استضافت ندوة "​حوار بيروت​" عبر أثير إذاعة لبنان الحر، من مقرّ الإذاعة في منطقة أدونيس، مع  المعدة والمقدمة ريما خداج، بعنوان "أزمة المطامر عود على بدء .. بعد تهديد طائر النورس لسلامة الطيران المدني والملاحة الجوية، أي حل واقعي وبديل عن مطمر كوستا برافا؟"، رئيس لجنة الأشغال العامة والنقل النيابية محمد قباني (عبر الهاتف)، الامين العام لنقابة اصحاب الفنادق في لبنان وديع كنعان، والباحث البيئي راشد سركيس.

بداية قال الباحث البيئي راشد سركيس أن "كل الحلول التي طرحت في ملف النفايات هي "حلول" فقط وليست "الحلول الفعلية"، فالحلول في قطاع معالجة النفايات هي عائلة أكثر بكثير مما طُرح في الفترة السابقة .. والدولة اللبنانية منذ 20 سنة تقريبا تذهب فقط إلى خيارين وعلاجين للنفايات وهي إما المطامر أو المحارق، في حين أن النفايات لا تعالج فقط بطرق محدودة، بل هناك عدد كبير من الحلول التي يمكن إستخدامها ولكن هذا يقتصر على المكان والناس وطريقة عيشهم وكثافة حضورهم زنوعية الإنتاج والطعام الذي يأكلونه .. وغيرها من الأمور الأخرى . فإذا حتى وإن كنا بلد صغير، يجب أن نعمل على قياسنا لحل هذه المشكلة ونأخذ بعين الإعتبار طريقة عيشنا وكثافة حضور السكان وكافة الأمور الأخرى المهمة، فلا يمكننا تقليد البلد الفلاني أو التجربة الفلانية لأن مجتمعنا يختلف عن تلك المجتمعات".

وتابع "إذا تأملنا قليلا بما حصل في مطمر الكوستابرافا منذ أيام .. لا يمكننا إلا ان نطرح سؤال واحد .. ماذا يريد طائر النورس من مكب النفايات؟ الجواب هو أنه يرى فيها مصدرا للعيش لأنها تحتوي على الكثير من الطعام والغذاء المفيد بالنسبة له، فالنورس اليوم يرى ثروة في النفايات، في حين أننا نحن اللبنانيين لا نرى هذه الثروة .. النفايات في لبنان قادرة على تأمين ارباح إذا عولجت بالطريقة الصحيحة، كما ان النفايات ليست كلها للحرق والتدمير والتلف ... ولكن للأسف لم يتحدث أحد عن حلول مستدامة ومربحة للنفايات في السنوات الماضية وكان الحديث ينحصر إما بالمحارق وإما بالمطامر".

ولفت سركيس إلى أن "الحلول المستدامة لا يمكن تطبيقها سريعا، بل هي بحاجة إلى سنوات وإلى روزنامة تفصيلية وأشخاص متخصصين لتطبيقها".

وإعتبر أن "لبنان مقسّم بطريقة غريبة وعجيبة في ملف النفايات .. فهناك أماكن تترك فيها الحلول للبلديات، في حين أن مناطق أخرى تخضع للسلطة المركزية التي هي من تقرر الحلول، وبدون أي ضبط او محاسبة او مراقبة".

وفي سؤال للزميلة خداج عن كيفية تطبيق الخطة الفعلية لمعالجة ملف النفايات قال سركيس "إذا أردنا إستعارة بعض التجارب من غيرنا في ملف النفايات، فيجب أن يتم ذلك وفق أولوية معينة، فهناك تسلسل يجب أن يعتمد .. حيث علينا البدء مثلا بأصناف الأطعمة والمواد التي يستهلكها المواطن اللبناني حتى ولو كان عددهم 2000 صنف، ثم يجب علينا معرفة طرق المعالجة المتوفرة والممكنة، ومن بعد المعالجة نعيد تصنيف ما تبقى من مواد مرّة أخرى ... وهناك أيضا موضوع الفرز من المصدر، وعدم خلط النفايات مع بعضها البعض".

ولفت إلى أن "تأهيل الناس وتعليمهم كيفية التعاطي مع النفايات هو من أهم الأمور .. ثم أن وزارة الإقتصاد مسؤولة عن توجيه التجار والمنتجين للتخفيف من إنتاج النفايات بعد الإستخدام .. وبعدها يأتي عمل من يدير هذا الملف الذي يجب أن يكون من المتخصصين، فملف النفايات هو ملف هندسي بإمتياز، بدءا من التصميم مرورا بطرق المعالجة وصولا إلى النتائج". 

من جانبه قال رئيس لجنة الأشغال العامة والنقل النيابية محمد قباني في مداخلة هاتفية أن "ملف النفايات عالق منذ سنتين، وهذا أمر معيب بالنسبة للبنان .. ونحن نبّهنا منذ أكثر من 6 أشهر من خطر مكب النفايات بجانب المطار، وخطر نهر الغدير الذي هو عبارة عن مجرور صحي حقيقيةً"، معتبرا أن "المسؤول عن الجريمة بحق النورس هي الجهة التي لم تؤمن حل آخر بدلا من الكوستابرافا، وليس رئيس شركة الميدل إيست محمد الحوت، فالأخير كان همه الوحيد حماية شركة الطيران الوحيدة التي يملكها لبنان، وحماية الركاب اللبنانيين والأجانب الذين يستخدمون مطار بيروت".

وأضاف قباني "يجب العمل على حلول فعلية لهذا الملف، تبعد الخطر عن مطار بيروت الدولي وعن الركاب المدنيين".

وفي سؤال للزميلة خداج عن دورهم كنواب بالضغط للإسراع في الحلول قال قبالني "إذا كانت التصريحات في الإعلام هي ضغوطات، فنحن نقوم بكل ما يمكننا فعله لحماية أرواح المسافرين اللبنانيين وحماية مستقبل لبنان ومصيره".

وإعتبر قباني "أن ما أوصلنا إلى هنا هو ان البلد في حالة فلتان، وليس هناك من مسؤول مهتم لما يحصل، فنحن نعيش في (حارة كل مين إيدو إلو) .. والكل يريد مصلحته، فنحن شعب للأسف أصبح يتعايش مع الفساد ومع اللامسؤولية والطائفية، وما نحتاجه فعليا هو ثورة حقيقية سلمية ديمقراطية راشدة تعلم ماذا تريد، وليس ثورة تدميرية أو ودموية".