كلما زاد التقدم التكنولوجي ازداد الاعتماد على الآلة وقل الاعتماد على الأيدي العاملة، وهو ما يشكل تهديدًا لمراكز وعمل كثير من الأشخاص.

ومع التطور التكنولوجي المستمر بات من المهم الإجابة على عدة أسئلة يتم طرحها حول مستقبل المهن، وهو ما ذكره ماركت ووتش في تقرير.

1- هل ستحل الآلة محل البشر في الوظائف؟

ليس هناك شك في أن الآلات تزداد ذكاء، وتتوقع شركة الاستشارات الإدارية العالمية مجموعة بوسطن الاستشارية "BCG" أن نحو ربع الوظائف سوف يتم استبدالها إما بالبرمجيات الذكية أو الروبوتات بحلول عام 2025، في حين خلصت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد إلى أن 35% من الوظائف المتاحة حاليًا في المملكة المتحدة تواجه خطر التشغيل الآلي خلال الـ 20 سنة المقبلة.

ووفقًا لدراسة أكسفورد فإن أكثر الوظائف المعرضة لخطر إحلال الآلة هي الوظائف الميكانيكية مثل كتابة التقارير أو جداول البيانات التي يُمكن أن تحل فيها البرمجيات بسهولة محل البشر، حتى بات عمال المصانع معرضين بشكل متزايد للخطر بسبب التطوير المستمر للآلات وتزويدها بأفضل الإمكانيات التي تتفوق على إمكانيات البشر.

وعلى النقيض من ذلك فإن الوظائف التي تتطلب المجيء بأفكار مبدعة وخلاقة باتت تُشكل ميزة كبيرة في مواجهة الأتمتة، مما يُمثل فرصة أمام الفنانين والمصممين والمهندسين، إضافة إلى الأشخاص الذين يعملون في مهن تنطوي على مهام تتطلب قدرًا كبيرًا من مهارات الذكاء الاجتماعي والقدرة على إجراء المفاوضات كالمناصب الإدارية، فمثل هذه الوظائف أقل عرضة لخطر التشغيل الآلي من غيرها من الوظائف وفقًا للدراسة.

لذلك ينبغي أن يتأكد كل شخص من امتلاكه مهارات مختلفة عن تلك التي يُمكن للآلات القيام بها، فمن يقوم بعمليات حسابية روتينية أو أعمال متكررة يسهل أن تحل الآلة مكانه بها ينبغي عليه تطوير إمكانياته من الآن، واكتساب مجموعة من المهارات التي تساعده على الإبداع والابتكار والتفاعل الاجتماعي وتعليم الآلات.

2- أين وكيف يُمكن إيجاد عمل في المستقبل؟

يشهد العالم توسعًا كبيرًا في مواقع الإعلان الوظيفي الرقمية مثل "Indeed"، "Monster.com"، "لينكد إن" وغيرها من المواقع، وإذا كان من الممكن عبر التكنولوجيا الرقمية الإعلان عن مئات الملايين من الوظائف، فيُمكن حينئذ أن تتمكن التكنولوجيا الرقمية من تحقيق التواصل بين الباحثين عن عمل والشركات التي تسعى للعثور على المواهب في المستقبل.

ويعمل المدير التنفيذي لموقع "لينكد إن" جيف وينر على إنشاء رسم بياني اقتصادي عالمي في غضون 10 سنوات، بهدف أن يشتمل هذا الرسم البياني على قائمة بالوظائف الموجودة في العالم، وكل المهارات المطلوبة للحصول على هذه الوظائف، وجميع المؤسسات التعليمية التي تقوم بتدريس تلك المهارات، وجميع المهنيين الذين يُمكنهم شغل هذه الوظائف، حيث يُصبح  بإمكان الباحثين عن وظائف في هذا العالم الجديد أن يسوقوا أنفسهم بشكل أكبر أمام أصحاب العمل وأمام المؤسسات التعليمية التي يُمكنها مساعدتهم على اكتساب المهارات الشخصية المهمة التي يتطلبها سوق العمل.

3- كيف سيتم قضاء الوقت؟

ليس هناك شك في أن طبيعة وهدف العمل سوف تشهد تغييرًا، فبعد أن كان التركيز الأساسي في البحث عن عمل ينطوي على قطاع الشركات من أجل كسب العيش، سوف يشهد المستقبل توسعًا كبيرًا في سوق العمل الخاص، وسوف يكون هناك مجموعة مختلفة ومتنوعة من الأهداف الخاصة بالعمل، فعلى سبيل المثال تزايد في السنوات الآخيرة بيع البضائع والخدمات عبر الإنترنت بشكل كبير كمصدر للدخل بعيدًا عن المهن التقليدية ، وهو ما يمثل تغييرًا في طبيعة العمل.

ويُسهل التقدم التكنولوجي والشبكات الاجتماعية فرص الحصول على عمل حر من خلال الإنترنت، إلا أنه يجب التفكير بجدية في كيفية حصول أولئك الذين يعملون في المهن الحرة على دخل لهم في المستقبل خلال سنوات التقاعد.