حديث خاص مع "الإقتصاد"

ليست الصدفة وحدها من قادت الشاب اللبناني سمير سلمان (إبن الشوف ويبلغ 28 سنة) ليكون أول لبناني يتبوأ منصب مهم في شركة "​تويتر​" العالمية، بل مثابرته ومجهوده وذكائه عوامل ساهمت لدخوله بكل رحابة إلى هذه الشركة الأميركية العملاقة،  وليصبح فيها مهندساً تقنياً ومن أهم كوادرها التقنيين. 

يعيش سلمان في ولاية "سان فرانسيسكو" منذ أربع سنوات عقب  تخرجه من الجامعة الأميركية في بيروت حيث درس هندسة الكومبيوتر، وغادر وطنه متوجهاً إلى أميركا لمتابعة دراساته العليا في هذا المجال.

لم يترك وطنه نهائياً، على عكس البعض بل يحرص على زيارة لبنان كل 3 أو 6 أشهر، وفي زيارته الأخيرة إلى لبنان كان لموقع "الإقتصاد" حديثاً معه عن بداياته وعمله في "تويتر" ومشاريعه وطموحاته.

وعن بدايته مع شركة "تويتر" يقول : "بدأ شغفي بعالم التكنولوجيا والإنترنت يزيد خلال دراستي لهندسة الكومبيوتر وقد شاركت في إعداد بحث  علمي حول شبكات الكومبيوتر مع البروفيسورة دينا كتابي في جامعة MIT الأميركية الشهيرة، وبعد نجاحي في تقديم البحث بشكل لفت الأنظار ثم إختياري من قبل جامعة ستانفورد، التي تعد من أفضل الجامعات في العالم، وقدموا لي منحة  دراسية لإكمال رسالة  الماجستير فيها".

البداية مع "مايكروسفت" قبل الإنتقال إلى "تويتر"

بداية سمير مع  عالم التقنيات لم تبدأ مع "تويتر" فحسب بل مع عرض مغر تلقاه  من شركة "مايكروسوفت" للعمل لديها كمهندس، وذلك بعدما لفت أحد الحاضرين الممثلين للشركة المذكورة خلال تقديمه بحثه العلمي في "ستانفورد"، وخلال عمله ودراسته أسس شركته الخاصة وهي "Online Sec" المتخصصة بتصميم وإنشاء المواقع والتطبيقات، فتعاون مع عدد لا بأس به من شركات العالم والمشاهير. لكنّ حلم سلمان وطموحه دفعاه إلى الاستقالة من "مايكروسوفت" في تشرين الثاني 2013، بعدما تلقى عرضاً أفضل من شركة "تويتر"، وهو الآن يعمل مديرًا تقنياً في قسم الإعلانات، ومطورا للموقع وتطبيق الشبكة في الشركة، بحسب ما أوضح لموقع "الإقتصاد".

وفي سؤال حول ما إذا كانت هناك معوقات أو مشاكل أو تحديات يواجهها  من بعض الزملاء في الشركة كونه من جذور عربية، يجيب سلمان بالنفي القاطع، ويؤكد أنّ " الأسباب الرئيسية التي تميز الشركة هي تنوع الموظفين والإدارة، فالتنوع هو الإبداع الى جانب التواضع والمهنية والشفافية والصدق، وبكل وضوح أقول بان الشركات في الخارج وتحديداً "تويتر" تقدّر مجهودنا مادياً ومعنوياً، فالرواتب عالية جداً ولو كنا نعمل هنا لربما  لم نستطع تقسيط سيارة.

ومع بداية العام 2017 نسأل سلمان عن توجهات شركة "تويتر" وما تحضّره من جديد  للمستخدمين، يجيب : "هناك عددا كبيرا من الأهداف نخطط لها هذا العام، هما تسهيل العمل على "تويتر" تحت عبارة  "افتح الشباك وانطلق الى العالم"، أما الجزء الثاني له علاقة بالـ "Video Live" أي البث المباشر.

ويضيف "ما يميز تويتر أنه مصدر للأخبار السريعة فيمكن لأي شخص معرفة أي خبر حدثي بأسرع وقت، ونحن الآن نعمل على أن ندعم الخبر بالفيديو المباشر".

هذه الصعوبات التي تواجهها "تويتر"

وعن الصعوبات التي تواجهها الشركة، لا سيّما في الشق الأمني وإستخدام حسابات من قبل جماعات إرهابية وكيفية مكافحتها، يشير سلمان إلى أنه بالنسبة  للشق الأخير من السؤال لا يمكن الإجابة عنه بهذه السهولة لمنع الإرهابيين والـ"هاكرز" من معرفة خطط الشركة القادمة فيما خصّ الشق الأمني، فهذه معلومات سرّية للغاية.

أما عن باقي الصعوبات فيقول  "صعوبة استخدام ميزاتها فهناك الاف الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في استخدام الهاشتاغ أو  – mention" "، والمستخدمون من جميع الفئات التعليمية ويجب أن يعمل الجميع على هذه الشبكة بكل سهولة ومن دون صعوبات تذكر.

وعن الضعف في الإعلانات خصوصا في الشرق الأوسط والبلدان العربية، فيرى أنّ  شبكة "تويتر" تعمل على توسيع إطارها ليشمل جميع البلدان لا سيما في الشرق الأوسط وأفريقيا، لأن السوق تحتاج ذلك، وهذا الأمر بدأ يتضح بشكل كبير هذا العام، إذ بدأنا باختبار شكل جديد من الإعلانات على المنصة”.

وبالعودة لسؤاله عمّا يميّز العمل مع "مايكروسفت" وبين "تويتر" يجيب بأن العمل مع الأخيرة يزيد الحماسة أكثر كون طبيعة عملنا هي التفاعل المباشر مع الناس ويؤثر على حياة مئات ملايين الناس.

وحول ما إذا كان هناك عرب غيره في شركة "تويتر" يلفت إلى انه اللبناني الوحيد ولكن هناك بعض الموظفين العرب من العراق وفلسطين ومصر، وهذا دليل قاطع على أن الشركة لا تنتهج الفكر العنصري بل تمدّ يدها لكل شخص لديه الكثير ليقدمه، وهذا التنوع مهم جداً لنا في الشركة لنعرف كيف نتواصل مع كافة شرائح الناس، بإعتبار هذا التنوع في الجنسيات ينعكس على تنوع الثقافات وقدرة التواصل الأكبر مع ما يحتاجه الناس.

المنافسة بين "تويتر" والإعلام التقليدي 

وعن المنافسة بين "تويتر" والمنصّات الاخرى،  يقول " المنافسة موجودة بين تويتر وبين مواقع التواصل الإجتماعي الأخرى كما بين الإعلام التقليدي، فلا يمكننا نكران أن مواقع التواصل أخذت مكان الإعلام التقليدي وتهدد عرشه بكل جدّية، والدليل أن ما يظهر او ما ينشر على تويتر يسبق بدقائق طويلة ما يظهر على الإعلام التقليدي".

ويضيف" ان الوسائل الإعلامية التقليدية باتت تأخذ  من تويتر، والسبق الصحفي على هذا الموقع سيصبح أقوى وأبرز مما كان عليه مع الإعلام الآخر، ونحن نعمل فعلياً حالياًُ على تطوير الفيديو والإرسال الحي كي يصبح كل مواطن في كل بقعة من الأرض مراسل يقدم المعلومة بالصوت والصورة، مع العلم أنه قد  لا يكون كل خبر صحيح أو دقيق بالأحرى، ولكن بشكل عام "ستكون هناك منافسة ".