يطمح الإنسان دوماً ليكون الأفضل في مجال عمله أو دراسته..

ولكن طموح الفرد يصبح فعالاً وملموساً عندما يُترجم شغفه واندافعه إيجاباً على حياة الآخرين فيترك في روحهم بصمة..

شخصيتنا اليوم تدور حول رجل لبناني.. يعشق الشأن العام.. ويهوى "التأسيس" و"بناء" المشاريع ليتركها فيما بعد لكل من سيستفيد من خدماتها ومهامها..

يعتبر أن كل مواطن يمتلك رسالة جوهرية قادر على تقديمها،وحلولاً قابلة للتطبيق كونه يعايش المشكلة أكثر من أي شخص مسؤول لذا فالإستماع لمقترحاته واجب، ولا يجوز أن يُعامل بإستخفاف.

ومن يمر اليوم في بلدية الشويفات يلاحظ أنها تتحضر لعملية نهضة شاملة، بداية من البنى التحتية للمدينة، وصولاً إلى موقع مطمر الكوستا برافا ومنطقة خلدة .. ولكن وراء تفعيل هذه الأنشطة أشخاص يحبون بلدتهم ويعملون ويتابعون على الأرض يوميّاً كل تفاصيل مراحلها الإنمائية.

ولنتعرف أكثر إلى أبرز هؤلاء الأشخاص كان لـ"الإقتصاد" لقاء حصري مع رئيس لجنة الأشغال في بلدية الشويفات والناطق الرسمي باسم البلدية هشام ريشاني الذي شاركنا تفاصيل مسيرته الغنية في خدمة المجتمع.

- من أين انطلقت مسيرتك الأكاديمية، وكيف انتقلت للعمل في الشأن العام؟

تخرجت حاملاً شهادة في المحاسبة، إلا أن الحياة قادتني إلى مسار مختلف، فأسست خلال العام 1997 شركة تُعنى بتكرير المياه، وكانت من أولى الشركات في هذا المجال في لبنان.

ومن بعدها توجهت للعمل في الشأن العام، من خلال ترشحي لبلدية الشويفات، ووصولي إلى المجلس البلدي.

وحالياً أستلم رئاسة لجنة الأشغال في بلدية الشويفات وأنا عضو في ست لجان بالبلدية، كما أنني الناطق الرسمي باسم البلدية.

- ما الذي دفعك لتأسيس شركة بعيدة كل البعد عن مجال دراستك وبرأيك ما هي متطلبات النجاح في هذه المعادلة غير المألوفة؟

الشغف..! فلطالما أحببت مجال إدارة الأعمال، وكنت دائماً أحب أن أؤسس وأبتكر مشاريع أو أفكاراً وأتركها فيما بعد إلى الآخرين لكي يستفيدوا من خدماتها أو يديروها وما إلى ذلك.

- حبّك للتأسيس يتطلب الخبرة أم رأس المال المادي أكثر؟

برأيي يجب أن يتماشى العاملين مع بعضهما البعض لكي تكون المسيرة متكاملة، ولكن لا شك أن الخبرة هي كفيلة بضمان وجود لا بل "خلق" رأس المال المطلوب.

- ما هي المشاريع التي تعملون عليها حالياً في بلدية الشويفات؟

في البداية أود أن أوضح أن بلدية الشويفات أكبر من بلدية بيروت بكيلومتر واحد فقط فهي مكونة من تسعة عشر كيلومتر مربع تقريباً، تضم مناطق مهملة منذ أعوام منها حيّ السلّم، صحراء الشويفات وجزء من منطقة خلدة.

لا شك أن المناطق المهملة من عشرات السنين بحاجة إلى ورش عمل مهامها أصعب من أي مشروع آخر، لأن الواقع يتطلب التأسيس من نقطة الصفر تقريباً.

كذلك نواجه مشكلة نهر الغدير، ومشكلة البلد الكبرى "مطمر الكوستا برافا" الذي طلبت مني البلدية أن أكون مراقباً عليه.

المشاكل كبيرة من دون شكّ، ولكننا نعمل على المشاريع المختلفة بشكل متوازٍ، والأمور على تحسن دائم..

السير في الشويفات اليوم هو  أكبر دليل على النهضة التي تتحضر لها البلدية، إذ يشهد المواطن عملية تطوير البنية التحتية بشكل كامل بداية من خطوط الهواتف، إلى الكهرباء، وصولاً إلى تمديدات الصرف الصحي.

فكل المشاريع التي كانت على قائمة الإنتظار منذ أعوام تنفذ حاليّاً.

- ما هي الصفات التي تُميّز الشخص الفعّال إجتماعيّاً عن غيره؟

حبّ الإنسان لتحقيق التغيير الإيجابي في مجتمعه يأتي بالفطرة، فالشخص الذي لا يهتم بالشأن العام والخدمة الإجتماعية قد لا يعني له هذا الموضوع.

ولكن إذا  اجتمع كلٌ من الشغف والرؤية المستقبلية؛ يتمكن الإنسان من خلق تغيير فعلي على أرض الواقع، ولكن الأمر يتطلب تركيزاً تاماً على الهدف المنوي تحقيقه وهو التغيير للأفضل.

-عادة ما تكون الظروف الأمنية والإقتصادية معاكسة لرغبة اللبناني في التطور، هل فكّرت في أن تبتعد عن كل هذه العوامل الضاغطة، وأن تعود لتأسيس شركة خاصة؟

أعتقد أنني لا أزال في أول الطريق! انا أحب عملي ولا افكر في "العراقيل" ، نحن ترعرعنا في ظلّ ظروف الحرب القاسية، لذا لم نعد نكترث للضغوط لأنها لم تشكل عائقاً بالنسبة لطموحاتنا.

أفكارنا كلها منصبة على المشاريع الإنمائية، ومن يكون تركيزه على هذا الشق، فمن الصعب جداً أن يتنحى عن هذه الرسالة التي يؤمن بجوهرها.

- ما هي الرؤية المستقبلية لبلدية الشويفات؟

نعمل الآن على إنشاء خط بحري سياحي للمدينة وهو خطّ خلدة البحري، وبدأنا بأعمال البنى التحتية في هذا المحيط.

ونسعى في منطقة خلدة البحرية إلى تأسيس شاطئ شعبي يستفيد منه كل المواطنين من مختلف شرائح المجتمع.

كذلك نسعى لتحويل موقع الكوستا برافا، الذي سينتهي بعد 3 أعوام، إلى مكان يُشكل "مُتنفساً" للمواطن بحيث يستطيع أن يتجه مع عائلته إلى هذا المكان بغية الترفيه عن نفسه وبكلفة مقبولة.

أما فيما يخص نهر الغدير، فإننا نتعاون مع كل من وزارة الاشغال ومجلس الإنماء والإعمار ومع وزارة البيئة لحل هذا الموضوع.

ومن المفترض أن تتحول مدينة الشويفات في هذا العهد إلى الأفضل!

- ما هي رسالتك؟

رسالتي أولاً لأهالي الشويفات، باستطاعة أي مواطن اليوم التواصل معي مباشرة عند ورود أي شكوى، كما نسعى في القريب العاجل إلى إطلاق خدمة رقمية تسمح بالتواصل المباشر مع كل من البلدية، والشخص المسؤول والمواطن .

ولكني أودّ أن أوجه رسالة خاصة للمسؤولين، نابعة من تجربة سابقة خضتها،  في أولى مسيرتي كنت أعاني عند توجهي إلى الدوائر الحكومية من طريقة التعامل والإستقبال، كانت هذه المشكلة تعرقل مسار عملنا، فالحديث مع المسؤول عن مشروع ضروري وهام  بحاجة إلى موعد مسبق يُحدد قبل عشرة أيام على الأقل..

رسالتي لكل جهة مسؤولة اليوم، أتمنى أن تفتحوا أبوابكم لكل الناس كما نقوم في بلدية الشويفات، لا تستخفوا بمعانات المواطن ومطالبه وإقتراحاته، فهو يُعايش المشاكل أكثر من أي مسؤول، وهو قادر بطبيعة الحال على تقديم حلول أو اقتراحات من منطلق وضعه اليومي.

ونحن في البلدية على مقربة دائمة مع الناس، ولا يجوز أن تضع أي جهة معنية بالشأن العام حاجزاً بينها وبين المواطن الذي استأمنها على رعاية مصالحه..