نجحت في تحقيق طموحاتها المهنية، وتمكنت مع شقيقَيْها لودفيك وجون من إيصال العلامة التجارية "Yeprem" إلى العالمية. وذلك من خلال تقديم المجوهرات المميزة والمبتكرة والإستثنائية، النابعة من جذور لبنانية – أرمنية.

واظبت على النجاح، أحبت عملها، وسعت جاهدة لنشر تصاميم "Yeprem" في جميع بلدان العالم. فتمكنت من منافسة الأسماء الكبيرة في مجال صناعة المجوهرات، واستطاعت نقل صورة مشرفة للمرأة اللبنانية ومثالاً يحتذى في مجال الأعمال.

كان لـ"الاقتصاد" مقابلة خاصة مع المديرة الإبداعية في شركة "Yeprem" فيرنا شكرديميان، دار خلالها هذا الحوار الشيّق:

- أخبرينا أكثر عن شركة "Yeprem"؟

أسس والدي "Yeprem"في العام 1964 على اسمه ييبرم، وانضممت مع شقيقيّ إلى الشركة قبل بضع سنوات، وعملنا على دفع العلامة التجارية الى الأماممعاً. حيث كان والدي يصمّم القطع ويبيع بالجملة، لكننا عمدنا إلى إيصال العلامة التجارية إلى مصاف العالمية، لذلك قررنا إنشاء مفهوم جديد من المجوهرات المميزة، وأطلقنا مجموعات خاصة باليدين والأذنين؛ وبات من السهل اليوم التعرف على تصاميم "Yeprem" لأنها تحتوي على هوية فريدة من نوعها. فنحن نستخدم قطع ألماس "ماركيس" (marquise) في معظم تصاميمنا، من أجل إعطاء لمسة كلاسيكية وأنيقة للقطع الحديثة والإبداعية؛ وبالتالي نقدم تصاميم معاصرة مع قطع الماس تقليدية.

من ناحية أخرى، يصمّم أخي الأكبر لودفيك القطع المركبة، وهو المهندس لجميع منتجاتنا، وبالتالي يهتم في عملية التنفيذ والتقنيات المعتمدة في ورشاتنا. أما أخي الأصغر جون، فيعالج الجانب الدولي من الأعمال، وهو المسؤول عن وصولنا إلى العالمية، لأنه يدير أعمالنا في الخارج. وأنا بدوري أحب التصميم!

لذلك تجدر الإشارة إلى أن والدي هو مؤسس "Yeprem" والعقل المدبر فيها، وعندما استلمنا الشركة بعد حوالىخمسين سنة، بدأنا العمل على قاعدة متينة جداً، تشكل أساس عملنا وأساس نجاحنا.

- كيف تطورت مسيرتك المهنية الإبداعية على مدى السنوات حتى دخلت إلى عالم "Yeprem"؟

حصلت في العام 2000 على إجازة في التصميم الداخلي من "الجامعة اللبنانية الأميركية"، "LAU". لكنني نشأت مع المجوهرات بسبب أعمال العائلة، لذلك قررت بعدها دراسة تصميم المجوهرات، وتخرجت في العام 2001 من "Jewelry and Technological Institute of Lebanon"، "JTIL"، ومن ثم تخصصت في علم الجواهر وتصنيف الألماس.

وبعد ذلك دخلت إلى الشركة العائلية "Yeprem" في العام 2002، وخلال فترة عملي شاركت في عدد من ورش العمل، وتابعت المحاضرات حول التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتسويق العلامات التجارية، والإستشارات العملية. وبالتالي حصلت على المزيد من الشهادات بعد انضمامي إلى الشركة، وذلك بهدف تطوير نفسي أكثر، وصقل خبراتي ومهاراتي بشكل أكبر.

- لو لم تكن عائلتك تعمل في صناعة المجوهرات، هل كنت لتختارين مجالاً آخرا للعمل فيه؟

لم نُجبر يوماً على الإنضمام إلى عالم المجوهرات، بل لطالما كان بمثابة شغف بالنسبة لنا جميعا. فنحن تربينا في هذا الجو، وعندما كنت طفلة، كان والدي يصطحبني معه إلى العمل كلما سنحت له الفرصة خلال فصل الصيف والعطل، لذلك اعتدت على الإحساس بالقطع ولمسها في ورشة العمل، وبالتالي انخرطت ودخلت إلى عالم والدي منذ نعومة أظافري.

فعندما التمسنا إبداع والدي الفطري، أدركنا، شقيقي الأكبر وأنا، أننا نتمتع أيضا بمواهب إبداعية قوية، لذلك نمت هذه العاطفة الخلاقة فينا بشكل تلقائي.

إنما لو لم يؤسس والدي "Yeprem"، لكنت عملت في مجال تصميم الأزياء، لكن بالنسبة لي، التصميم هو واحد، وبالتالي أستطيع تصميم أي شيء؛ إذ إنني أعتقد أن الإنسان يشعر بالتصميم في داخله، ولا يستطيع تعلمه، لأنه ينبع من الذات فقط!

- ما هي الصعوبات التي تواجهينها اليوم كمديرة إبداعية في شركة "Yeprem"؟

لم يكن من السهل أن أستلم الشركة من والدي، لأنه رجل عصامي، وكان ناجحاًإلى أقصى الحدود في عمله، في حين أننا الجيل الثاني، ونسعى للقيام بالأمور بطريقة مختلفة.

فهو بقي يمارس عمله لوحده مدة أربعين عاماً، وبدأ مسيرته مع سوار واحد من الذهب أعطته إياه والدته، ولم يتخصص في المعاهد والجامعات، وبالتالي ليس من السهل أن يسير الإنسان على خطى رجل واثق من نفسه وعصامي إلى هذا الحد.

لكننا تمكنّا نحن الثلاثة من تفهّمه، كما تمكّن بدوره من تفهّمنا عندما أثبتنا أنفسنا. فعندما استلمنا الشركة، حاولنا قصارى جهدنا العمل بجد، لكي نثبت له أننا نستطيع تولي زمام الأمور. وبالفعل أوصلنا العلامة التجارية إلى مستوى العالمية، وهذا الأمر أفرح والدي كثيراً.

- كيف تمكنتم من نشر الشركة اللبنانية الأصل "Yeprem" في العالم؟ وكيف وصلتم إلى نجمات عالميات مثل مادونا وجنيفير لوبيز؟

لقد حوّلنا العلامة التجارية إلى العالمية في العام 2013، وذلك حين بدأنا بالمشاركة في عدد كبير من المعارض الدولية في مدينة بازل السويسرية، وهونغ كونغ، ولاس فيغاس، وغيرها...

ومع الوقت بدأت تتوسع العلامة التجارية نحو العالمية، وأصبح لدينا عدد من الوكلاء في الولايات المتحدة، ومن هناك تعرفنا إلى مصمّمي المشاهيرومزيّنيهم، وأحياناً كان المشاهير أنفسهم يتواصلون معنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي أو موقعنا الألكتروني. وبالتالي باتت "Yeprem" تقدم منتجاً يجذب الشخصيات المعروفة؛ فكل نجمة مشهورة تستطيع أن ترتدي أي علامة تجارية تستهويها، لكنها تفضّل "Yeprem" لأن قطعنا المميزة والمختلفة تكمّل مظهرها في أهم الأحداث العالمية، وتزيد من ثقتها بنفسها.

لقد تعاونا مع العديد من المشاهير مثل ريهانا، كاتي بيري، ميلا كونيس، أدريانا ليما، وأوبرا وينفري. كما ارتدت جنيفر لوبيز قطعة في حفل افتتاح كأس العالم في العام 2014، وارتدت أوبرا وينفري قطعة من المجوهرات للحاجبين.

وذات مرة اتصلت بنا الفنانة العالمية مادونا، وطلبت منا تصميم قطعة فريدة لحفل "غرامي"، وذلك قبل أسبوعين من موعد الحفل. ولطالما كان حلمي الوصول إلى النجمة مادونا ورؤيتها تتزين بمجواهرت "Yeprem"، وبالفعل تحقق هذا الحلم، واختارت أقراط أذن وخاتم باسم "كلو"، واستغرقت العملية عشرة أيام من العمل المتواصل حتى تمكنا من تجهيز القطع في الوقت المطلوب. وكان قد سبق لمادونا أن تعاونت مع الدار في ألبومها الأخير، "The Rebel Heart"،من خلال قطعة حملت اسم الألبوم نفسه، وتجسدت فيها بتلات ورود وأوراقها بالألماس الأبيض في تصميم يبدو كأن هذه البتلات منثورة على مساحة كف يدها.

ولا بد من الإشارة إلى أن مادونا هي زبونة وفية لنا، وتشتري دائما من متجرنا في الولايات المتحدة.

- ما هي الإستراتيجيات المتبعة في الشركة من أجل مواجهة المنافسة الواسعة الموجودة في هذا المجال؟

لا شك في أن المنافسة كبيرة، والوضع الإقتصادي في العالم صعب ومتأزم، إن كان في الخليج العربي، أو أوروبا، أو الولايات المتحدة. لكننا نحاول دائما تقديم الأفكار الجديدة، ونشارك في أربعة معارض سنوياً، في البحرين، والدوحة، وبازل، ولاس فيغاس؛ ونسعى إلى إطلاق مجموعات جديدة في كل معرض. وبين كل مجموعة وأخرى، نجد أن بعض الأشخاص يقلدون تصاميمنا، لذلك نكدّ في العمل لكي نكون دائما في الطليعة مع التصاميم والأفكار الحديثة والمبتكرة.

ومؤخراً، حاولنا تقديم عدد من المجموعات بأسعار مقبولة وبمتناول الجميع، وأطلقنا منذ فترة مجموعة للإستعمال اليومي، تستهدف كل الأعمار وكل الميزانيات، وتحتوي على القليل من الألماس؛ فالكثير من الأشخاص يحبون ارتداء قطعة من "Yeprem"، لكنهم لا يستطيعون تحمل تكلفتها المرتفعة بسبب كمية الألماس الكبيرة الموجودة، لذلك استحدثنا مجموعة لكل الميزانيات لكي نرضي كل الناس وكل البلدان.

- ما الذي يميز تصاميم "Yeprem" من غيرها؟

معظم تصاميمنا مستوحاة من جسد المرأة، ونحن نتعامل مع كل قطعة على أنها منحوتة وقطعة فنية تكمّل الجسد الأنثوي، كما لو كانت جزءًا منه. فيجب أن تشعر المرأة بالراحة عندما ترتدي القطع المعقدة، لذلك تمرّ التصاميم بمراحل عدة قبل أن تصبح جاهزة. ووالدي عملنا أن نجعل القطعة المزخرفة مريحة، وإلا فما هي الفائدة منها؟

ولهذا السبب يتمّ تعديل جميع القطع المركبة يدويا على كل زبونة، كما نقوم بتدريب فريق المبيعات على كيفية ارتداء كل قطعة. ولقد خلقنا مجسماً متحركاً لليد مصنوع من السيليكون، لكي ترى الزبونة كيف تضع القطعة على جسدها.

- ما هي طموحاتك المهنية المستقبلية؟

شغفنا في عملنا يدفعنا إلى العطاء بطريقة قوية، لذلك أعمل مع شقيقيّ على تحقيق أحلامنا كافة. وأشكر الله أننا حققنا بعض الطموحات والأحلام، لكن الطريق أمامنا طويل. وكل شخص منا نحن الثلاثة، عندما يصل إلى هدف ما، يضع هدفا آخر فوراً،ويبدأ بالعمل على تحقيقه!

ونتمنى حاليا أن نفتتح متاجرَ في جميع بلدان العالم، وأن ينتشر اسم "Yeprem" أكثر فأكثر بين الناس.

- أين تجدين نفسك اليوم على مقياس من 1 الى 10؟

في مسيرتي المهنية وصلت الى الرقم 6، والطريق أمامي طويل. لكن الحياة بالنسبة لي لا تتلخص في العمل فحسب، فأنا أركز كثيراً على عائلتي وأولادي، وأسعى دائماإلى تحقيق التوازن بين العمل والعائلة. مع العلم أن التنسيق بين الإثنين ليس بالأمر السهل، خاصة مع سفري المتواصل.

لكن أولادي هم أولويتي، وأقضي معهم كل أوقات فراغي، وأتابع نشاطاتهم اليومية. كما أحاول دائماأن أكون أمّا أفضل، وأصرّ على الإهتمام بهم بنفسي؛ فأنا أحب أن أحضر معهم على الدوام، وأقوم بهذا المجهود وبكل واجباتي كأم، لكي لا يشعروا بالتقصير.

لذلك أفضل أن أكون عند الرقم 6 في العمل، والرقم 10 في العائلة!

- ما هي برأيك مقومات نجاح المرأة في سوق العمل؟

على كل إنسان - أكان رجلا أم امرأة - أن يحب عمله، ويشعر بالشغف والإخلاص تجاهه. ومن المهم جداً أن يمارس عمله بفرح وسعادة، فنحن نعمل أحيانا لمدة عشرين ساعة في اليوم، وهذا بسبب عشقنا وغرامنا لـ"Yeprem".

وبالتالي فإن نسبة 50% من سرّ نجاح الإنسان، هو عشقه لعمله، والشغف الذي يقدمه.

- كيف تقيمين وضع المرأة اليوم بشكل عام في سوق العمل اللبناني؟

لا شك أن المرأة تقدمت، والأمور اختلفت اليوم عمّا كانت عليه في الماضي. فهناك نسبة ضئيلة من النساء اللواتي لا يتعلّمن ويعملن.

لكن من ناحية أخرى، لا تزال القوانين مجحفة بحق المرأة، وهذا الأمر طبيعي لأننا نعيش في منطقة الشرق الأوسط، ويجب أخذ هذا الأمر بالإعتبار.

- ما هي الرسالة التي توجّهينها إلى المرأة اللبنانية؟

يجب أن تكون المرأة طموحة، ولا تفكر يوماً أنها أقل شأنا من الرجل أو خاضعة له. فلا شيء يمنعها من تحقيق أحلامها...

لكن لا يجب أن تأخذ دور رجل المنزل، بل عليها احترام زوجها وإعطاء الوقت الكافي لأولادها، لأن الحياة لا تتلخّص في النجاح المهني فقط!