رغم التطور المهم والتقدم الكبير الذي يتميّز به النظام التعليمي في لبنان مقارنة مع الدول العربية المجاورة، إلا أنه يبقى تقليداً إذا ما تمت مقارنته مع نظم التعليم في الدول الأوروبية وأميركا .. فمازال الإعتماد على الحفظ والكتابة يسيطر على نظامنا التعليمي منذ الصغر.

كما أن ثقافة الأهل في المجتمع اللبناني تؤثر كثيرا على التوجيه الصحيح للأولاد ... فمعظم الأهل يرغبون في أن يصبح ولدهم محامياً او طبيباً أو مهندساً .. ويحاولون دفعه بهذا الإتجاه بغض النظر عن رغبته الشخصية أو المجال الذي يحبه ويمكن ان يصل إلى الإبداع من خلاله، فنرى الكثير من طلاب الجامعات الذين يقومون بتغيير إختصاصاتهم أو ترك الجامعة بسبب عدم قدرتهم على الإستمرار والنجاح.

كما أن النظام التعليمي في لبنان – رغم المحاولات الفردية – لم يصل بعد إلى مرحلة إدخال التكنولوجيا إلى المدارس، وتعليم الطلاب كيفية إستخدام الوسائل التكنولوجية بالطريقة الصحيحة ومن أجل الإنتاج والإبداع.

لهذه الأسباب قامت المهندسة اللبنانية سابين قاعي، بتأسيس مشغل "Kids Genius" الذي يهدف لمساعدة الأطفال على إستخدام التكنولوجيا كوسيلة لتنفيذ مشاريعهم وتحويل أفكارهم إلى حقيقة.

وللحديث أكثر عن مركز "Kids Genius"، كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء الخاص مع مديرة المشغل سابين قاعي.

- ما هو "Kids Genius" ؟  وما هي طبيعة عملكم؟

"Kids Genius" هو مشغل مخصص للأطفال والمراهقين (من عمر 7 سنوات ولغاية 18 سنة تقريبا)، يساعدهم على إستخدام التكنولوجيا كوسيلة لتنفيذ مشاريعهم وتحويل أفكارهم إلى حقيقة.

ففي "Kids Genius" يقوم الطلاب المنتسبين بإستخدام الوسائل التكنولوجية المتاحة، لإنتاج وتطوير منتجات أخرى، فما نسعى إليه هو توجيههم نحو الإستخدام الصحيح لهذه التكنولوجيا، كي لا تبقى فقط وسيلة للتسلية واللعب.

ويتعلّم الطلاب في المركز أيضا إستخدام تكنولوجيا الـ"3D Printing" و الـ"3D Scanning".

نبدأ مع الطلاب المنتسبين في المرحلة الأولى بالأشغال اليدوية، حيث يقومون بصناعة أشياء من الخشب، وبعد ذلك ننتقل لمرحلة إدخال الإلكترونيات إلى هذه الأشياء لتحويلها لألعاب متحركة مثلا أو روبوتات وغيرها من الأمور الأخرى.

- من كان صاحب فكرة "Kids Genius"؟ وما الذي دفعكم لإفتتاح هذا المشغل؟

"Kids Genius" إنطلق في العام 2014 فعليا.. ولكن الفكرة بدأت معي منذ عام 2012 حيث كنت أسعى لتخصيص ساعات للتكنولوجيا في المدرسة، وعدم الإعتماد على الطريقة التقليدية في التدريس (الحفظ والكتابة). ولكن واجهت إعتراضات داخل المدرسة لتخصيص ساعات للتكنولوجيا، خاصة وأن تلك الساعات لا تدخل ضمن المنهج الدراسي، ولا تعطي التلميذ علامات إضافية.

لذلك قررت إنشاء مركز "Kids Genius"، لأنني أعتبر بأن هذا المجال هو المستقبل الفعلي للأجيال الجديدة، فالدول الغربية اليوم هي من تقوم بصناعة التكنولوجيا، ونحن شعوب مستهلكة فقط .. وإن لم نستطع أن ندرك مدى أهمية تربية الأطفال وتطوير قدراتهم في هذا المجال، فسنبقى مستهلكين ولن نتحول إلى مصنعين .. من هذا المنطلق بدأت بمشروع "Kids Genius" لأننا نمتلك كل القدرات التي تسمح لنا بإنتاج التكنولوجيا في لبنان.

- كيف يمكن للتلاميذ التوفيق بين مدارسهم وبين نشاطاتهم في "Kids Genius"؟ وأين يقع مركزكم الرئيسي؟

في الشتاء وأثناء الموسم الدراسي نفتح صفوف فقط أيام الجمعة بعد الظهر وأيام السبت والعطل الرسمية .. أما في الصيف فلدينا برنامج متكامل يمكن للطلاب التسجيل من خلاله في "Kids Genius" كل موسم الصيف.

أما المركز فهو في منطقة نهر الموت – طلعة رومية.

- هل هناك إقبال كبير على "Kids Genius" من قبل الأهل؟ وماذا عن الأسعار؟

في الوقت الحالي فإن كل من يتعرّف على "Kids Genius" يبدي إعجابه بالفكرة، والأهل يعتبرون أن هذه فرصة لأولادهم للإبداع في الأمور التي يحبونها فعلا، خاصة وأنهم لن يستطيعوا تطبيق أفكارهم في المنزل وتنفيذها.

أما بالنسبة للأسعار فهي مقبولة مقارنة مع الامور التي يتعلمها الأولاد في "Kids Genius" ومقارنة مع الأفاق والفرص التي تفتحها أمامهم في المستقبل، والسعر لا يتخطى ما يدفعه الأهل للأستاذ الخاص الذي يقوم بتدريس أولادهم في المنزل.

- ما هي أهم مشاريعكم المستقبلية؟ وهل تعملون على التوسع أكثر في المناطق اللبنانية؟

نعمل حاليا على إفتتاح فرع جديد لـ"Kids Genius" في مدينة صور، كما سنسعى مستقبلا لإفتتاح فرع أيضا في العاصمة بيروت، ولكن هذا الأمر يحتاج لبعض الوقت.