رفع موظفون لدى شركة "​مايكروسوفت​" الأميركية دعوى قضائية تجاه الشركة؛ بسبب ما وصفوه بإجبارهم على أداء أنشطة "لا إنسانية" خلال إشرافهم على محتوى الإنترنت الخاص بها.

وأشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إلى أن الأشخاص الذين يعملون على الإشراف على محتوى البيانات وسط عالم محاط بالسرية، لكنهم يجبرون على مشاهدة محتوى إنترنت غير ملائم، وملاحقة الأشخاص الأكثر فساداً وأصحاب العقول المريضة حول العالم، يصبحون أكثر عُرضة للاضطرابات النفسية والعاطفية.

واتهم الموظفان "هنري سوتو"؛ و"غريغ بلاورت"؛ الشركة الأميركية، بإجبارهما على متابعة وملاحقة تلك الأنواع من المحتوى، على خلاف رغبتيهما؛ ما أصابهما بضرر نفسي وعقلي بالغ.

ويندرج عمل صاحبَيْ الدعوى ضمن التشريع الصادر عام 2008، والذي يلزم شركات التكنولوجيا، بضرورة الإبلاغ عن أيّ صورٍ للاعتداء على الأطفال وغيرها من الجرائم.

لكن الموظفين يتهمان "مايكروسوفت" بأنها لم تحذرهما من مغبة ومخاطر هذا النوع من العمل، ومن احتمالية إصابتهما بمشكلات نفسية مرهقة، نتيجة إجبارهما على الاستمرار في الاطلاع على تلك الأنواع من المحتوى "غير الإنساني والمثير للاشمئزاز"، بحسب الصحيفة البريطانية.

وأقيمت الدعوى القضائية في كانون الأول الماضي، لكن لم يعلن عنها إلا قبل أيام، وأشار فيها الموظفان إلى أنهما أُصيبا بأثر نفسي مبالغ فيه، لدرجة أنهما كانا يثوران غاضبين بمجرد رؤيتهما الأطفال، ولا يستطيعان استخدام الحاسب الآلي بسبب تعرضهما المستمر للانهيار.

وقال بين ويلز؛ أحد المحامين الذين تقدّموا بتلك الدعوى في ولاية واشنطن الأميركية، مقر "مايكروسوفت": "إنه لأمر رهيب، يكفي رؤية طفل يتعرّض للتحرُّش الجنسي لتشعر بسوء، فما بالك بإجبارك على مشاهدة جرائم القتل، وأفعال أخرى لا تُوصف تحدث أمامك مع الأطفال".