تخلّت ​ليا خلف​ عن وظيفتها الثابتة لكي تتبع أحلامها، وأثبتت بذلك أن الطموح لا حدود له، ولا بد أن نتمسّك به! فأسست في العام 2012، العلامة التجارية "Leïa K." التي هي عبارة عن مزيج من الثقافات، وتقدم المجوهرات المصنوعة من أجود المواد المختارة بعناية من جميع أنحاء العالم.

هي مؤمنة أن الإستثمار الحقيقي يكمن في الأفكار، وتسعى دوماً، وبكل شغف، للتحدث والتعريف عن علامتها التجارية ورسالتها، التي آمنت بها وتمكنت من نشرها في عدد كبير من البلدان.

كان لـ"الإقتصاد" مقابلة خاصة مع خلف أطلعتنا فيها على أهم محطات حياتها المهنية، وحدثتنا عن رأيها في موضوع حقوق المرأة في لبنان:

- أين كانت بداية مسيرتك المهنية؟ ولماذا اخترت العمل في مجال تصميم المجوهرات المصنوعة يدويا من الذهب عيار 18 قيراط؟

أنا أحببت الاكسسوارات اليدوية منذ الطفولة، حتى أنني كنت أقدّمها كهدايا وأبيعها في سن الثانية عشرة من عمري. وبعدها، نسيت هذا الموضوع لفترة من الزمن، وتوجهت إلى فرنسا حيث تخصصت في الحقوق، وحصلت على ماجستير في القانون الدولي، وعملت هناك لبعض الوقت، قبل الإنتقال إلى سويسرا بعد الزواج.

ومن ثم عدنا إلى لبنان لأن زوجي حصل على عرض عمل، وأنا بدوري انضممت إلى مكتب للمحاماة؛ وكنت أمارس مهنتي كمحامية، وأعمل في الوقت ذاته على تصميم المجوهرات، حتى أطلقت علامتي التجارية "Leïa K." في العام 2012.

عندما حملت بطفلي الأول، توقفت عن العمل في مجال المحاماة، بسبب ضغط المهنة الكبير، ودوام العمل الطويل، وبالتالي فضّلت التركيز على العلامة التجارية أكثر، لأنها تتيح لي الإهتمام بشكل أكبر بمنزلي وعائلتي؛ فالعائلة أساسية بالنسبة لي، كما أن عملي يهمني ولن أتخلى عنه يوما. لذلك كانت هذه الخطوة بمثابة تسوية مُرضية بين الإثنين؛ واليوم لدي عائلتي، ولدي عملي الذي أحبه وأشعر بالشغف تجاهه.

- هل تمكنت من إيصال العلامة التجارية إلى خارج لبنان؟

أنا ولدت في السنغال، ولدي علاقات عدة في القارة الأفريقية، وبالتالي نحن موجودون حالياً في السنغال، وساحل العاج، والكونغو، وقطر، والكاميرون، وإيطاليا، وفرنسا، وتنزانيا.

- إلى من تتوجه "Leïa K."؟

"Leïa K." هي مزيج من الثقافات المتنوعة، فأنا ولدت في السنغال، ودرست في فرنسا، وأعيش حالياً في لبنان. وبالتالي فإن علامتي التجارية هي بمثابة صورة عن تجربتي الخاصة، وتتوجه إلى جميع الأعمار والفئات الإجتماعية.

ولا بد من الإشارة إلى أن كل تصميم من "Leïa K."، حُفر عليه حرف "L" الذي يرمز إلى اسم العلامة "Leïa K."، واسم إبني لوكا، بالإضافة إلى الحظ (Luck)، الحب (Love)، الحياة (Life)، والضحك (Laugh).

- ما الذي يميز العلامة التجارية من غيرها ويجعلها قادرة على المنافسة؟

عملي دقيق للغاية، وتصاميمي مميزة وجميلة، وهذا الأمر استوحيته من النمط الأوروبي، فأنا أحب الأمور البسيطة التي تحتوي على الكثير من التفاصيل. ومن ناحية أخرى، تتميز قطعي بالنظافة والإبداع والحداثة.

أما بالنسبة إلى المنافسة، فلا بد من الإشارة إلى أنها تشكل واقعاً صعباً، علما أن هناك العديد من المصممين الرائعين في لبنان، والذين نفتخر بهم. ولكن في المقابل، نجد أشخاصا يقلدون تصاميمنا، بسبب غياب أخلاقيات العمل التي تحمي المصمم وأفكاره.

من ناحية أخرى، لم تعد وسائل التواصل الإجتماعي تساعد المصمم كما كانت تفعل في الماضي، وذلك بسبب الفوضى الحاصلة، والتي تضيع الأفكار وأصحابها. لكن أنا من جهتي أتعب كثيراً على كل تصميم، ولكن للأسف تغيب آداب المهنة لدى البعض، ويُقلَّدون الأفكار بكل بساطة.

- ما هي طموحاتك ومشاريعك المستقبلية في ما يتعلق بـ"Leïa K."؟

نحن لا نبحث عن الأرباح المادية، بل عن جهات ستساعدنا على التطور، وعن أشخاص لديهم الوقت الكافي للتعريف عن العلامة التجارية، وعن فكرتها ومفهومها. وبالتالي هدفنا ليس مجرد إقامة متجر لبيع التصاميم، لذلك نأخذ الوقت اللازم لاختيار شركائنا.

- ما هي الصفات التي ساعدتك على النجاح؟

الشغف والعمل المتواصل.

- هل شعرت يوماً بالتقصير تجاه عائلتك بسبب انشغالك بالعمل؟

نعم بالطبع، ولكن على الأقل هذا المشروع هو لي ولهم في المستقبل. من جهة أخرى، إن العمل في مكتب للمحاماة ليس حلمي، لذلك أنا أسعى حاليا إلى تحقيق حلمي الخاص في تصميم المجوهرات وبيعها.

- هل تلقيت الدعم المعنوي من زوجك؟ وهل شجعك على العمل والنجاح؟

لا أواجه أي مشكلة مع زوجي من ناحية الدعم، فهو يترك المجال لي تماماً، لكي أرى ماذا أريد، كما يساعدني وينصحني ويشجعني على الدوام.

- ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال عملك؟

عندما نحب عملنا إلى هذا الحد، لن نشعر بالصعوبات، وبالتالي تمرّ العوائق بسلاسة، لأن لكلّ مشكلة حل!

- كيف تقيمين حالة المرأة اليوم في لبنان؟

المرأة اللبنانية ذكية وجميلة وقوية، وتهتم بنفسها وبغيرها. لذلك لا أعتقد أنه يجب الخوف عليها، بل علينا القلق من طريقة معاملة الرجل لها.

أما في مجال الحقوق، فهناك العديد من القوانين المتخلفة وغير المنطقية، مثل موضوع الجنسية.

ولا بد من الإشارة إلى أنه في بعض المناطق اللبنانية، لا يتوجه الرجل بالحديث إلى المرأة، بل يعير اهتمامه للرجل فقط، وهذه المشكلة أساسها التعليم، فالمدرسة تؤدّي دوراً رئيساً في تغيير عقليات الناس وتطويرها.

- ما هي الرسالة التي تريدين توجيهها إلى المرأة اللبنانية؟

أنصح المرأة أن تقوم بما تحبه، وتقاتل من أجله!