العالم يتجه يوماً بعد يوم وبخطوات متسارعة نحو التحول إلى "كوكب رقمي"..

وراء هذا التحوّل الجذري رواد أعمال يسعون يوميّاً لمواكبة أي تطور جديد..

"إنه العصر الجديد" وله شخصياته..

لذا في مقابلتنا اليوم سنُسلّط الضوء على أحد أبرز روّاده..

هو شخص سعى جاهداً لاكتساب الخبرات، إمتزجت مسيرته بين الحياة الأكاديمية والعملية..

يؤمن بالأفكار، ويُجازف من أجلها.. ويُحفّز الآخرين ليشكلوا فريقاً متماسكاً .

المؤسس لكل من : "Paths of Technology" و " Potech Consulting" ، بالإضافة الى "OB soft" و "SPS" .. طوني فغالي

كان لـ"الإقتصاد" لقاء خاص مع فغالي شاركنا فيه أبرز محطات حياته المهنية التي أوصلته إلى النجاح.

- كيف تختصر مسيرتك الأكاديمية وصولاً إلى تأسيس شركاتك الخاصة؟

تخصصت في مجال هندسة الإتصالات  في جامعة القديس يوسف وتابعت دراستي العليا في العام الأول في لبنان، ومن ثم قررت أن استكملها في فرنسا.

في العام 1998، عدت إلى لبنان وعملت في شركات عدة، إلا أن توظفت في العام 2001 في جامعة القديس يوسف كأستاذ متفرّغ.

في العام 2002 أسست شركة "Paths of Technology" بالتعاون مع شريك، وتعنى هذه الشركة ببيع الخدمات على الإنترنت.

- ما هو سبب تخليك عن الوظيفة الثابتة والمخاطرة بتأسيس مشاريعك الخاصة؟

لا شكّ أنها كانت مجازفة على حسب وصف البعض، ولكن كان تطلعي إلى تأسيس مشروع خاص بي، وقد نما هذا الشغف معي مع السنين.

فأسست في العام 2008  "Potech Consulting" وهي شركة استشارات، أغلبية مشاريعها ترتكز على تقييم مستوى امان تكنولوجيا المعلومات للمؤسسات ، كذلك نقدم الإستشارات في مجال الـIT.ولكن الهدف الأكبر هو تقييم مستوى الحماية لزبائننا، وأغلبيتهم من البنوك.

وفي العام 2014 أسست شركة "OB soft" وفكرتها تزويد الزّبون بالحلول الكاملة لأي نوع من التطبيقات ، لا شك أن الطلب الأكبر يكون على تطوير التطبيقات على الهواتف الذكية لكن أعمالنا تمتدّ أيضاً إلى الـ"Web applications"، تركيب الأنظمة الكاملة وغيرها.

وعلى صعيد متصل، قمنا من فترة بسيطة بالتعاون مع شركة "Soft Flow" التي تبيع حلولاً لـ"مايكروسوفت" بمشروع شركة مشتركة وهي "SPS" والتي نطور من خلالها كل الخدمات السحابية خاصة على  نظام" مايكروسوفت".

وحتى الآن تعمل شركة "Paths of Technology" على شق التشغيل الآلي، أو ما يسمى بالـ"automation".

ولكل شركة فريق عملها الخاص، وهويتها المستقلة.

ولكني أعتبر أن نقطة الإنطلاق تنبع من الرؤية التي يمتلكها الشخص ويسعى إلى تطبيقها.

- كيف تُرتب العوامل التالية من حيث الأولوية لتأسيس مشروع معين: الخبرة، رأس المال، والشهادة الجامعية؟

الشهادة الجامعية مهمة طبعاً، ورأس المال هو عنصر أساسي لتبصر هذه الشركة النور فعليّاً، ولكن الأهم هو النظام الإيكولوجي "Ecosystem"، ولحسن حظنا بتنا نملك في لبنان البيئة الحاضنة لهذا القطاع التكنولوجي والتي تتمثل بممولين كمصرف لبنان و"Berytech" ،   وغيرها.

- ما هي أبرز المصاعب التي واجهت مسيرتك المهنية وكيف تخطيتها؟

نظراً إلى حداثة القطاع وتطوره الدائم من الصعب أن تنال أي شركة تقنية ثقة الزبون بسهولة، إلا أننا من خلال جودة الخدمات التي نقدمها إستطعنا أن ننعم بهذه الثقة.

-برأيك ما هي مقومات الشخص الناجح؟

أولاً الإلتزام بأخلاقيات مهنته التي تضمن له السمعة الطيبة في السوق.

ثانياً الجودة، أن يسعى الفرد إلى توفير أعلى المستويات المطلوبة من الجودة والإحترافية في عمله. ونحن دائما نقول إن مستوى الخدمات التي نقدمها في " Potech" هي عالمية وبمقدورها أن تنافس أي شركة في العالم، وطموحنا أن ننافس على مستويات ُعليا.

كما على رائد الأعمال أن يُجازف في بحار قطاع عمله.

لا شك أن فريق العمل الناجح والمتعاون من شأنه  أن يضمن أجواء مهنية جيدة نظراً لتظافر الجهود المشتركة.. هذه الأجواء الأشبه بالعائلية تجمعنا على الهدف نفسه وهو "التطور الدائم".

فنحن نتعامل بسواسية ضمن فريق عملنا فلكل منا طاقات وأفكار خلاقة.

ومن الطبيعي أن تمر بعض المشاكل بين الأفراد، ولكن علينا حلّها مباشرة وداخل المؤسسة. ويجب أن يكون التعاطي مع الزبائن مبني على هذه الرؤية والمُهمة المشتركة.

- ما هي أهدافكم المستقبلية؟

نتطلع إلى الإنتشار في الخارج، علماً أن أعمالنا وصلت إلى منطقة الخليج واوروبا ولكن هدفنا أن نوسع قُطر أعمالنا أكثر.

- انت على تواصل يومي مع الشباب من منطلق دورك الأكاديمي والمهني، من خلال خبرتك ما هي الرسالة التي تود إيصالها للشباب اللبناني؟

صحيح أن بلدنا صغير إلا أننا نملك طاقات مبدعة خاصة في مجال عملنا.

يتعرض شبابنا مؤخراً إلى الضغط اليومي من الأهل، إذ يعتقدون أنه كلما كانت الشركة أكبر ضمنوا "برأيهم" مسيرة الشاب/ة المهنية، ولكني أعتبر أن حجم الشركة لا يحدد مستوى الخبرة التي قد يجنيها الفرد..

فشغف الشاب وحده يدفعه للوصول إلى المراتب العليا.

وأُحب أن أُطمئن الشباب بأن البيئة الحاضنة لمجال عملنا باتت مهيأة أكثر بوجود النظام الإيكولوجي، والحصول على الرساميل بات أسهل، خاصة بعد التعميم رقم 331 الصادر عن مصرف لبنان الذي حرر من خلاله القطاع المصرفي بغية دعم الشركات.

كما أنصحهم بالإطلاع على الخبرات الخارجية. وأشدد على أننا في لبنان نمتلك كل متطلبات التفوق، وعلى رأسها " الأدمغة اللبنانية" التي تنجح في كل أنحاء العالم، لذا ليس هنالك أي سبب يمنعهم من التفوق من الداخل اللبناني خاصة في مجال الإتصالات والمعلوماتية الذي لا يُحد.

ثقوا بأفكاركم .. ونفذوها بعد وضع خطة عمل واضحة لمسيرتكم.

أحبوا ما تقوموا به، إطلبوا الدعم على صعيد الخبرات المتبادلة، وكونوا على ثقة بأنه من الطبيعي أن يواجه الإنسان صعوبات في الأعوام الأولى من عمله.

وأخيراً، ما زلنا نؤمن بالإقتصاد اللبناني، ونبذل كل ما في وسعنا لكي نبقى في لبنان شرط ألا نعتمد على شقنا المحلي فقط، بل نوسّع طموحاتنا نحو الأسواق العالمية.