عندما نتكلم عن لبنان بعيداً عن الأجواء الإقتصادية والسياسية الضّاغطة.. لا يمكننا أن نُصنف بلدنا الصغير هذا إلا بـ"أفضل رقعة على الأرض" يعيد المرء بفضلها الطاقة الإيجابية التي تمكنه من الإبداع.

ولكن الإحتفال في لبنان لا يقتصر على المناسبات والأعياد فحسب فكل "Weekend" في لبنان صاخب ..

وخلف هذه الطاقة الإيجابية والمرحة أشخاص بارعين يحرصون على توفير هذه الأجواء التي تميّز"روح لبنان".

وبهدف تسليط الضوء على أهم روّاد هذا القطاع كان لـ"الإقتصاد" مقابلة خاصة مع المؤسس لـ"Rikky'z" ذلك المكان الذي لا يعرف "الموسمية" ويتجه اللبنانيون نحوه من مختلف المناطق اللبنانية القريبة والنائية.

إلا أن الرجل خلف هذا المشروع الضخم ليس فقط بارعاً في سرقة قلوب محبي السهروالحفلات، بل حرص أيضاً على جذب عقولهم عبر تطويره لمطبعة ودار نشر والده التي تُصدر مجلة البحوث الإقتصادية.

ريكي حموضه​ .. شخصية مثيرة للجدل بنجاحها الصاخب وغير "المتقطّع" ففي ظل ّ الأوضاع التي تقفل فيها المطاعم والحانات بعد أشهر قليلة من إفتتاحها يتربّع حموضه على عرش إحياء السهرات والإصدارات العلمية المفيدة.. لذا فلنتعرف سوياً على ريكي!

-من أين انطلقت مسيرتك المهنية؟

تخصصت في مجال إدارة الأعمال في جامعة القديس يوسف. وقررت أن أساعد والدي الذي كان عميداً في الجيش، وكان يملك مجلة "البحوث" الإقتصادية التي كان يُصدرها على أساس دوري.

إلى أن قررت تحويل المطبعة إلى مطبعة تجارية تعمل بشكل دائم، وتطلّب هذا المشروع توسيع المكان والإستعانة بمطابع والآلات الجديدة.

-هل عثرت على الشغف من خلال "Rikky'z"؟

"Rikky'z" هو عبارة عني أنا شخصياً فهو تجسيد آخر لشخصيتي.

-من أين جاءت فكرة "Rikky'z"؟

لطالما كنت ألعب الموسيقى "DJ"، وكان الجمهور يُحب أدائي، بدأت بالحفلات الصغيرة التي قدمتها للأصدقاء والمقربين.

ومن بعدها قررت أن أستأجر أحد المحلات في شارع الحمرا كل نهار خميس على أساس يومي لألعب فيه الموسيقى.

أحبّ الأشخاص نوع الموسيقى الذي كنت أقدمه، الأمر الذي أسهم في تدعيم علاقاتي العامة.

حتى أنني أذكر أنه في أيام الحرب إتجهت مع الأهل إلى منطقة الغينيه التي كانت أكثر أماناً، و كنت أستغل كل فرصة لألعب الموسيقى، وكان الأفراد يتهافتون لحضور هذه السهرات.

كما أن علاقاتي العامة تعزّزت من خلال المدارس العديدة التي دخلتها، بالإضافة إلى استلامي قسم إبتكار وتنظيم النشاطات والحفلات في الجامعة.

عُرض عليّ أن أعزف الموسيقى في منطقة فقرا، وكنت أعمل في ثلاثة أماكن في المنطقة.

حتى أنني وصلَت علاقاتي العامة إلى مستويات عُليا، بحيث أصبحت عينة الزبائن التي نقدم لها تشمل رئيس الجمهورية،الوزراء والنواب.

كما كُنت اُطْلَب لألعب الموسيقى لحفلات في الخارج في نيويورك، وباريس، وموناكو، وآخر حفلة خاصة قدمتها كانت في المونتي كارلو في "Jimmy'z" ومن هنا أخذت الإسم -"Rikky'z"-.

وقررت أن أؤسس "Rikky'z" رسميّاً فإستأجرت موقعاً في منطقة فقرا لمدة خمسة أعوام، وكان يتسع لحوالي ثلاث مئة وخمسين شخصاً، وهو عبارة عن wooden cabin ضخمة.

-عند تأسيسك لـ"Rikky'z" في فقرا لم تُخفْك فكرة العمل الموسمي؟

كان الوضع مزعجاً خلال الأعوام الخمسة الأولى، فكان نشاط عملنا مرتبطاً بشكل حصري بتساقط الثلوج.

وفي الأعوام الثلاثة الأولى من تأسيسنا لـ"Rikky'z" كانت الأشخاص نفسها تتردد إلى المكان، وكانت كلها تأتي من هذه الطبقة التي ذكرناها سابقاً والتي تضم كبار الرؤوساء والفعاليات.

وحينها قررت أن أوسع قطر العينة المستهدفة، فإذا لم نشهد موسماً مقبلاً بالثلوج بمقدرة هؤلاء الأشخاص أن يتجهوا إلى أي بلد في العالم لتمضية عطلة الشتاء وممارسة رياضة التزلّج.

قراري هذا تزامن مع نهضة التكنولوجيا التي شهدناها في السنوات الأخيرة، وعبر "فيسبوك" تمكنت من الوصول إلى طبقة جديدة وهي الطبقة الوسطى.

وبعد عامين تمكّنا من تغيير مسار عملنا بالكامل.

-ما هي أبرز التحديات التي خضتها خلال عملك في "Rikky'z" وكيف تخطيتها؟

كما ذكرت سابقاً فإن التحدي هو العمل الموسمي، إلا أننا تمكنا من حلّ هذه المشكلة وعملنا اليوم يساوي عشرة أضعاف مما كنا نقوم به منذ عشرة أعوام.

وعلى صعيد آخر، وبعد انتهاء عقد الإيجار الأول قررت أن أبني "Rikky'z" بنفسي، واخترت أفضل موقع له، وقررت أن أُضيف إلى العينة المستهدفة فئة الشباب وطلاب الجامعات.

-ماذا يُميّز "Rikky'z" عن غيره؟

منذ تأسيسي لـ "Rikky'z" وحتى الساعة وأنا المسؤول الوحيد عن كل الحجوزات، فأتلقى كل الإتصالات بنفسي وأكون موجوداً لإستقبال كل الزبائن عند وصولهم. فأنا لا أقوم بهذا الأمر من باب المهنية فحسب، بل أمارس ما أُحب!

-ما هي أهمية التعاون خلال فريق العمل الواحد في "Rikky'z"؟

طبعاً لا يمكن لأحد أن يستلم كل المهام بنفسه، أنا أقوم بالخطوات الأولى والكبرى، فعلى سبيل المثال أتجه إلى الولايات المتحدة الأميركية لعقد صفقة استيراد اللحوم، وفريق العمل يُتابع معطيات الصفقة ويستلمها وما إلى ذلك.

عُرض عليّ أن أؤسس مشاريع مماثلة في بيروت، ودبي، وأستراليا، وغيرها الكثير، لكن بالنسبة إليّ "Rikky'z" هو انعكاس لـ"ريكي" فقط وليس مشروعاً تجارياً فحسب.

فلا يمكنني أن أُقسّم نفسي، ولا يمكن للزبائن أن يتجهوا إلى "Rikky'z" ولا تجد ريكي!

-برأيك ما هي متطلبات تأسيس مشروع ما؟

من حيث الأولوية أنا أعتبر أن العلاقات العامة تأتي أولاً ومن بعدها الخبرة ،ثم رأس المال.

رأس المال يأتي في آخر اللائحة لأنه عندما يبرع الشخص في مجال عمله، يقصده الممولون للإستثمار .

-أنت على إحتكاك دائم مع الشباب، ما هي الرسالة التي تود إيصالها لهذه الفئة العمرية من منطلق خبرتك الخاصة؟

برأيي أهم عنصر لتفوق شخص ما في عمله هو التفاني، فمن يعمل بإخلاص وإن كان موظفاً سيتمكن من حصد نتائج فعّالة على صعيد العلاقات العامة والخبرات المكتسبة.