أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة في ​طرابلس​ والشمال توفيق دبوسي أن عاصمة الفيحاء واتحاد بلدياتها يستعدون لدخول عصر الطاقة المتجددة ، مع اطلاق مشروع اقامة حقل شمسي فوق معرض رشيد كرامي الدولي ، لتوليد الطاقة النظيفة التي ستستخدم للانارة العامة .

المشروع  يتعلق ببناء حقل من الطاقة بمساحة نحو 40 ألف متر مربع (من اصل 100 الف مترمربع هي المساحة الاجمالية للمعرض ) على سطح قاعة العرض الرئيسية في معرض رشيد كرامي ﻻنتاج الكهرباء، ما يجعل المدينة تدخل عصر الطاقة البديلة الرائجة عالميا وهي طاقة نظيفة ومتجددة ومجانية .

وأوضح دبوسي في حديث للنشرة الاقتصادية ان المقدر لمشروع طرابلس ان يكلف اكثر من 5 ملايين دولار ، مقدمة من غرفة التجارة والصناعة لاتحاد بلديات الفيحاء (طرابلس ، الميناء ، البداوي والقلمون ) ، ويؤمن 5 ميغاوات من الكهرباء على الاقل ، ويمكن ان تكون اكثر لاننا سنستخدم احدث التقنيات في مجال الطاقة الشمسية ، وستكون الطاقة المنتجة مخصصة للإنارة العامة وتأمين حاجة المراكز الرسمية من التيار الكهربائي في طرابلس بشكل كامل ما يوفر ملايين الدولارات من المال العام في السنوات المقبلة .

يتضمن مشروع طرابلس  سقف قاعة العرض بألواح شمسية وهي مساحة شاسعة ومن النادر توافرها في أي مكان، وهي مرفق عام للدولة ، اﻻمر الذي شجع الكثير من المستثمرين لاقامة شراكة مع القطاع العام ، كما قوبلت الفكرة عند طرحها بإعجاب الفعاليات السايسية واﻻقتصادية والاجتماعية في طرابلس، ففي حال تنفيذه سيكون خطوة عملية في اتجاه التخفيف من جانب من بعض جوانب المعاناة الإنمائية في عاصمة الشمال، لكون المشروع يؤمن التغذية بالتيار الكهربائي لمرافق عامة مختلفة في الفيحاء، واﻻهم من ذلك  البدء بالقضاء على الظلام الدامس واﻻستفادة من الطاقة الشمسية لإنارة طرابلس بالكامل ، في مشاريع مستقبلية .

وأكد دبوسي الذي يتابع اطلاق المشروع بحماسة شديدة ان الامور تسير بشكل جيد ولا عراقيل تذكر امام المشروع . وقد تشكلت لجنة مشتركة من المعنيين ، اي الغرفة وكهرباء قاديشا التي سنستخدم بنيتها التحتية لتوزيع الكهرباء المنتجة في المشروع بالاضافة طبعا الى ادارة المعرض ، وذلك لضمان حسن سير المشروع .

ومن جهة ثانية نتابع دراسة جميع الجوانب الفنية للمشروع ، وخصوصا المة اللازمة لانجازه ، وكمية الطاقة المنتجة التي نأمل ان تزيد عن 5 ميغاوات لاننا نسعى للحصول على آخر مبتكرات صناعة الطاقة الشمسية في العالم .

اضاف : تم توقيع مذكرة تفاهم برعاية مصرف لبنان للبحث في تمويل المشروع  الذي اطلق في عهد وزير الطاقة السابق ارتور نظاريان ، وكلنا ثقة ان الوزير الجديد سيزار ابي خليل سيتابع معنا التنفيذ ، علما مشروعنا سيشكل مساهمة هامة في الخطة الوطنية للطاقة المتجددة التي اطلقتها وترعاها الوزراة .

وقال : نعمل على ادخال ثقافة جديدة هي ثقافة البيئة النظيفة بالاضافة الى توفير المال العام ، ونراهن على النجاح لان فيه مصلحة وطنية اولا ، ونحن نساهم بكل سرور في تنفيذ تعهدات الدولة اللبنانية في مؤتمري باريس وكوبنهاغن ، التي تقضي بانتاج لبنان 12 في المئة من حاجته الكهربائية من الطاقة المتجددة . كما نعمل من اجل تنمية مستدامة تحتاجها مدينة طرابلس خصوصا ومحافظة الشمال عموما .

ومن جهة ثانية نعتبر المشروع بارقة أمل لاهل طرابلس والشمال بان حل ازمة الكهرباء المزمنة ممكن جدا ، فالنور هو الحياة ، وهذه المنطقة العزيزة من لبنان تستحق ان نوفر لها كل سبل الحياة .

وقال : موقع معرض رشيد كرامي الدولي مثالي نظرا لمساحته الكبيرة غير المستخدمة ، كما أن مسور ومحروس ، ومن شأن سقفه بالواح الطاقة الشمسية ان تحافظ عليه . لذلك فان لاختيار المعرض فوائد كثيرة .

ويثق المعنيون بالمشروع لن يدخل في مهب التجاذبات السياسية المعروفة في طرابلس اولا لان المشروع حيوي للمدينة ، وثانيا لان دبوسي هو موضع ثقة واجماع لدى مختلف فعاليات طرابلس وقواها السياسية ، وهو يتمتع بعلاقات وثيقة مع الجميع .

دبوسي اكد للنشرة اننا ككل اللبنانيين نأمل خيرا من العهد الجديد لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولرئيس الحكومة سعد الحريري ، وكل المؤسسات الدستورية ، ونضع انفسنا في خدمة مشروع النهوض بالاقتصاد الوطني من خلال مشاريع مشاركة بين القطاعين العام والخاص. اما على المستوى الطرابلسي فالغرفة ملتزمة بالقوانين والمراسيم التي تحظر عليها العمل السياسي ، ونحن من جهتنا نتمتع بافضل العلاقات مع كل القوى والفعاليات السياسية في المدينة ، والغرفة مفتوحة امام الجميع عندما يتعلق الامر بالخدمة العامة.

اضاف: كل المشاريعالتي نفتها غرفة طرابلس والشمال تنسجم مع خطط الدولة ، وبالتنسيق الكامل مع الوزارات والادارات العامة .

يذكر ان هذه الخطوة الرائدة في الشمال تأتي منسجمة مع الخطة الوطنية  الخطة الوطنية للطاقة المتجددة لسنوات 2016 – 2020 التي اطلقها وزير الطاقة سيزار ابي خليل قبل نحو اسبوعين ، وتضمن تحقيق أهداف الحكومة اللبنانية لسنة 2020 المتمثلة بـ 12% من اجمالي استهلاك الطاقة الكهربائية والحرارية، مما يساهم في خفض الفاتورة النفطية التي يدفعها لبنان بهذا المعدل في 2020 .

وتلحظ الخطة التعاون التام بين القطاعين العام والخاص من خلال المركز اللبناني لحفظ الطاقة التي تولت الاشراف على مشروع ببرج حمود (لانتاج ميغاوات واحد ) ومشاريع أخرى ابرزها في الزهراني (5 ميغاوات).