من سوريا إلى لبنان عبر نقطة المصنع الحدوديّة، دخل "علي. م" قاصداً مباشرة مطار بيروت  للسفر إلى السعوديّة. كان المسافر يحمل بيديه كيسين من الحلويات بشكل علنيّ. بتفتيشهما من قبل عناصر فصيلة التفتيش في المطار تبيّن أن بداخلها 6950 غراماً من حبوب الكابتاغون المخدّرة بلغ عددها 40 ألف حبّة محشوّة في أقراص من المشمش المجفّف، أي ما يساوي قيمتها مادياً قرابة الـ300 ألف دولار أميركي.

اقتيد الشاب الأربعيني إلى التحقيق فأدلى بأنّ المضبوطات ليست له وأنّ ابن ضيعته "ياسر.ه" في سوريا قد أرسلها معه كهديّة إلى عمّه في المملكة، وهو لم يقم بتفتيشها ولم يعرف سوى أنّها عبارة عن حلويات، مؤكّداً أنّه لم يقبض أي مبلغ لقاء نقلها، فيما إفاد أحد الموقوفين مع علي ( وهو صديقه الذي يسكن معه) قال بأنه سمع علي عدّة مرات وهو يتصل مع أحدهم من الخارج وهو يناقشه على السعر، وأحياناً يقول له أريد مبلغ 5 ألاف وأحياناً 3 ألاف دولار، طالباً من المتصل أن يحوّلها لهم عبر مكاتب تحويل الأموال.

ولكن صديق علي لم يتأكد ما إذا كان هذا الطلب هو نتيجة عملية تهريب أم من مصادر أخرى، كونه يعمل في مجال الألبسة.

الموقوف شرح أنّه قبل سفره بيومين إلتقى عن طريق الصدفه بـ "ياسر.ه" في دمشق، والأخير هو سائق سيّارة أجرة، ولمّا علم بسفره طلب منه إرسال هديّة إلى عمّه الذي يعمل هناك. في اليوم التالي استلم منه الحلويات وحضر إلى لبنان دون أن يتفقّدها، ولم يخطر بباله أنّ الحلويات التي كان ينقلها هي أثقل وزناً وأكبر حجماً من أغراضه الخاصّة.

ولدى حضور "طالب.ه" إلى بيروت، آتياً من السعوديّة تمّ توقيفه في المطار، فأفاد أنّ لديه فعلا ابن شقيق يدعى "ياسر" لكنّه أنكر علمه بموضوع الكابتاغون قائلا:" لا علاقة لي بهذه القضيّة لا من قريب ولا من بعيد".

محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي عبد الرحيم اعتبرت في حيثيات حكمها أنّ تذرّع "علي" بعدم درايته لإحتواء المشمش على حبوب الكابتاغون يبقى مردوداً كونه من غير المنطقي أن يستلم شخص قرابة الـ 7 كيلوغرامات من الأغراض دون أن يعرف مضمونها ما يُثبت للمحكمة أنّه كان على علم بأمرها وقد نقلها بهدف تهريبها إلى السعوديّة، فيما ثبت أن "طالب" كان يقوم بترويجها . وقد أنزلت المحكمة عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بكل من المتهمين وخففتها إلى الأشغال الشاقة المؤقّتة مدة خمس سنوات مع تغريم كل منهما مبلغ 5 ملايين ليرة، فيما جرّمت المتهم الفار "ياسر.ه" بجرم الإتجار بحبوب الكابتاغون وأنزلت به عقوبة الأشغال الشاقّة المؤبّدة.