برز قطاع إقتصاد المعرفة وريادة الأعمال في لبنان خلال السنوات الاخيرة، في ظل تراجع القطاعات الإقتصادية التقليدية الأخرى (زراعة، صناعة، سياحة .. ) لأسباب عدة، منها محلية ومنها إقليمية .. وكانت المبادرات الفردية من بعض الشباب اللبنانيين، وبعض الدعم من مصرف لبنان .. السبب الرئيسي وراء تطور هذا القطاع بشكل سريع، وولادة عدد كبير من الشركات اللبنانية الناشئة التي خلقت بدورها عددا جيدا من فرص العمل.

ومن بين هذه الشركات الناشئة، "Rafiqi"، التي قامت بتطوير تطبيق أجتماعي ذكي يساعد الناس على تكوين صداقات جديدة، والإجتماع سوياً وإعطاء الأولوية لإهتماماتهم الحقيقية التي يحبونها.

وللحديث أكثر عن هذا التطبيق، وعن الخدمة التي يقدمها للمستخدمين .. كان لـ"الإقتصاد" لقاء خاص مع أحد أعضاء الفريق المطور لتطبيق "Rafiqi" أحمد وهبي.

- ما هو تطبيق "Rafiqi"؟ وكيف يفيد المستخدمين؟

"Rafiqi" هو تطبيق خاص بالهواتف الذكية، يمكن للمستخدمين من خلاله إقتراح مشروع أو نشاط معين (الخروج إلى الطبيعة، الذهاب لحفلة موسيقية، لعب كرة القدم او الرياضة، الذهاب للسينما او المسرح، التزلج، السباحة، السهر، المشي في الطبيعة ..) وغيرها من النشاطات الأخرى التي تدخل ضمن إهتمامات المستخدم، ومن ثم يستطيع من خلال "Rafiqi" إيجاد أشخاص أخرين مهتمين بمشاركته هذا النشاط.

فكما نعلم لكل شخص منّا إهتماماته ونشاطاته التي يحبّها، وقد لا تكون هذه الإهتمامات "مشتركة" مع الأصدقاء أو المقربين، لذلك نحتاج في بعض الأحيان لأشخاص يشاركونا هذه الإهتمامات ويساعدونا على تحقيقها .. وهذا ما تسعى إليه "Rafiqi" حيث تحاول أن تدفع الناس لإعطاء الأولوية لإهتماماتهم الحقيقية التي يحبونها.

أما طريقة عمل التطبيق فهي سهلة وبسيطة، حيث يقوم المستخدم بطرح فكرة نشاط معين، ومن ثم يشاركها مع المستخدمين الأخرين الذين يمكنهم الإطلاع على تفاصيل المشروع أو النشاط وإبداء إهتمامهم به، فيصل إشعار لصاحب الفكرة من الأشخاص المهتمين، ومن ثم يمكنهم التواصل سوياً عبر خدمة الدردشة والتخطيط والإتفاق على الموضوع.

- من كان صاحب الفكرة ؟ وما الذي دفعكم لتطوير هذا التطبيق؟

عندما كنّا في المرحلة الثانوية كنّا نواجه مشكلة مع أحد أصدقائنا كلما قررنا الخروج إلى مكان ما أو القيام بمشروعٍ معين حيث كانت إهتماماته غالباً تختلف عن إهتماماتنا، فكان دائما هذا الشاب أمام خيارين، إما الخروج معنا حتى ولو كان المشروع أو النشاط الذي سنقوم به لا يهمه .. او الذهاب لوحده للقيام بالأمور والنشاطات التي يحبها.

لذلك بدأنا نفكّر أنا وإثنين من أصدقائي (رواد فخري، وائل حوراني) بإنشاء تطبيق يساعد الناس على إيجاد أشخاص أخرين أو مجموعات معينة تتشارك معهم نفس الإهتمامات وتحب نفس النشاطات .. فيمكنهم من خلالها التخطيط للخروج سويا ربما وإعطاء أولوية لإهتماماتهم الحقيقية التي تجعلهم فرحين وراضين عمّا يقومون به. فكانت "Rafiqi".

وأود الإشارة إلى أن فريق عمل "Rafiqi" يضم أيضا جاد فيتروني المتخصص بتطوير نسخة  "iOS" من التطبيق.

- متى تم إطلاق التطبيق رسمياً ؟ وهل التطبيق متاح لمستخدمي "أندرويد" و "iOS" ؟ وكم يبلغ عدد المستخدمين اليوم ؟

تم إطلاق التطبيق رسميا في السوق اللبناني في 11 تشرين الأول الماضي، وهو متاح لمستخدمي "أندرويد" و "iOS" مجاناً.

أما بالنسبة لعدد المستخدمين قد تمكنا خلال أقل من شهرين من الحصول على أكثر من 3800 تحميل للتطبيق، إضافة إلى 3000 مستخدم نشط.

- هل هناك تطبيقات مشابهة لـ "Rafiqi" في لبنان ؟ وما الجديد الذي تقدمونه؟

هناك عددا كبيرا من التطبيقات التي تقدم خدمة التعرف على النشاطات والأحداث التي ستقام في المدينة أو البلد وشراء التذاكر وغيرها من الامور الأخرى .. ولكن ما نقدمه من خلال "Rafiqi" مختلف عن هذه التطبيقات، حيث أن النشاطات يتم إقتراحها من قبل المستخدمين وهي ليست (Events)، إذ أن التعامل بين المستخدمين من خلال "Rafiqi" عفوي جدا وبسيط .. ويهدف لخلق صداقات جديدة ودفع الناس لقضاء وقت ممتع وإعطاء الأولوية للأمور التي يحبون القيام بها.

- هل تلقيتم أي مساعدة أو دعم من شركات او مسرّعي أعمال في لبنان؟

نحن كنّا جزء من برنامج "Speed@BDD" لتسريع الأعمال العام الماضي، وكانت "Speed" أول المستثمرين في المشروع .. كما إستفدنا كثيراً من فترة التدريب التي إستمرت ثلاثة أشهر.

- ما رأيك بقطاع صناعة التطبيقات الذكية في لبنان ؟ وما الذي ينقصنا برأيك للتقدم أكثر؟

برأيي أن لبنان سوق جيّد جدا للإنطلاق بمبادرات تكنولوجية، خاصة أن لبنان يمتلك مواردا بشرية مميزة، وأفكارا ومشاريع خلاقة وجديدة تقدّم حلولا مميزة لمشاكل موجودة في المجتمع اللبناني وفي العالم أيضاً.

كما أن الرأسمال أصبح موجودا بفضل مبادرة مصرف لبنان والتعميم رقم 331 .. لذلك لا ينقصنا سوى العمل الجدي وبنية تحتية متطورة (إنترنت سريع) ليصبح لبنان مركزاً لإنطلاق رواد الأعمال في العالم العربي والمنطقة.

وعلينا العمل أيضا على بعض التشريعات التي تسهل للشركات الناشئة الإنطلاق، خاصة فيما يتعلق بالتسجيل الرسمي للشركات والحصول على براءات إختراع وغيرها، فهذه الإجراءات في لبنان مازالت معقدة بعض الشيء، ويتم التعامل مع الشركات الناشئة بنفس الطريقة التي يتعاملون فيها مع الشركات الكبيرة والضخمة، وهذا امر خاطىء.

- ما هي أهم مشاريعكم المستقبلية؟

سنسعى للتوسع اكثر خارج لبنان، وخاصة في السوق الخليجي .. وستكون الإنطلاقة قريبا من إمارة دبي حيث نعمل حاليا على دراسة السوق هناك قبل الإطلاق الرسمي للتطبيق.