يبدو أن إعادة الحياة للمؤسسات الدستورية في لبنان مستمر بجدّية مطلقة، والعمل يجري على قدمٍ وساق لإعادة الإستقرار للحياة السياسية .. فحل أزمة الفراغ التي إستمرت سنتين عبر إنتخاب العماد عون رئيسا، ومن ثم تشكيل حكومة سريعاً، ونيلها الثقة خلال أيام، يثبت أن هناك جدية تامة بإعادة البلاد إلى السكة الصحيحة.

ولا شك ان هذا العمل على المستوى السياسي إنعكس إيجابا على المستوى الإقتصادي أيضا، حيث عزز ثقة المستهلك والمستثمر، ودفع بالمغتربين للقدوم بأعداد كبيرة خلال موسم الأعياد .. فقد شهدت الفنادق نسب حجوزات عالية جدا، وتحسنت حركة القادمين عبر مطار بيروت بشكل ملحوظ .. كما إمتلأت المطاعم والمقاهي خلال فترة العيد، ومن المتوقع إستمرار هذه الحركة الجيدة حتى الأيام الأولى من العام 2017.

وعلى الرغم من ان عمر الحكومة الحالية سيكون قصيرا وستقتصر مهمتها على إنجاز قانون إنتخابي جديد والتحضير للإنتخابات النيابية المقبلة .. إلا ان معظم التصريحات اكدت على ان الشان الإقتصادي والمعيشي للمواطنين سيكون من ضمن اولوياتها، كما ستشهد المرحلة المقبلة أيضا زيارة لرئيس الجمهورية إلى السعودية، حيث ستكون هذه الزيارة الخطوة الاولى بإتجاه تصحيح العلاقات مع الدول الخليجية عموما وعودة السياح إلى لبنان.

فكيف كانت الحركة السياحية في لبنان خلال عيد الميلاد، وخاصة في المطاعم والمقاهي ؟ وهل وصلت الحجوزات في رأس السنة إلى نسبتها القصوى ؟ ما المطلوب من الحكومة الجديدة وخاصة وزير السياحة لإعادة الحياة بشكل فعلي لهذا القطاع؟ وما هي التوقعات للصيف القادم؟ .. أسئلة كثيرة أجاب عنها نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي في هذه المقابلة مع "الإقتصاد".

- بداية كيف كانت الحركة في عيد الميلاد خاصة في المطاعم والمقاهي والباتسري؟ وماذا عن الحجوزات بالنسبة لرأس السنة؟

حركة المطاعم كانت شبه مكتملة من 22 الشهر الجاري تقريبا، وستمتد إلى 4 او 5 كانون الثاني القادم .. وفي العاصمة بيروت وصلت نسب إشغال المطاعم إلى حوالي الـ100%.

كما شهدت الملاهي حركة مميزة مع قدرة شرائية مرتفعة وشهدت محال الباتيسيري والشوكولا اقبالا كبيرا خلال عيد الميلاد.

أما بالنسبة لرأس السنة فمن المتوقع وصول نسب الحجوزات إلى 100% أيضا يوم السبت على أبعد تقدير.

ولكن هذه السياحة التي نشهدها تقتصر بمعظمها على السياحة الداخلية وعلى المغتربين اللبنانيين الذين جاؤوا إلى لبنان لقضاء فترة العيد .. إضافة إلى بعض السياح الخليجيين - ولكن بالأفراد وليس بالمجموعات – وعدد من الأردنيين والعراقيين والمصريين.

- ماذا عن الأسعار ؟ وهل هي في متناول الجميع؟

اللافت هذا العام ان أكثر من 60% من المطاعم، تركوا الخيار للزبون بالنسبة للطلب من لائحة الطعام .. فالزبون بإمكانه تحديد طلباته والدفع فقط بحسب الطلب.

اما بالنسبة للمطاعم الأخرى، فهناك برامج خاصة لرأس السنة وقائمة طعام معينة تتراوح أسعارها من 20$ للشخص إلى 250$ كحد أقصى .. وهذا يضع امام المواطنين من كافة الطبقات والمناطق، خيارات عديدة تتناسب مع إمكاناتهم ومع قدراتهم الشرائية.

أما بالنسبة للملاهي فتتراوح الأسعار بين 125$ إلى الـ1000$ أميركي بحسب البرنامج.

لذلك فان الأسعار في متناول الجميع ومتناسقة مع جميع الإمكانيات .. والمطاعم بإستطاعتها إستقبال كافة الناس بمختلف قدراتهم الشرائية.

- بعد إعطاء الثقة للحكومة والتوقعات بإجراء الإنتخابات النيابية بموعدها ... ما هي توقعاتك لموسم الصيف المقبل سياحياً؟

الأمن السياسي والسياحة توأمان لا يفترقان .. والجو السياسي الإيجابي والإرتياح بشكل عام هذه الفترة، سيعطي نتائج إيجابية بدون شك على المستوى الإقتصادي عامة والسياحي بشكل خاص.

وبعد إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها، وتكلل زيارة رئيس الجمهورية للسعودية بنجاح، والتعاون الخليجي مع لبنان لإعادة توجيه السياحة الخليجية نحو بيروت .. لا شك اننا سنشهد على صيف حافل جداً جداً.

- ما هو المطلوب من الحكومة الحالية على مستوى القطاع السياحي وخاصة الوزير الجديد؟

نحن إجتمعنا مؤخرا مع الوزير الجديد وناقشنا كافة الأمور المتعلقة بالقطاع، ومن الواضح أنه شخص جدّي ومندفع جدا .. كما أنه لا يمكننا أن ننسى الجهود التي قام بها الوزير ميشال فرعون خلال ولايته بجميع أنواع السياحة.

ونحن من جانبنا وضعنا كل إمكاناتنا وطاقاتنا النقابية بتصرف الوزير الجديد، ونتمنى ان نستطيع إستكمال المسيرة التي بدأها الوزير فرعون، وإضافة كافة الأمور الممكنة والجديدة إليها.

وبالنسبة للحكومة ككل فأنا أرى أنها تحتوي على نوعية وزراء جيدين، وعدد من الشباب المندفعين القادرين على إحداث الفرق حتى ولو خلال فترة قصيرة.