يبحث دائما عن كل ما هو جديد في مجال عمله، ليكون السبّاق في التجدد والإبداع. كما يهتم بكل زبون، ويستمعبأذن صاغيةوصدر رحبإلى جميع التفاصيل التي يطلبها، فيفهم طلباته ويتفهّم احتياجاته...

بدأ مسيرته المهنية من الصفر، واستطاع بالجهد والإجتهاد والمثابرة، أن يحقق النجاحات، وينشر اسمه في السوق اللبنانية والعالمية، ويصنع لنفسه مكاناً في عالم الأزياء والموضة.

كان لـ"الاقتصاد" مقابلة خاصة مع مصمم الأزياء ومؤسس شركة "Joe Yazigi & Co Haute Couture"، جو يازجي، وجّه خلالها رسالة تشجيعية إلى كل من يسعى للعمل في هذا المجال، كما تحدث عن مسيرته المهنية، ومشاريعه المستقبلية.

- كيف تختصر مسيرتك الأكاديمية والمهنية؟

والدي كان يمتلك معملا للخياطة، وكانت العائلة بأكملها تعمل معه، إلا أنا، وذلك بسبب انشغالي في متابعة دراستي الثانوية.

في ذلك الوقت، كنت أواظب على رسم التصاميم، لكنني كنت رافِضاً رفضاً قاطعاً اتباع خطوات والديّ والدخول في مجال الأزياء. وبالتالي عندما وصلت إلى المرحلة الجامعية، وحان الوقت لاختيار مسيرتي المهنية، قررت التخصص في هندسة الديكور، فتابعت الدراسة لبعضة أيام، ووجدت بعدها أن مكاني ليس هناك.

ولا بد من الإشارة إلى أن صديقي بول غابرييل، الذي بات اليوم مدير شركة "Joe Yazigi & Co"، نصحني حينها بالإنتقال إلى عالم تصميم الأزياء، وكنت لا أزال معارضاً لهذه الفكرة، لأنني اعتقدت أن التصميم مقتصر على الخياطة. لكن عندما تعرفت إلى هذا المجالأكثر، وقررت الإنخراط فيه، علمت أنه مختلف تماماً عن الخياطة التي تعمل فيها عائلتي؛ إذ إنني دخلت إلى مجال الملابس الراقية (haute couture) وليس الملابس الجاهزة (prêt a porter).

وبالتالي تخصصت لمدة ثلاث سنوات، وكنت الأول في لبنان من حيث الدرجات؛ ومن هنا كانت البداية! فخلال فترة الدراسة كنت أخضع للتدريبات في العديد من الشركات المعروفة، وبعد التخرج سافرت إلى الكويت حيث عملت لمدة سنة. وفور عودتي إلى لبنان، أسست شركتي "Joe Yazigi & Co Haute Couture"، أي منذ حوالي ست سنوات.

- كيف تنافس الأسماء والشركات والعلامات التجارية الكبيرة والعالمية الموجودة حالياً في السوق اللبنانية؟

في البداية كان الأمر صعباً للغاية، لأنني بدأت من الصفر، وحققت جميع الإنجازات بمفردي؛ إذ إنني انطلقت بالعمل من منزلي، وكنت أصمم وأنفذ الفساتين وأستقبل الزبائن من المدخول الذي أحصل عليه من عملي، ويوماً بعد يوم تقدمت؛ فأنا أحب مهنتي إلى أقصى حد، وهي شغفي في هذه الحياة.

لكنه من الصعب الوصول إلى منافسة أي شخص، لذلك لا أنظر إلى المنافسة بهذه الطريقة، لأن كل إنسان يقوم بعمله، ويعطي المجهود الذي من المفترض عليه أن يعطيه. ولا بد من القول أنني أحب وأحترم أعمال الجميع، وخاصة المصممين الحقيقيين الذي يقدمون تصاميمَ رائعة.

- ما هي البلدان التي تمكنت من الوصول إليها؟

تمكنت من الدخول إلى أسواق الولايات المتحدة، وباريس، وإيطاليا، والسعودية، والكويت، ودبي. كما لدينا زبائن من جميع الدول، لأن اسمنا بات منتشراً، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي أسهمت في انفتاحنا على العالم، وعدم حصر الأعمال ضمن الحدود اللبنانية فحسب.

- هل تلقيت الدعم المادي والمعنوي من العائلة؟

لم أتلق أي دعم مادي، لأن والدي توفي، وبالتالي بدأت لوحدي واستمريت لوحدي! لكن الدعم المعنوي موجود بكثرة في عائلتي، وفريق عملنا اليوم يتألف من أفراد العائلة، وبالتالي فإن إخوتي يدعمونني إلى أقصى الحدود. أما الدعم الأكبر، فكان ولا يزال، من مدير أعمالي بول غابرييل.

- ما هي برأيك مقومات النجاح في هذا المجال؟

الخطورة في مجال تصميم الأزياء تكمن في عدم التجدد، لأن هذا الأمر يؤدي إلى تراجع المصمم وشركته. فإذا لم نقدم الأفكار الجديدة، سيملّ الناس من "Joe Yazigi & Co".

ومن جهة أخرى، أعتقد أن نجاح الإنسان مرتبط بقدرته على تنمية ذاته وصقل مهاراته وخبراته، وعدم الإلتفات إلى غيره، أي الإهتمام بأهدافه وطموحاته الخاصة فقط. بالإضافة طبعا إلى المثابرة الدائمة، والمتابعة المتواصلة لأخبار الموضة.  

- ما هي العوامل والصفات التي ساعدتك على التقدم؟

لا أستطيع التكلم عن نفسي، لكنني أعتقد أن الزبائن يحبون تواضعي وقربي منهم، فأنا أحضرإلى جانبهم، وأستقبلهم بنفسي، وأتواصل معهم بشكل دائم. حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يستغرب البعض أنني أجيب شخصياً على الرسائل والتعليقات.

لكن كل مصمم هدفه الزبون، وهذا الأخير هو ما أوصلنا إلى مكاننا الحالي، لذلك علينا المحافظة على قربنا منه، لأن الغرور يقتل المصمم ويؤدي إلى فشله.

- هل أن تراجع السياحة في لبنان خلال الفترة الماضية أدى إلى خفض نسبة المبيعات؟

تراجعت نسبة المبيعات في فترة معينة بسبب مقاطعة دول الخليج للبنان، وهذا الأمر أثر علينا، وأجبرنا على التوجه بأنفسنا إليهم، وذلك في حال توفرت الإمكانيات. لكن اليوم بات الوضع أفضل، لأن الحركة بدأت بالإرتفاع، وعاد بعض الزبائن للتواصل معنا. فمع زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الخليج، بدأ الناس بالتوافد بشكل أكبر إلى لبنان.

- ما هي مشاريعك وتطلعاتك المستقبلية؟

أطمح إلى العالمية بالطبع، كما أسعى حاليا إلى افتتاح خط جديد بين الخليج والولايات المتحدة. لكنني أتقدم خطوة بخطوة، كما أن مشاريعي مدروسة دائما، لأنني لا أحب أن أخطو خطوة غير مناسبة، لأن أضرارها قد تكون أكثر من حسناتها.

- ما هي رسالتك إلى جيل الشباب الذي يسعى للدخول إلى عالم الموضة والأزياء الراقية؟

أنصحهم بالتخصص في تصميم الأزياء، لأنه لا يمكن توارث هذه المهنة فقط، بل يجب أن تكون منطلقةمن دراسة صحيحة وجدية ومعمقة.

كما يجب أن يعرف الناس أن هذا المجال صعب للغاية، ويتطلب الكثير من الوقت والجهد، خاصة في المرحلة الأولى، أي عند تطوير الاسم ونشره في السوق.

من ناحية أخرى، التعامل مع النجوم والمشاهير صعب ودقيق، لأن كل نجم تهمه صورته الإجتماعية، التي ستكون بدورها مرآة لصورتي وصورة "Joe Yazigi & Co". لذلك يجب التحلي بالنفس الطويل، والمثابرة، والإطلاع على أخبار الموضة، بالإضافة إلى النظر إلى أعمال الغير، دون اللجوء إلى النسخ والتقليد، بل العمل على تقديم أسلوب خاص ومتميز، ومختلف.