خاص "الإقتصاد" 

حتى في السرقات هناك طرق وفنون ومخططات يتّبعها البعض لتنفيذ مآربهم بطرق إحتيالية لا تخطر على بال أحد بأنها عملية "سرقة إحترافية" يتعرّضون لها.

في سيناريو مُحكم وضعه مواطن لبناني يُدعى حسين.د، إستطاع من خلاله سرقة أكثر من 30 محل ومطعم منتشرين بين قضائي المتن وبعبدا، حيث تخصص حسين ( وهو في الـ59 من عمره) بسرقتهم ولكن بطرق مخالفة لعرف السرقات.

دأب الرجل الخمسيني منذ سنتين على الإتصال بمحلات تبيع المواد الغذائية والمطاعم و أنه يريد تحضير طلبية إلى منزله، فحيت يتصل بمحل ما يطلب مجموعة كبيرة من الماكولات والمشروبات ومواد التنظيف، وأحياناً يتصل على مطعم طالباً كميات من المأكولات الجاهزة، كما أنه لم يتردد في طلب الحلويات الفاخرة من محلات متخصصة. ولكن هذه الطلبيات كانت تصله مجاناً دون أن يدفع ثمنها.

أبرز المحلات والمطاعم التي سقطت ضحيته تتواجد في الدورة وبرج حمود وكاليري سمعان ثم وسّع نشاطه نحو عين الرمانة والطيونة قبل أن يصل تدريجياً إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، وفي منطقتي الغبيري والمشرّفية كانت نهاية المطاف، إذ بعد شيوع أخبار من عدة محلات عن وجود لص في المنطقة تمت مراقبته ونصب له أحد أصحاب المحلات كمين، فحين وصل الشاب الموكل توصيل البضائع وفيما حاول حسين.د سرقته كان هناك من يرافق ذلك الشاب فالقي القبض عليه وتم تسليمه لمخفر الغبيري.

وفي تفاصيل التحقيقات معه إعترف حسين.د، أنه قام بالعديد من عمليات السرقة الإحتيالية، حيث كان يطلب مواد غذائية وخضاراً ولحمة من محال تجارية متنوعة في مناطق لبنانية عدة وصرافة مبلغ 100 دولار أو 100 ألف ليرة عبر خدمة الـتوصيل المجاني (دليفيري) مدعياً أنه يسكن حديثاً في المحلة، وهذا ما كان يفعله في كل منطقة يصل إليها إذ يختار مدخل عمارة ما في منطقة ما ويطلب أغراضه من المحلات المجاورة.

ولدى وصول عامل التوصيل إلى المكان يكون بانتظاره في مدخل المبنى، ثم يرسله لإحضار أغراض أخرى متحججاً أنه نسيها في المرة السابقة ولكنه يحصل منه على فرق مبلغ الـ 100 دولار أو 100 ألف ليرة من دون أن يعطيه أياً منها، وفي هذا الوقت ينتهز الفرصة ويفرّ بالمبلغ والأغراض.

وتجدر الإشارة إلى أن عدد من المحلات إشتكت لدى القوى الأمنية عن حالات سرقة حصلت لديهم، مبرزين الرقم الذي إتصل بهم لكن هذا اللص المحترف كان يغيّر بعد كل عملية رقمه.

وفي آخر شكوى وردت إلى مكتب مكافحة الجرائم المالية وتبييض الأموال في وحدة الشرطة القضائية، كانت من صاحب سوبر ماركت في محلة الدكوانة حول قيام شخص مجهول الهوية، بعمليات احتيالية تضمنت سرقته مواد غذائية والفرار بها وأن صاحب المحل قدّر قيمة المسروقات بـ200 ألف ليرة ، ونتيجة التحريات والاستقصاءات المكثفة تمكن المكتب المذكور من معرفة هوية ومكان تواجد الفاعل بعد آخر محاولة سرقة له فتم توقيفه في محلة الغبيري.

وقد أودع المتهم في عهدة مكتب مكافحة الجرائم المالية وتبييض الأموال في وحدة الشرطة القضائية، الكائن في محلة بوليفار كميل شمعون على أن تعمم صورته للتعرّف عليه من قبل من وقعوا ضحية نصبه وإحتياله، وسيصار لاحقاً لإحالته إلى القضاء المختص في محكمة بعبدا الجنائية.