ربيع دمج 

"النتيجة ممتازة.. الله يقوّيكم بس ان شاء الله يكون فطس كتير منهم"، هذا هو مضمون الرسالة الهاتفيّة التي تمّ تفريغها من هاتف المتهم حسام أبو حلق، والتي أثارت الشبهة حوله، كونها أُرسلت بعد يوم واحد من تفجير عبوة ناسفة في أحد مواكب الجيش اللبناني في تعنايل منذ سنة ونصف، ما أدّى إلى مقتل ضابطين وجرح عناصر آخرين.

اوقف الرجل الخمسيني حينها، وجرى الإدعاء عليه بجرم الإنتماء إلى "داعش" وقتل ومحاولة قتل عناصرمن الجيش إلى جانب تمويل الإرهاب عبر تحويل أموال إلى الإرهابيين بواسطة مكاتب حوالات موجودة في سعدنايل وشتورا، إذ دأب هذا الرجل الخمسيني على إرسال كل شهر مبالغ تفوق الـ100 ألف دولار أميركي إلى عناصر داعش في الرقة وحمص، وكان مرة يقصد محل في شتورا ومرة أخرى محلاً آخراً في سعدنايل.

الشكوك بدات تحوم حوله كونه كان يسكن وسط خيّم النازحين في البقاع، وبطبيعة الحال هذه المناطق المتاخمة للحدود مع سوريا هي محط مراقبة شديدة من قبل أجهزة الامن، وبعد إرساله عدة مبالغ بهذا الحجم، والتي كانت تاتيه من الخارج فيقوم بإستلامها ومن ثم إعادة إرسالها مع إقتسام حصته كنسبة من العملية، هذه العمليات الحسابية المراقبة أصلا من مصرف لبنان وغيره وضعته في خانة الشك وتم مراقبته لفترة 3 أشهر قبل أن يقع ويكشف امره ويتبين أن هناك اكثر من سبع عمليات تحويل مالية حصلت في غضون أقل من سنة.

ورغم تواصله مع قادة المجموعات المسلحة في سوريا وعرسال وتلقّيه مبالغ ماليّة باهظة تراوحت بين الـ 50 ألف و100 ألف دولار، نكر أمام المحكمة العسكرية اليوم أن يكون قد انتمى إلى أي تنظيم إرهابيّ،  وخلال إستجوابه امام رئيس المحكمة العميد حسن عبد الله قال "كل  ما في الأمر أنني كنت أقوم بعملي بدافع إنساني لمساعدة الجرحى فقط أيّا كان إنتماؤهم، مع النظام في سوريا أم مع التنظيمات الإرهابيّة، مسلّحون كانوا أم مدنيون، نساء أم أطفال، جميعهم لا فرق بينهم عندنا".

و بحسب أقواله أمام العميد فإن هذه  الأموال التي كانت ترده من ضمن مساعدات "الحملة القطرية في لبنان" وهي موثّقة بتقارير.

وبسؤاله من قبل رئيس المحكمة العميد حسين عبدالله عن الإتصال الذي جرى بينه وبين شخص آخر بطريقة الـviber عن أمر حصل في تعنايل (بالإشارة الى استهداف موكب الجيش ) وإرسال "أبو حلق" للمتّصل رسالة ورد فيها: "النتيجة ممتازة، الله يقويكم، بس ان شاء الله يكون فطس كتير منهم"، نفى المتهم أن يكون هو من استخدم الهاتف، مؤكّداً أن الجوّال كان يخصّ المجموعة الطبيّة ويمكن لأيّ كان أن يستخدمه حتى الجرحى أنفسهم، وأنّ الصدفة شاءت أن يكون الهاتف معه في ذاك اليوم، وهو اليوم الذي تلا الحادث المذكور فتمّ توقيفه على هذا الأساس.

وبمواجهته بـ"داتا" الإتصالات الخارجة والواردة من وإلى هاتفه، والتي تفيد عن صفقة صواعق كهربائيّة وألواح نحاسيّة تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة قال: "أنا كنت الوسيط بين الطبيب عمّار البوّاني وعامر حمدان ولمّا علمت من شخص أعرفه (هو أسامة حمدان) أنّ تلك الصواعق والألواح تدخل في صناعة العبوات إبتعدت عن الموضوع".

ونفى "أبو حلق" تأمين عدد من المتفجرات لزرعها في المواكب الحزبيّة، كذلك أنكر شراء الطلقات الناريّة والقّناصات والقواذف للمسلّحين مقابل مبالغ ماليّة، والإستحصال عن 30 جهاز تفجير عن بعد من السوري طارق كويدر وإرسالها إلى لبنان.

وقد أرجئت الجلسة إلى 15 شباط المقبل لسماع أحد الشهود في القضيّة.