رانيا وهبي قصة جديدة من قصص نجاح المرأة اللبنانية، فبالجهد والإجتهاد والتخطيط استطاعت أن تحقق طموحاتها. وباتت خلال فترة قصيرة، من بين الأفضل على مستوى البلاد. كما تمكنت من الحفاظ على الإستمرارية في عملها، ومن إيصال شركتها إلى الخليج العربي.

"الإقتصاد" التقت مع مؤسسة شركة "Favor’It Shop"، رانيا وهبي، للحديث عن مسيرتها المهنية، ومشاريعها المستقبلية، وعن رؤيتها لواقع المرأة العاملة في لبنان.

- كيف قررت تأسيس "Favor’It Shop"؟

نحن بالأساس لدينا شركة عائلية، وهي مطبعة متخصصة في بطاقات الزفاف، وفي تعبئة وتغليف الهدايا التذكارية والحلويات (bonbonnières). ومن هنا انطلقت فكرة افتتاح متجر لاستكمال مجموعاتنا، لذلك أسسنا "Favor’It Shop" في نهاية العام 2010 وبداية 2011، في منطقة الرملة البيضاء في بيروت. ونحن موجودون في الأسواق منذ حوالي ست سنوات.

ولا بد من الإشارة إلى أن "Favor’It Shop" يحتوي على قسم لبطاقات الزفاف، والهدايا التذكارية للأعراس، بالإضافة طبعاًإلى الشوكولا والحلويات المزيّنة. فنحن فكرّنا أن زبونتنا هي العروس التي ستتزوج، ومن المؤكد أنها ستحتاج بعد فترة  إلى اختيار الشوكولا والهدايا التذكارية لولادة طفلها، ولحفلة الـ"baby shower"، وبهذه الطريقة سنستمر بالتعامل مع زبائننا من مناسبة إلى أخرى.

- هل حصلت على الدعم المعنوي والمادي من العائلة من أجل إطلاق مشروعك؟

عائلتي ساعدتني كثيراً، والفكرة الأساسية جاءت من منطلق الشركة العائلية التي نمتلكها. وأنا أشكر الله لأن "Favor’It Shop" نشرت وحفرت اسمها في السوق، وباتت اليوم كياناً مستقلاً تماماً.

- كيف تواجهين المنافسة الواسعة الموجودة في هذا المجال في لبنان؟ وما الذي يميز "Favor’It Shop" عن غيره؟

نحن نستعين دوما بمصمّمين محترفين من أجل العمل على موضوع معين أو فكرة أساسية للمناسبة (theme). وبالتالي نتميز في التخصص أي الـ"customization" للزبائن، ونستطيع تنفيذ أي فكرة، لأننا نمتلك مطبعة تهتم بكل ما هو متعلق بالتعبئة والتغليف، وبالتالي لدينا إمكانيات تميزنا من غيرنا. كما أن خبرتنا الواسعة تساعدنا على التقدم بشكل أكبر، فالمطبعة تعمل منذخمس وثلاثين سنة.

من ناحية أخرى، نتميز في المواد التي نستخدمها، فأنا أسافر كل فترة لإحضار الهدايا التذكارية من الخارج، التي تختلف عن ما هو موجود في السّوق اللبنانية.

- ما هي مشاريعك المستقبلة على الصعيد العملي؟

مشروعنا الحالي هو التوسع إلى الخليج، وتحويل "Favor’It Shop" إلى امتياز (franchise) في البلدان العربية. وفي السنة المقبلة سوف نفتتح فرعاً في دبي وفي جدة.

- ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال العمل؟

الصعوبات موجودة لأن السوق تغير إلى حد ما، وبات بطيئا، ولهذا السبب بدأنا نفكر بالتوسع إلى أسواق خارجية.

من جهة أخرى، نواجه بعض الصعوبات في المنافسة، إذ إن هناك العديد من الأشخاص الذين يعملون في المجال ذاته، لذلك نخاف من التقليد، لأن كل الأمور باتت مفتوحة ومتاحة اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. في حين أنني مضطرة الى ترويج عملي وصورتي عبر هذه الشبكات.

ولكن لا بد من الإشارة إلى أن مواقع التواصل هي بمثابة سيف ذو حدين، لأنها تساعد على التسويق، ولكن في الوقت ذاته تصبح كل أفكارنا الخاصة معروضة، وفي متناول جميع الناس.

- ما هي برأيك الصفات التي أسهمت في نجاح "Favor’It Shop" ونجاحك كسيدة أعمال؟

نحن مبتكرون، ونركز كثيراً على عامل الإبداع، ونعمل بشكل متواصل لكي نتطور. لذلك أشارك دائما في المعارض، وأستوحي موضة الألوان والأقمشة من الخارج، وأترجمها في أعمالي، كما نحاول دائماً تحسين وتطوير التقنيات المستخدمة.

فنحن نسعى دوماًإلى خلق وتقديم الأفكار الجديدة التي ترضي أذواق جميع الزبائن. وأنا أحب عملي إلى أقصى الحدود، لذلك أعطيه من كل قلبي. كما أنني أتابع وأتأكد من كل منتج يخرج من شركتنا، وبالتالي أحضر في العمل بشكل دائم.

ولا بد من القول إن أي صاحب مشروع، إذ راقب عمله دائماً، وعمل بشغف وبحب، فمن المؤكد أن النتائج المحققة سوف تكون رائعة وممتازة.

- كيف تمكنت من التنسيق بين عملك وحياتك الخاصة؟

في أماكن معينة، أشعر بالضغط أكثر من قبل. لكن المرأة العاملة قادرة على التخطيط ليومها ولأوقاتها أكثر من المرأة التي لا تفعل شيئا. وذلك لأن الوقت يصبح بالنسبة لها، أمراً مهماً وأساسياً وقيّماً، وستعرف حينها كيف تنظم وقتها بشكل فعال أكثر.

لذلك أرى أن العمل يكمّل حياة المرأة الخاصة والعائلية، لأنها ستقدّم المزيد، وستنفتح على الناس، وستحصل على ميزات كثيرة... فالمرأة العاملة قادرة على تربية أولادها بشكل أفضل.

- كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان اليوم؟

المرأة تواجه بعض الصعوبات في لبنان، لكنني أجد أن المرأة اللبنانية قادرة على النجاح، وعلى إنشاء مشروعها الخاص، إذا ما توافرت لها الإمكانيات.

وأعتقد أن حياة المرأة اللبنانية العاملة أسهل من النساء من جنسيات أخرى، لأنها تتلقى المساعدة من العائلة، وبالتالي لدينا إمتيازات أكثر من غيرنا. فالمرأة العاملة في أوروبا مثلاً، لا تتمكن من الحصول على نظام عدم في المنزل.

- ما هي نصيحة رانيا وهبي إلى المرأة؟

أنصح كل النساء على العمل، لأن المرأة العاملة تكون أكثر إنتاجية وأكثر نجاحا مع عائلتها. والعمل سيُخرج المرأة من الروتين الذي يقتل الإنسان، ويمنعه من العطاء في منزله وفي حياته الإجتماعية.

المرأة العاملة تتوهّج وتلمع، وتكوّن سحراً وجمالاً خاصاً بها، وتصبح قادرة على مساعدة أولادها وتربيتهم بشكل أفضل.