خاص الإقتصاد

تتكاثر يوماً بعد يوم الدعاوى القضائية المتعلّقة  بقضايا المال والتزوير والإختلاس، إذ لا يمرّ أسبوع إلا وتمتلئ غرف القضاة في محاكم لبنان بمئات الدعاوى المالية ( نصب وإحتيال)، ويبدو أن  عجلة السرقات والتزوير والإختلاس ناشطة جداً في لبنان أكثر من عجلة الإقتصاد.

في تفاصيل الدعوى المالية التي حقق بها القاضي زياد مكنّا في جبل لبنان منذ شهر ، وقد حصل موقع "الإقتصاد" على نسخة منها،  كشفت عن عملية نصب جديدة بطلتها إمرأة ورجلين، هذه السيّدة الأربعينية (مارسيل.أ)  التي تعمل كمديرة للإنتاج والتسويق في شركة معروفة تصنع الشوكولا ، قامت وبالتعاون مع شريكيّها وزميليّها في المؤسسة "كريكور.ب" و"هاروت.م" بتزوير شيكات وسحب قيمتها من بعض المصارف.

وفي تفاصيل العملية، فإن مارسيل وبحكم مركزها كانت تسدد أجور العمال بموجب شيكات محررة لأمرها من المدّعي ضدها رشيد.ب ( وهو صاحب الشركة)، وقد إستلمت منه بهذا الإطار شيكين مسحوبين على بنك عودة قيمة الأول 13 مليون ليرة لبنانية، أما قيمة الشيك الثاني هي 5 مليون ليرة لبنانية.

وبعد أن قبضت مارسيل قيمتهما نقداً بموجب سندّي صرف وضعت المبلغ بحوزتها ، و في وقت لاحق أقدمت مارسيل بالإشتراك مع هاروت وكريكور على سرقة شيكين آخرين وقامت بتزويره إمضاء صاحب  المعمل وتاريخ الإصدار واضعة قيمة مبلغ ما عليه  للتمكّن من عرضه على المصرف وجيّرته لكريكور الذي عرضه على المصرف وتبيّن أنه بدون رصيد فتقدّم بشكوى ضد المدّعي وانه بالمقابل تقدم المدّعي بالشكوى الحاضرة.

وخلال التحقيق مع الموقوف كريكور  أنكر ما أسند إليه موضحاً أنه تعرّف على مارسيل من خلال صديقه كريكور، وأنّ الأخيرة طلبت منه مبلغاً وقدره 15 ألف دولار أميركي كي تسدد أجور العمّال بحجة سفر صاحب الشركة رشيد.ب، فقام بوضع المبلغ في حساب الأخير وإستلم منها في المقابل  مجموعة من الشيكات لتسديد الدين.

وتبيّن أن مارسيل  كانت تحترف النصب على الجميع، وتحاول سرقة مديرها وشريكها.

وقد تم إستجواب المتهمين الثلاثة قبل ليلة رأس السنة بإسبوع، وتم إطلاق سراحهم  بكفالة مالية إلا أنّ بعد  عدة محاولات لإستدعائهم مرة ثانية لإستكمال التحقيقات معهم تبيّن أنهم تواروا عن الأنظار.

لا يزال البحث جار عن الفارين الثلاثة وقد صدرت بحقهم مذكرة غيابية، وأودعوا قيد الملاحقة الغيابية، وعند القبض عليهم سيُصار إلى محكامتهم وجاهياً عن تهم السرقة والتزوير وإساء الأمانة ومن ثم الفرار من وجه العدالة.