لم يعد عدد التطبيقات الذكية اللبنانية بقليل على متاجر تطبيقات "غوغل" و "آبل"، فالكثير من الشباب اللبناني دخل الى هذه الصناعة، وأثبتوا أنهم قادرون على الوصول الى مراكز متقدمة في هذا المجال، وما يميز هذه التطبيقات أنها جاءت من خلال جهد شخصي من المطور دون دعم أي جهة رسمية أو خاصة، وبدون مساعدة متخصصين في هذا المجال، ورغم ذلك حققت هذه التطبيقات نجاحات جيدة ولابأس بها، ونافست عدد كبير من التطبيقات المشهورة والتي صنعتها أكبر الشركات في العالم.

وما ميّز التطبيقات اللبنانية في السنوات الأخيرة أنها تطبيقات تقدّم حلولا فعلية لمشاكل موجودة يعاني منها الناس، ومن تلك التطبيقات التطبيق الذي سنتحدث عنه اليوم والذي يحمل إسم "Synkers".

"Synkers" هو تطبيق لبناني ذكي لطلاب المدارس والجامعات، يسمح لهم بإيجاد أساتذة متخصصين بإعطاء الدروس الخصوصية، والتواصل والإتفاق معهم على كل التفاصيل.

وللحديث أكثر عن هذا التطبيق، كان للإقتصاد لقاء خاص مع أحد أصحاب الفكرة زينا سلطاني التي تحدثت عن ميزات التطبيق وأهدافه.

- بداية ما هو تطبيق الـ "Synkers" ؟ وكيف يفيد المستخدمين ؟

"Synkers" هو تطبيق ذكي مخصص لطلاب المدارس والجامعات، فالطلاب في المرحلة الدراسية يحتاجون أحيانا إلى مساعدة في بعض المواد أو إلى أستاذ يعطيهم ساعات إضافية... وهنا يأتي دور "Synkers"، حيث يمكن للمستخدم او الطالب كتابة إسم المادة التي يحتاج لمساعدة فيها (رياضيات، قواعد، فيزياء، علوم ...) داخل التطبيق، فيظهر له لائحة طويلة من الأساتذة المتخصصين في هذه المادة، والقريبين منه أو من منطقة سكنه.

ويستطيع الطالب معرفة كافة التفاصيل المتعلقة بكل أستاذ (دراساته الجامعية، خبرته، التقدير الحاصل عليه من الطلاب الذين تعاملوا معه ... وغيرها من التفاصيل الأخرى)، ومن ثم يمكنه حجز مكان له أو موعد إذا صح التعبير مع الأستاذ الذي إختاره من خلال التطبيق.

- كيف تنتقون الأساتذة لتطبيق "Synkers" ؟ وهل يمكن لأي شخص إنشاء حساب له في التطبيق؟

إنتقاء الأساتذة يتم من خلال عملية معينة للتأكد من إمكاناتهم وقدرتهم على إفادة الطلاب بطريقة صحيحة .. فكل أستاذ يقوم بتقديم طلب من خلال التطبيق، ويضع كافة التفاصيل المتعلقة به إضافة إلى نسخة مصدقة عن علاماته الجامعية وصورة عن هويته الشخصية، وبعدها نقوم بدورنا بدراسة الطلب وتحديد مقابلة خاصة معه .. ثم نأخذ القرار بقبوله وإنشاء حساب خاصة له داخل التطبيق، او حتى عدم قبوله.

تجدر الإشارة إلى أن 80% من الأساتذة هم طلاب جامعات متفوقين وحاصلين على علامات مميزة جدا بالمواد التي يعلمونها للطلاب .. والـ20% الأخرين هم أساتذة متخصصين يدّرسون فعلا في جامعات او مدارس.

- من هو صاحب الفكرة ؟ وما الذي دفعكم لتطوير تطبيق "Synkers"؟

أصحاب الفكرة هم أودري نكد، سيبيل نكد وأنا .. وهي بدأت مع سيبيل وأودري حيث إحتاجا لمساعدة في الجامعة أثناء إقامتهم في كندا، ولكنهم عانيا كثيرا لإيجاد الشخص المناسب الذي يستطيع تقديم المساعدة المطلوبة.

لذلك بدأوا بسؤال أنفسهم "لماذا لا يكون هناك تطبيق خاص بتقديم هذه الخدمة؟" .. ومن هنا إنطلقت الفكرة، وبدأنا بتطوير "Synkers" خاصة انه لا يوجد أي تطبيق متخصص في هذا المجال في منطقة الشرق الأوسط ككل، وقمنا بالإستعانة بأفكار من تطبيقات مشابهة في أميركا وأوروبا، وحصلنا على نصائح من أحد المتخصصين في جامعة "هارفورد" .. إلى أن تمكنّا من إطلاق التطبيق بنسخته الحالية.

- هل شاركتم في أي برنامج محلي لتسريع الأعمال؟

نحن كنا جزء من برنامج "Speed" العام الماضي، وبعد ذلك تم إختيارنا للمشاركة في برنامج "Black Box" في "سيليكون فالي" في أميركا .. وهذا الأمر ساعدنا كثيرا على تطوير التطبيق خاصة انه تم مناقشة المشروع مع إختصاصيين من كل أنحاء العالم.

- هل التطبيق مجاني للمستخدمين ؟ وهل هو متاح لمستخدمي "iOS" و "أندرويد" ؟

التطبيق مجاني للمستخدمين والطلاب، والإتفاق يتم بين الطالب والأستاذ دون أي تدخّل من قبلنا .. و"Synkers" متاح على منصتي "iOS" و "Google Play".

- هل تجنون أي أرباح مادية من خلال التطبيق؟

في المرحلة الأولى ليس هناك أي ربح مادي من خلال التطبيق .. فالتطبيق مجاني لمدة عام تقريبا، وبعد ذلك سندرس إمكانية الإستفادة المادية من خلاله.

- ما هي أهم الصعوبات التي واجهتكم خلال تطوير التطبيق؟

الصعوبة الوحيدة التي واجهتنا هي إيجاد شخص كفوء لتطوير التطبيق .. ولكن من حسن حظّنا أننا تعرّفنا على الشاب اللبناني "أدم غاني" الذي طوّر نسخة "iOS" من التطبيق، وأصبح شريكا في المشروع.

وتعاونا أيضا مع شخص أخر لتطوير نسخة "أندرويد".

- كما أصبح عدد مستخدمي "Synkers" حتى الأن ؟

الإطلاق الرسمي للتطبيق كان في شهر أيلول من العام 2016، وحتى الأن أصبح عدد المستخدمين 2000 شخص تقريبا، إضافة إلى 280 أستاذ داخل التطبيق. وتمكنّا حتى الأن أيضا من إنجاز 2600 ساعة تعليم.

- ما هي أهم مشاريعكم المستقبلية؟

نهدف للخروج من السوق اللبناني نحو الأسواق العربية وخاصة دول الخليج، ونعمل حاليا على إنشاء نسخة عربية من التطبيق لمساعدتنا على الإنتشار في هذه الأسواق.

السوق الأول سيكون دبي، ثم الكويت، الأردن، قطر، البحرين ومصر على التوالي.