عاد رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ والوفد المرافق من الوزراء إلى لبنان بعد زيارة إلى السعودية وقطر وصفت بالإيجابية، حيث شدد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز على توثيق العلاقات مع لبنان وتمتينها والحرص على الإستقرار فيه، مؤكدا عودة السياح العرب إلى لبنان.

كما اتّفق العماد عون، خلال زيارته إلى قطر، مع الأمير تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني على إحياء اجتماعات اللجنة المشتركة العليا بين البلدين برئاسة رئيسي الحكومة في لبنان وقطر. ونوّه أمير قطر بما قامت وتقوم به الأجهزة اللبنانية للمحافظة على الإستقرار في لبنان، معتبراً أن هذا الأمر شجع الكثير من العائلات القطرية على زيارة لبنان في فترة الأعياد.كما أبدى الأمير تميم استعداد بلاده للإسهام في مشاريع التنمية في لبنان، لافتاً إلى تشجيع المستثمرين القطريين على الإستثمار فيه. ووجه الرئيس عون دعوة إلى أمير قطر لزيارة لبنان، فوعد الأمير بتلبيتها.

تأتي هذه المواقف الإيجابية كإشارة إيجابية أولى بعد أكثر من ثلاث سنوات من المقاطعة الخليجية للإستثمارات والسياحة في لبنان، ليسجّل إقتصادنا في هذه الفترة شبه نسب نمو. متى سنرى نتيجة هذه الزيارة؟ هل سنتمكن من استعادة العلاقات الطيبة نفسها مع دول الخليج؟ لمعرفة تفاصيل أكثر حول هذه المواضيع كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز ​شارل عربيد​:

- كيف ترى انعكاسات زيارة الرئيس عون لكل من السعودية وقطر؟

بالتأكيد إن هذه الزيارة لن يكون لها إلا انعكاسات إيجابية، لأنها تظهر الثقة بلبنان ما يعني أن الأفرقاء السعوديين والقطريين أصبحوا ضمن هذه التسوية السياسية التي حصلت، وبالتالي نتوقع أن تعود العلاقات الإقتصادية إلى ما كانت عليه.

- ما هي الخطوات المطلوبة اليوم خاصة بعد أن تعهد كلا البلدين بالإستثمار وعودة السائح الخليجي إلى لبنان؟

بالنسبة لموضوع السياحة، أتوقع أن نرى النتائج خلال فصل الصيف لأنه لا موسم سياحي أقرب من الصيف، لذا فإن التحضيرات جميعها متجهة للمهرجانات والعروضات الصيفية. أما الشق الثاني وهو الأهم، فيتمثل بإيجاد الثقة بالإستثمار في لبنان لينظر الخليجيين وغيرهم إلينا كبلد فيه فرص ناجحة وثابتة للإستثمار. المطلوب اليوم هو الثقة وتدعيم الإستقرار الأمني لنُظهر أن الأوضاع السياسية والأمنية والإدارية والتشريعية عادت إلى وضعها الطبيعي.

وظيفتنا اليوم إبراز الفرص الإستثمارية المنتجة المتاحة على الأصعدة كافة؛ من مشاريع صغيرة إلى متوسطة الحجم ومشاريع كبيرة لأن الإستثمار ليس فقط بالنفط والغاز بل يمكن أن يكون بالبناء والمصارف...

- بعد الصدمة الإيجابية للإنتخابات الرئاسية التي تحدث عنها الجميع، لم تشهد أسعار الأسهم اللبنانية ارتفاعاً ملحوظاً، ما هو السبب برأيك؟

الموضوع مرتبط بشكل أساسي بالثقة العامة في البلد، لا يجب أن ننسى أننا في منطقة لاتزال الخضات فيها كثيرة، وضعنا الأمني الداخلي مستقر وهذا عظيم لكننا لا نعيش على جزيرة. شخصياً أرى أن الصدمات الإيجابية التي شهدناها كافة،من تشكيل حكومة إلى إقرار مراسيم النفط إلى زيارة الرئيس عون إلى السعودية وقطر، وليس فقط إنتخابات الرئاسة، ستأتي بمردودها حتماً ولو بعد حين.

في المراحل التي كنا نمر بها، قبيل أوضاع المنطقة التي نعيشها، كانت صدمة إيجابية واحدة تكفي لإنعاش الأسواق لكننا اليوم نعيش تحت تأثير هذه الظروف الإقليمية والدولية. الأهم اليوم إبراز سياساتنا الإقتصادية والإجتماعية وتحصين الأوضاع الداخلية ليمتد هذا التوافق الذي نراه بين الأفرقاء إلى مؤسسات الدولةكافة.

*عربيد: نعمل على ورشة نهوض إقتصادي ونتمنى أن تظهر نتائجها سريعاً

 

- هل لديكم كقطاع خاص خطط لزيارات مشابهة أو مشاريع اتفاقيات عربيةأيضاً؟

كقطاع خاص لبناني، وحتى في ظل الغياب الرسمي، بقينا على تواصل مع كل الفرص والمواقع التي يمكن أن تأتي بالإستثمارات العربية أو حتى الأوروبية إلى لبنان وكانت حركتنا دائماً ناشطة وسنستمر.

اليوم سنحرص على التعاون بشكل أكبر لإعادة الصورة المشرقة للبنان.

وعلى صعيد الإتفاقيات، سنعمل على تحسين بعضها من جهة، والتأكد من بعضها إن كانت مجحفة بحقنا من جهةٍ أخرى. هذه الخطوات كافةً تكون ضمن ورشة النهوض الإقتصادي التي نعمل عليها ونتمنى أن تظهر نتائجها سريعاً، لكن مما لا شك فيه أنها تحتاج إلى وقت لأن الخطط الإقتصادية في لبنان غائبة منذ فترةٍ طويلة.

نتمنى اليوم أن يتم وضع خطط إقتصادية بالتعاون بين رئيس الحكومة ووزير الإقتصاد والوزارات المعنية والقطاع الخاص، والعمل على تحقيق الهدف الجماعي لهذه الخطط. لا نريد المزيد من المعالجات الآنية والمطلبية، لأن السياسات الإقتصادية شيء وتلبية المطالب القطاعية شيء آخر. يجب أن تكون أهدافنا دقيقة وبالأرقام بدءاً من نسب النمو إلى عدد فرص العمل التي نريد أن نخلقها ولا يجب أن ننسى أهمية التقييم في النهاية.

أرى أن الجو اليوم إيجابي ومريح، لذا يجب استغلاله والتمسك ببلدنا أكثر من أي وقت مضى.