واظبت على النجاح، أحبت مهنتها، وبقيت وفية لها، فعملت جاهدة لمدة 18 سنة من أجل الحفاظ على استمرارية أعمالها، وركزت على عامل الصدق الذي أتاح لها تكوين قاعدة واسعة من الزبائن الأوفياء.

لنتعرف أكثر على المسيرة المهنية لمؤسسة العلامة التجارية "Minimill"، ريتا صليبا، في هذه المقابلة الخاصة مع "الاقتصاد":

- أخبرينا عن خلفيتك الأكاديمية، وكيف قررت تأسيس "Minimill"؟

تخصصت في الاقتصاد، لكنني أعمل بالأساس منذ 18 سنة، في مجال تصميم وتنفيذ المنتجات اليدوية، بالتعاون مع عدد من السيدات اللبنانيات.

ومنذ حوالي 3 سنوات، قررت توسيع العمل، وأطلقت العلامة التجارية "Minimill" في منطقة القنطاري في بيروت.

- ما الذي يفرّق متجرك عن غيره؟ بماذا تتميز منتجاتك وتصاميمك عن المنتجات الموجودة في الأسواق اللبنانية اليوم؟ وكيف تجعلين علامتك التجارية قادرة على المنافسة في السوق؟

نحن نقدم صناعة لبنانية "غير صناعية" أي حرفية ويدوية 100%، كما نستخدم المواد ذات النوعية الممتازة، ونقدم المنتجات بأسعار رائعة وجودة عالية.

ولا بد من الاشارة الى أن العمل اليدوي بات شبه مفقود في أيامنا هذه، لأن الشركات تتجه أكثر نحو الآلات، لأنها تسهّل العمل، وتخفض المصاريف. لكننا نحاول دوما الحفاظ على التوازن ما بين الجودة والسعر، ونعمد الى تقديم نوعية جميلة بالسعر الصحيح والمناسب.

- من هم زبائن "Minimill"؟ وهل أن علامتك التجارية في متناول جميع الميزانيات؟

"Minimill" تقدم المنتجات للميزانيات كافة، فهدفنا الوصول الى كل شخص يحبّ الأمور الشخصية والمخصصة (personalized).


 

- هل تعتبرين المنافسة عاملا إيجابيا ومحفزا في مجال الأعمال؟

المنافسة إيجابية حتما بالنسبة لنا، حين تكون صحيحة وشريفة، لأنها تشجعنا دوما على السير نحو الأفضل، من أجل تقديم خدمات ممتازة. انما قد تصبح متعبة في بعض الأحيان، عندما يتعلق الأمر بتقليد التصاميم والموديلات بنوعية أدنى.

لكن هذا الأمر لا يشكّل أي مشكلة أو عائق أمامنا، لأن الزبون يعرف في النهاية أن القطعة التي سيشتريها من "Minimill" ستدوم لوقت طويل، وبالتالي سيعود مجددا بسبب النوعية الممتازة التي نقدّمها.

لذلك لا نخاف من المنافسة بل على العكس، لأنها تظهر الفرق بيننا وبين غيرنا.

- الى أي مدى تعتمدين اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل نشر "Minimill" بشكل أوسع؟

هناك شخص يهتم بكافة الأمور المتعلقة بشبكات التواصل الاجتماعي، وأنا بدوري أجد أن لهذه المواقع تأثيرات كبيرة، اذ أنها باتت بمثابة طريق سريع للوصول الى الجمهور. كما أنها تشكل عاملا ايجابيا، وتساعد كثيرا على التقدم، وتغني عن الاستعانة بالاعلانات التقليدية والكلاسيكية.

لكن في النهاية تجدر الاشارة الى أن المنتج ينفرد بالكلمة الأخيرة، وبالتالي يسوّق لذاته.

- هل تمكنت من التوسع الى خارج لبنان؟ وما هي مشاريعك وطموحاتك؟

نعمل في الوقت الحاضر على تحقيق خطوة التوسع نحو الخارج، لأننا نقدم منتجا يتميز بنوعية لبنانية رائعة، وبالتالي لا يوجد ما يمنعنا من الانتشار.

أما الخطوة المقبلة، فتتمثل في اطلاق موقعنا الالكتروني الخاص، من أجل ايصال الطلبيات الى مختلف دول العالم.

لكن المشكلة أننا مؤسسة متوسطة الحجم وليست كبيرة، وبالتالي نتقدم رويدا رويدا مع الوقت. كما أن الخطوات صعبة الى حد ما، لأننا لا نحظى بأي مساعدة رسمية، لذلك نطلب اليوم الدعم من الدولة اللبنانية، ونتأمّل خيرا...

- ما هي برأيك مقومات النجاح في مجال عملك؟

المقوّم الأهم بالنسبة لي هو التمتع بالصدق وبأخلاقيات العمل، لأننا لا نريد أن نخدع المستهلك؛ فالشخص الذي يشتري منتجاتنا أعطانا ثقته، وعلينا أن نكون أهلا لهذه الثقة.

كما أركّز دوما على التعامل بعدل وإنصاف مع كل شخص متواجد من حولي، فنحن في النهاية نعمل في مجال الأعمال يدوية، وبالتالي نتعاون مع العديد من النساء، لذلك نسعى الى الحفاظ على الاستقامة واللباقة مع الجميع.

- كيف تحققين التوازن بين عملك وحياتك الخاصة؟ هل شعرت يوما بالتقصير تجاه عائلتك بسبب انشغالك بـ"Minimill"؟

لقد أطلقت مؤسستي لوحدي، وتمكنت من تحقيق التوازن بعد فترة طويلة من الجهد والمثابرة.

وفضّلت التقصير تجاه العمل في وقت من الأوقات، من أجل الاهتمام بأولادي، لأن الأولوية بالنسبة لي هي تربيتهم. واليوم، وبعد أن كبروا، تمكنت من التوسع، ومن تخصيص فترات أطول لعملي.

ولولا هذا الأمر، لوصلت بشكل أسرع، لكنني اخترت السير بخطى بطيئة من أجل اعطاء الوقت الكافي لعائلتي.

- هل كان الرجل داعما لمسيرتك المهنية؟

دعم الرجل ضروري، وبدونه لن تنجح المرأة. فاذا اضطرت الى المثابرة والنضال داخل المنزل وخارجه، سيكون من الصعب عليها تحقيق النجاحات العملية.

- كيف تقيمين واقع المرأة اللبنانية اليوم بشكل عام؟

تقدمت المرأة اللبنانية من ناحية دورها في المجتمع، وباتت تتمتع اليوم بمراكز أكبر، في حين أن حقوقها لا تزال غارقة في أوضاع صعبة.

لكنني أراها ناجحة أكثر فأكثر يوما بعد يوما، وطالما أنها تركز على الأساسيات في حياتها، ستتمكن من الوصول الى طموحاتها كافة.

- ما هي برأيك العوائق التي تواجهها المرأة في لبنان؟

الأفكار المسبقة تشكل العائق الأكبر، فالمجتمع اللبناني يحبّ إعطاء الدور الأكبر للرجل. لكن المرأة تنجح في النهاية، لأنها قادرة أن تتواجد وتبرع في أي مجال كان.

إنما لا بد من القول أنني لا أحبذ أن تتخلى المرأة عن دورها في المنزل للتركيز على مسيرتها المهنية فقط، بل عليها إيجاد التوازن بين الاثنين.

- ما هي الرسالة التي ترغبين في توجيهها الى النساء اللبنانيات؟

نصيحتي للمرأة ولكل شخص، أن يسير على طريق أحلامه، وسيصل تدريجيا، طالما أنه مثابر.

وأنا مؤمنة بالمرأة الى أقصى الحدود، لأنها تتمتع بقوة هائلة، لذلك عليها إيجاد التوازن في حياتها الشخصية والعائلية والعملية، ومن المؤكد حينها، أن النجاح سيكون حليفها!