لا تزال الأجواء الإيجابية التي خلّفها انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هي المسيطرة اليوم، خاصةً بعد تشكيل الحكومة الجديدة والتي تضمنت عدداً من الأسماء الجديدة والمأمول بها خيراً. وفي هذه الفترة من العام وكما يعلم الجميع فإن الأنظار تتركز على قطاع السياحة الذي يعتبر من أهم الدعائم للإقتصاد اللبناني.

وبعد أعوام عدة من الركود وحركة اقتصرت على اللبنانيين من مقيمين ومغتربين، شهد قطاع السياحة الفرج، فكانت حركة المطاعم شبه مكتملة من الثاني والعشرين من الشهر الجاري تقريبا، ويجري الحديث عن أنها ستمتد إلى الرابع أو الخامس من كانون الثاني القادم .. وفي العاصمة بيروت وصلت نسب إشغال المطاعم إلى حوالى 100%.

أما بالنسبة لرأس السنة فوصلت نسب الحجوز في المطاعم إلى 100% أيضا يوم السبت، إلا أن هذه السياحة اقتصرت بمعظمها على السياحة الداخلية وعلى المغتربين اللبنانيين الذين جاؤوا إلى لبنان لقضاء فترة العيد، إضافة إلى بعض السياح الخليجيين وعدد من الأردنيين والعراقيين والمصريين.

أما على صعيد الفنادق فجرى الحديث عن نسبة التشغيل بين ثلاثة إلى خمسة أيام تتعدى الـ80%، و100% في مناطق التزلج، في الوقت الذي يعوّل فيه الجميع على الإنطلاقة في عام 2017.

ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن نسب إشغال الفنادق خلال موسم الأعيا، وعن التوقعات على صعيد قطاع السياحة بالعهد الجديد في العام 2017 والخطوات المطلوب من الحكومة اتخاذها، كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع ​رئيس إتحاد المؤسسات السياحية أمين خياط​:

- كيف كانت الحجوز خلال موسم الأعياد؟

الحجوز ارتفعت بشكل واضح هذه الفترة، فقد وصلت نسبتها إلى أكثر من 70%، ليست كما يجب خلال موسم الأعياد طبعاً بسبب كل الظروف التي كنا نعيشها والأبرز استمرار الغياب الخليجي، إلا أن هذه النسب بالطبع أفضل بكثير من الأعوام السابقة.

نحن نعيش منذ أعوام في حالة ركود غير مسبوقة، حتى خلال فترات الأعياد لم تكن النسب تتعدى 50%، لذلك نأمل أن تكون هذه الفترة هي الإنطلاقة لأعوام أفضل قادمة.

- لكن سمعنا تصاريح عن نسبة إشغال لامست الـ 100%؟

هذا الكلام ليس دقيقاً، نسبة إشغال 100% تعني أني اذا اتصلت الآن بأحد الفنادق لن أجد غرفة شاغرة، وأن جميع الفنادق اللبنانية ممتلئة، هل هذا صحيح؟ كلا. أعتقد ان المقصود بنسبة 100% كان المطاعم والملاهي الليلية التي يشغلها اللبنانيون والمغتربون.

حتى وإن كانت نسبة الإشغال 100% فهذا فقط لمدة ثلاثة أيام على الأكثر لذلك لا يمكننا الآن الجلوس والإرتياح بأن الظروف السياسية الجديدة باتت تملأ الفنادق بالنزلاء، بل علينا العمل أكثر على استقطاب النزلاء أصحاب فترات الإشغال الطويلة والقدرة الشرائية العالية.

- اليوم ومع انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة واتجاه الوضع العام إلى الحلحلة، كيف ترى وضع القطاع السياحي بشكل عام والفندقي بشكلٍ خاص؟

بالنسبة للمنطقة فإن لبنان هو البلد الوحيد الذي ينعم بحالة استقرار أمني، الأمر الذي يعدّ نقطة إيجابية قوية لصالحنا في القطاع السياحي، حتى أن بعض الزوار الذين أتوا إلينا من تركيا يقولون لنا إن الوضع السياحي هناك أصبح سيئاً جداً، وهذا أمر يجب ان نستغله لصالحنا طبعاً.

أعتقد أننا مقبلون على أيام جيدة إقتصادياً، ولنبدأ، نحتاج إلى النفس من الدعم واستجماع القوى.

- إذاً تتوقعون موسماً جيداً في العام 2017؟

أتوقع أن تكون سنة 2017 واحدة من أجمل السنوات، شبيهة بأيام الرئيس كميل شمعون التي تميّزت بالبحبوحة.

يمكننا اليوم أن نرى كل ذلك بسبب الأمن والإستقرار، انتخاب رئيس للجمهورية لديه النية للتغيير ويمكننا أن نرى ذلك من خلال الخطوات القليلة التي اتخذها منذ انتخابه، حتى الوزراء يمكننا أن نلحظ من تصاريحهم الإندفاع وهنا أود الإشارة إلى خطوة وزير الإقتصاد رائد خوري بزيارة عدد من السوبرماركت، هذا أمرٌ جميل ويبشّر بالأجمل. 

- ماذا تطلبون كنقابة من الحكومة الجديدة؟

طبعاً نطالب بإعادة الإهتمام، وتقديم الدعم، وتخفيض الفوائد، وذلك لنتمكن من التعويض عن السنوات التي عانينا فيها. القطاع يعاني منذ العام 2014، واليوم مع العهد الجديد والظروف الجديدة نستحق التعويض عن كل ما عانينا منه.

وإن كانت نسبة الحجوز مرتفعة، ولو كانت 100% كما يقولون، فهذه النسب ستكون لثلاثة أيام فقط.

نطالب الحكومة اليوم بقروض مدعومة للقطاع السياحي بأكمله، تماماً كقروض السكن بفوائد قليلة وعلى 20-25 سنة، لتقف المؤسسات على أقدامها من جديد، وتتمكن من إكمال ما بدأت به مع موظفيها في هذا القطاع.

كما نتمنى العمل على موضوع العلاقات اللبنانية الخليجية، لما لهذا الموضوع من أهمية بالنسبة للقطاع، لأنه وكما نعلم أن ما يميّز الخليجيين من غيرهم من الجنسيات، هو مدة إقامتهم، بالإضافة إلى قدرتهم الشرائية العالية.