ربيع دمج

يُقال بأنّ "مصائب قوم عند قوم فوائد" هذا القول يصلُح لكل زمان لاسيّما في زمن الحرب الذي يستغلها البعض لسرقة خيرات البلد ونهبها؛ تماماً كما يحصل حالياً في سوريا.

عدد العصابات التي فرزتها الحرب لا يمكن إحصاؤها بسهولة، ولكن مع الصدف يمكن أن تقع في فخ الأمن والشرطة تماماً كما حصل مع عصابة "محمد عبدالله" المواطن السوري الذي أوقف قبل ليلة رأس السنة بأيام قليلة في منطقة "كاليري سمعان" بعد مراقبة أمنية طويلة وبحوزته مبلغ مئة وستين ألف دولار أميركي، وتم اقتياده إلى مخفر فرن الشباك وبعد التحقيقات أحيل إلى محكمة بعبدا للتحقيق معه لدى القاضي ربيع الحسامي.

وفي تفاصيل العملية التي حصل موقع "الإقتصاد" على القرار الظني الخاص، تبين أن محمد عبدالله كان يسرق تحفاً وقطعاً أثرية من سوريا مستغلاً الوضع الأمني هناك، وبواسطة بعض المسلحين  الذين ينقلون له هذه القطع ليبيعها في لبنان، وأنه قبل يوم واحد فقط من القبض عليه كان يساوم على عملية بيع قطع أثرية وتماثيل قديمة مقابل مليون وخمسماية ألف دولار أميركي.

بعد وقوع عبدالله في شرك مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية؛ وبعد التحقيقات اعترف بوجود ثلاثة مساعدينله، وهم من التابعية السورية، ودور هؤلاء يقوم على تأمين الزبائن المهتمين بشراء تحف ولوحات، وبعض القطع الآثرية، خاصة تلك الشخصيات المرموقة في لبنان.

وبحسب التحقيقات مع عبدالله العبدالله مساعد محمد عبدالله،  فقال: إنه كان يتواصل مع شاب سوري مقيم في ألمانيا كي يؤمن له بيع بعض القطع عن طريق تهريبها بطرق مدروسة، وتبين من الهاتف الذي بحوزة العبدالله أن هناك صور لكتابين آثريين واحدٌ مغلفٌ بالنحاس وآخر بالجلد. هذه الصور كان قد أرسلها محمد عبدالله إلى عبدالله عبدالله، بعدما قام الأخير بزيارته في منزله ليكشف عن نوعية البضاعةوشكلها، فصوّر هذين الكتابين وأرسلهما للوسيط في المانيا.

وفي صور أخرى موجودة على هواتف الموقوفين الأربعة بينهم : خليل السليمان وأحمد الحمودي وعبد الرحمن الهبيطي. تبين أن هؤلاء كان دورهم فتح شبكة تواصل مع زبائن في لبنان والخارج لبيعهم المسروقات التي بحوزة محمد العبدالله.

ومن المقتنيات الثمينة التي وًجدت في منزل عبدالله تماثيل من الرخام وليرات ذهبية تعود لحقبة تاريخية قديمة جداً. وبحسب مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية قُدرت قيمة المضبوطات المذكورة بحوالىتسع مئة ألف دولار أميركي، هذا فقط القيمة التقديرية للتماثيل والليرات عدا بقية المسروقات.

وفي سياق الإعترافات فقد تبيّن أن للعصابة مكاتب في البقاع، وتحديداً في بلدة "جب جنين" حيث اعترف محمد العبدالله رئيس العصابة بأن معاونه أحمد الحمودي يعرف منزلاً في هذه البلدة يعود لصديقه، وأنه يوجد بداخله كتبٌ دينية قديمة ومهمة جداً، مع مخطوطات يدوية تُقدر بمئات آلالاف الدولارات. وقد طلب الحمودي من العبدالله إيجاد زبونٍ لهم مقابل تقاسم الحصص والنسب. وهذه الكتب كانت موجودة في منزل الموقوف عبدالرحمن الهبيطي.

وبعد الإتفاق بين الأطراف الثلاثة تبيين أن قيمة الكتب تساوي ثلاث مئة وخمسين ألف دولارأميركي في حال تم بيعها.

كل هذه المسروقات لم تُبعْ باستنثاء بعض القطع التي استفاد منها محمد عبدالله وباعها في وقت سابق مقابل مبلغ مئة وخمسين ألف دولار أميركي وهو المبلغ الذي وُجد معه خلال توقيفه  ضمن كمين نصب له في منطقة "كاليري سمعان".