ميادة سحمراني هي مصممة أزياء لبنانية، ومؤسسة العلامة التجارية "Mayada Sahmarani". بدأ اهتمامها في الأزياء بالظهور منذ عمر الست سنوات، وسرعان ما تميّزت في عملها في تصميم الأزياء الراقية باستخدام الأقمشة والاكسسوارات الفاخرة مثل التفتا والدانتيل والتطريز، واللؤلؤ والكريستال والخيوط الحريرية. فأثبتت جودة ونوعية قطعها على مدى 25 سنة، وانتشرت أعمالها في عدد كبير من بلدان العالم، مثل لبنان، والإمارات، والولايات المتحدة، واليمن، والأردن، والكويت، السعودية.

كان لـ"الاقتصاد" هذه المقابلة الخاصة مع سحمراني للتعرف الى مسيرتها المهنية الطويلة، وطموحاتها المستقبلية، ورؤيتها لواقع المرأة اللبنانية اليوم.

- من أين انطلقت مسيرتك المهنية؟

تخصصت في مجال تصميم الأزياء في "جمعية الشابات المسيحيات"، "YWCA"، التي باتت اليوم "ESMOD"، وكنت أمارس مهنة الخياطة خلال فترة الدراسة، لأن مصاريف ومتطلبات هذا التخصص لطالما كانت مرتفعة، فالحاجة أم الاختراع، ولذلك كنت أحيك لرفاقي وللزبائن من المحيط.

تخرجت في العام 1994، وتوظفت في عدد من مشاغل ومعامل الخياطة، وبالتالي اكتسبت خبرة واسعة في كل ما له علاقة في هذا المجال. ومرت الأيام سنة بعد سنة، حتى وصلت الى ما أنا عليه اليوم.

- لماذا اخترت العمل في تصميم الأزياء بالتحديد؟

أنا أحب هذا المجال كثيرا، كما أنني موهوبة في الرسم والخياطة، وأمارس هذه الهواية منذ سن صغيرة، حيث كنت أصنع الفساتين للألعاب. وعندما أنهيت الشهادة المتوسطة، حصلت على ماكينة خياطة كهدية. ولدى تخرجي من المدرسة، أردت التخصص في الهندسة الالكترونية، لأنني كنت بارعة في المواد العلمية، لكن خالي نصحني بالتوجه الى تصميم الأزياء بسبب موهبتي؛ فمن المهم أن يحصل الانسان على التوجيه في حياته من أشخاص يثق بهم.

- من هم زبائنك اليوم؟ وهل تمكنت من ايصال تصاميمك الى خارج لبنان؟

في البداية كنت أعمل بالجملة وليس بالمفرق، وأعطي الفساتين لعدد من المتاجر المعروفة في لبنان والخارج، دون وضع اسمي على التصاميم؛ وكنت أمتلك مشغلا، وأنتج حوالي 150 قطعة شهريا، وكانت الحركة قوية ونشيطة، ولكن منذ سنتين، تراجع العمل بشكل كبير.

وفي كل تلك السنوات الماضية، لم أفكر يوما بالظهور الى العلن كمصممة أزياء، لكن عندما وجدت أن الجميع بات مصمما إلا أنا، قررت اطلاق اسمي، وافتتحت متجري الخاص في منطقة كورنيش المزرعة في بيروت منذ حوالي سنة، وبدأت بالعمل خطوة بخطوة. فأنا جلّ ما يهمني هو سير المشغل بشكل جيد، والحفاظ على فريق العمل الذي أتعاون معه منذ أكثر من 25 سنة.

- كيف تساهمين في الحد من المنافسة الواسعة الموجودة في هذا المجال؟

أنا أعمل كثيرا على كل قطعة، وأركز على أدق التفاصيل، كما لا أبيع تصاميمي بأسعار مرتفعة وخيالية، وبالتالي فإن قطع "Mayada Sahmarani" فاخرة، إنما بأسعار مدروسة وبمتناول الجميع.

فنحن لا نقدم الفساتين البسيطة بل الراقية (haute couture)، والتي بحاجة الى الكثير من العمل والدقة، لذلك نركز كثيرا على كل جزء من التصميم.

- ما هي برأيك عوامل النجاح في مهنة تصميم الأزياء؟

أنا أحب مهنتي الى أقصى الحدود وأتقنها، وبالتالي عندما يثابر الانسان على عمله، يكتسب خبرة كبيرة. فنحن نسعى دوما الى تجنب التكرار والأخطاء الشائعة الموجودة في الأسواق، بسبب غياب الاهتمام بنموذج الخياطة (patron).

- كيف تنجحين في تحقيق التوازن بين عملك وحياتك الخاصة؟

الأمور تسير بشكل رائع، ووضعي لا ينطبق على غيري، لأن زوجي يعمل في هذا المجال أيضا، ومشغلنا موجود قرب المنزل. كما لدينا غرفة في المشغل حيث تدرس ابنتي، وحيث نرتاح ونضع أغراضنا ونأكل. وبالتالي فإن الانسان سيتأقلم يوما بعد يوم مع الأوضاع القائمة، وسيتكيف مع الظروف كافة.

- ما هي طموحاتك المهنية؟

أتمنى أن أحافظ على نجاحي وأن لا أتراجع، أو أن لا أضطر للرجوع الى الوراء، لأن لا أحد يقوم بهذه الخطوة بإرادته.

كما أتمنى أن تتحسن الأوضاع في لبنان، لكي نتمكن من الاستمرار، ومن استعادة الحركة التصاعدية في العمل، لأن الظروف القائمة تتحكم بنا، ولا أحد يصمد في هذه الأيام الصعبة، سوى الانسان الصبور والقوي.

وبالتالي نأمل أن تتغير الأوضاع خلال هذه السنة، فعندما يعمّ الخير والسلام سيتأثر الجميع.

- هل قدم لك زوجك الدعم في مسيرتك المهنية؟

نعم بالطبع! يقولون أن وراء كل رجل عظيم امرأة، ولكن أنا بدوري أقول العكس؛ فوراء كل امرأة عظيمة رجل، لأن المرأة لا تستطيع تحقيق النجاح اذا لم تتلقَّ الدعم والتشجيع من زوجها.

- كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان اليوم؟ هل تقدمت برأيك عن ما كانت عليه في السنوات الماضية؟

المرأة اللبنانية مميزة لأنها لا تشبه غيرها، فهي تعيش بحسب عادات وتقاليد المجتمع الشرقي، وتكون في الوقت ذاته متطورة ومتقدمة مثل المرأة الغربية، وبالتالي من المطلوب منها التنسيق بين العالمين، هذا الأمر صعب للغاية.

- ما هي رسالة ميادة سحمراني الى المرأة؟

أشجع المرأة على العمل، لأن عجلة الحياة في لبنان سريعة، وبالتالي على الرجل والمرأة أن يعملا معا من أجل العيش. ولكن للنجاح ثمن؛ فاذا عملت المرأة ستدفع الثمن في التقصير الى حد ما، تجاه نفسها ومنزلها وأولادها، وفي المقابل اذا لم تعمل ستدفع الثمن أيضا، لأن شخص وحده لا يستطيع تأمين متطلبات المنزل كافة، كما أنها لن تتقدم وتتطور.

وفي النهاية أقول للمرأة: "يكفي أنك لبنانية!".