تخصص في مجال السياحة إلاأن ظروف الحرب اللبنانية منعته من متابعة دراسته وتحقيق حلمه، ولكنه كسب خبرة كبيرة في مجال السياحة فيما بعد خاصة بعد أن استلم إدارة الفندق الذي أسّسه والده في منطقة بشري – الأرز وأسهم في ازدهارها وتنشيطها على الصعد كافة رغم كل الظروف.

للإضاءة على تجربته كان لموقع "الاقتصاد" لقاءٌ مع صاحب "أوتيل شباط" في بشري ​وديع شباط

- ما هي خلفيتك الأكاديمية وكيف بدأت مسيرتك المهنية؟

بدأت بالتخصص في مجال السياحة في المعهد السياحي في الدكوانة لثلاث سنوات،إلا أن الحرب اللبنانية اندلعت عام 1975 وما كان من أهلي إلا أن شجعوني على ترك المعهد والانتقال للعيش في بلدتي بشري نظراً للأوضاع غير المستقرة في البلد، وبقيت في بشري طيلة تلك الفترة وكنت قد بدأت باستلام إدارة فندق والدي الذي أسسه وبدأ العمل فيه في الماضي وعملت فيه كل الوقت رغم أن كل فترة الأحداث لم يشهد الفندق أي عمل يذكر خاصة وأنه كان مؤلفاً من منزل كبير ولم يشهد أي حركة لبنانية أو عربية إلى أن عادت السياحة وتحركت من جديد كما كانت في فترة الستينيات من القرن الماضي، وعلى أساس النشاط الفردي ومن خلال اتصالاتنا بمكاتب السياحة في لبنان وفي بعض الدول الاوروبية ما أدى إلى دورة سياحية مهمة بالنسبة لي خاصة وأن النشاط كان بمبادرة شخصية مني، وكان لا بد من أن تقع بعض المشاكل،حيث إن ظروف البلد لم تكن تسمح لأن تكون الحركة سنوية ولكن موسمية. وأدت هذه الطريقة التي توصلت إليها إلى نقل الفندق من موسم ضعيف إلى موسم قوي على مدار السنة، مع ارتفاعات وانزلاقات حسب الوضع العام، وكان فصلا الربيع والخريف يشكلان موسمي الذروة للأوروبيين والمجموعات السياحية الأوروبية التي كانت تزور لبنان من الأردن وسوريا،إلا أن هذه الحالة توقفت منذ ست سنوات،حيث خلقت دورة إقتصادية وسياحية مهمة، خاصة أن المبادرة كانت شخصية مني فمثلا عندما كان يوجد ثمانيأو تسع مجموعات سياحية في فنادق بيروت؛ كنت أعمل على جمعهم في الفندق عندما كانوا يأتون إلى بشري ليناموا هنا، وكله كان يتم بالتنسيق مع مكاتب السياحة والسفر في لبنان. ومن هنا برزت مواسم الـ high season في كل من الربيع والخريف في الوقت الذي تكون فيه كل الفنادق في المنطقة في مواسمها الدنيا (low season). وكنت اتمنى أن يسهم في هذه السياسة كل أصحاب الفنادق في بشري والأرز،إلا أنه من الممكن أن تكون إمكانياتهم ضعيفة أو قليلة.

- ما هي أبرز الصعوبات التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية؟

كنت أخطط لتوسيع الفندق على مراحل،إلا أن الضربات التي شهدها لبنان مثل حرب تموز أو المشاكل الأخرى تلغي الموسم ونجاحه وتعيد لبنان إلى الوراء وكنت قد استدنت كي أبدأ بأعمال التوسيع ولكنني واجهت صعوبات مالية،إلا أن الشيء الوحيد الذي لم يتأثر هو معنوياتنا العالية ووضعنا نصب أعيننا ما نريد أن نقوم به، واستمرينا حتى الرمق الأخير.

- ما هي الصفات التي تتمتع بها شخصيتك وساعدتك على تخطي هذه الصعوبات؟

العلاقات العامة والصدر الواسع والعقل الواسع،إضافة إلى الحسابات الواسعة وبعيدة المدى التي أتمتع بها، وتمسكنا بأرضنا إذ إن تراب الأرزأغلى من الذهب،ورغم الصعوبات كلهابقينا في هذه الأرض وتعبنا فيها مع كل الموظفين، ومررنا بقطوعات كثيرة ومازلنا مستمرين، ومن يتكل على ربه وعلى نفسه يصل.

- من قدم لك الدعم الأكبر في مسيرتك المهنية؟

هذا السؤال محرج جداً لي، وللحقيقة فإن والدتي كانت الداعم الأكبر لي، حيث إنها رافقت والدي في كل المراحل، فكانت الداعمة المعنوية لي ووضعت يدها معي إلى جانب فريق أطلق عليه اسم "Swap" بقي إلى جانبي العمر كله وفي كل الظروف في صعوباتها وقساوتها وبالنتيجة من جدّ وجد.

- هل أثر عملك في الفندق على علاقتك بعائلتك؟

من دون شك فعندما نمر بمرحلة ركود وعدم عمل في الفندق أشهد على تقصير مادي تجاه عائلتي، وعندما يشهد الفندق عملاً فهناك تقصير معنوي وخاصة أنني أردت أن أسجل أولادي في أفضل المدارس وتضطر لأن تكون بعيداً منهم وأن تجبرهم على العلم، وإلا يأتوا إلى سوق العمل في الفندق ويتركوا دراساتهم.

- كيف ترى الوضع السياحي في بشري ولبنان بشكل عام؟

لا شك أن منطقة الخليج العربي تشكل للبنان دعماً مهماً ونستبشر خيراً من زيارة الرئيس عون إلى السعودية وقطر، ولكنني وانطلاقاً من خبرتي، لا أعتبر أن الوضع الحالي هو سياحي بامتياز، فالعرب هم أصدقاء وزملاء ومصطافين، والسائح الفعلي هو الذي يأتي وفي جيبه مبلغ ألف دولار يوزعها في كل المناطق من الجنوب حتى الشمال والدولة تستفيد منها على صعيد الضرائب، فأنا أدفع ضريبة، وعندما أحرر له فاتورة فالضريبة التي تدفع على السائح تذهب للدولة،أما إذا كان عندنا زحمة تجعل من اللبناني ينبهر بها ليلتقط قربها صوراً له؛ فهي من دون تدخل المال إلى البلد، ولكنها لا تعطي المفعول نفسه الذي تعطيه الزحمة والدورة الأوروبية، لأن هذا الأخير هو دائم، هذا على الصعيد العام، أما على صعيد منطقة بشري وجبة بشري فالفنادق ليست مهيّأة كي تستوعب المواطن الخليجي،  لأنه إنسان متطلّب، ولكننا نمتلك قدرة أكبر على استيعاب السائح الأوروبي، فشخص واحد يستطيع أن يخدم ثلاثين سائحاً اوروبياً،أما السائح الخليجي فهو بحاجة إلى ثلاثين شخصاً ليخدمه وكنت أقول لآخر أربعة وزراء سياحة أن السائح الأوروبي يهتم بالأمور الثقافية والسياحية وغيرها مثل زيارة غابة الأرز، ومتحف جبران، ووادي قاديشا المقدس، وغيرها،وأطالب من الشباب الخليجي أن يصبح مثل السائح الأوروبي بسيطاً في طلباته لأننا لا نستطيع أن نلبي كل متطلباته.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني؟

أطلب من الشباب اللبناني اليوم أن يتمسك بأرضه ويتخلى عن الخارج، ويسمع لجاره وقريبه وصديقه ولكل شخص يقف إلى جانبه، لأننا لا يمكننا إلا أن نتّكل على ربنا وأنفسنا، ولسنا بحاجة إلى كل المساعدات العينية التي تأتي من خارج لبنان، وكما قال أحد الرؤوساء السابقين للجمهورية اللبنانية أعطونا السلام فنعطيكم ما يدهش العالم. واللبناني يريد راحة البال والمحبة والتوعية وعلى الشباب أن يبتعدوا عن المخدرات كي لا يتهدم كيانهم الداخلي والتي ستنعكس على الوضع المجاور وحدث ولا حرج.