مع من تواصلتم من المسؤولين؟ وما هي مواقفهم؟

لم نتواصل مع أحد لكن وصلتنا أخبار تفيد بأن بعض الوزراء الذين كانوا معترضين على إقرار السلسلة غيروا مواقفهم، بالإضافة إلى بعض التصاريح في وسائل الإعلام.