ربيع دمج 

على الرغم من كل المحاذير التي يتّخذها عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي لحماية حساباتهم من أي خرق ومن ثم عمليات إبتزاز غير أنّ هنالك عدد لا بأس به من المستخدمين لا يزالون يقعون في فخ الـ"هاكرز".

في حادثة ليست جديدة على القضاء اللبناني، تقدّمت المواطنة خديجة.ش ( من المريجة)  وزوجها بدعوة أمام القاضي في محكمة بعبدا، ربيع الحسامي، يتهمان من خلالها السوري محمود حجي بأنه أقدم على قرصنة حساب خديجة منذ شهر أيلول الماضي، و قام بنشر صور لها دون الحجاب، وكان يستغل حسابها المسروق للإيقاع بالشبان على أنه هو "خديجة"، وبعد عدة محاولات فاشلة قامت بها الضحية لإسترجاع حسابها تواصل معها محمود عبر حساب شقيقتها طالباً منها مبلغ من المال كي يعيد لها حسابها.

وكما هو معروفاً بأن لكل مجرم ثغرة بسيطة توقعه في شر أعماله، فقد  وقع محمود في شر أفعاله التي قام بها مع فتيات أخريات، وبعد تواصله أكثر من مرة مع شقيقة خديجة طلب منها أن تُرسل له بطاقات تشريج كي يدخل على النت ويعيد حساب خديجة على "ال​فيسبوك​" واعطاها رقمه دون أن ينتبه أن هذا الرقم أصبح مدوناً لدى مكتب "جرائم المعلوماتية" وبالتالي تم تعقّب مكان تواجده والقي القبض عليه ومن ثم إعترافه بجرائمه السابقة في هذا المجال.

كيف نحمي حسابتنا فعلياً؟

قد يظن المرء منّا أنه الأذكى وأنه يُدرك مفاهيم اللعبة العنكبوتية، وانه بمجرّد معرفته ببعض أدوات التواصل الإجتماعي يستطيع حماية حساباته من أي عملية إبتزاز ولكن مُخطئ تماماً من يفكر بهذه الطريقة.

الخبير التقني علي عميص يشرح لموقع "الإقتصاد" كيفية إدارة لعبة مواقع التواصل الإجتماعي فيقول :

"تختلف طرق إختراق "فيسبوك" والحسابات الشخصية وتتطور مع تطور الوقت والزمن،  وفي المقابل فإن الحمايات التي تقوم بها الشركات مهمة وغالباً ما تمنع المخترقين من تنفيذ مخططاتهم بحق ضحاياهم.

من الترفيه إلى الإبتزاز إلى  سرقة المعلومات  تختلف أسباب الإختراق، ولكن تبقى الإبتزازات المادية أصعبها نظراً لأن المخترق يطلب مبالغ نقدية مقابل عدم نشر أسرار وأمور شخصية قد تضر بصورة كبيرة بأصحابها وتعرضهم للكثير من المشاكل الإجتماعية والأسرية والمادية".

وفي هذا السياق يقول " هناك بعض الأمور أو النصائح التي يمكن الأخذ بها للحد من عملية قرصنة الحسابات:

بما يتعلق بموضوع حسابات "فيسبوك" ونظراً لأن العديد من الأصدقاء يقعون ضحية لعمليات الإبتزاز وغيرها،  سأحاول صياغة بعض الأساليب التي تكشف عن تلك الحسابات:

• لأن وسائل التواصل مفتوحة على كل العالم يجب إعتبار كل حساب وهمي حتى يثبت العكس.

• العدد الكبير من الأصدقاء المشتركين لا يجب أن يبني ثقة مع هذه الحسابات.

• الحسابات القديمة أيضاً ممكن أن تكون مزيفة لأن العديد منها تم سرقته أو إنشاءه في الماضي لإستعماله.

• عدم إستقبال أي روابط من أشخاص لا نعرفهم والتأكد من كل الروابط حتى من الأصدقاء

• عدم إعادة كتابة كلمة المرور في حال طلب منا كتابتها خلال عملنا على "فيسبوك"

• التأكد من أن الرابط الذي دخلنا إليه صحيح 100% وأنه تابع لشركة "فيسوبك"، ويمكننا معرفة ذلك ببساطة عبر مشاهدته www.facebook.com والتنبه من التلاعب عبر الأحرف في الإسم أو زيادة أحرف قبل أو بعد.

• في الحسابات الجديدة يمكنكم الدخول على الصور الشخصية والعودة إلى الوراء لمشاهدة تاريخ الصورة والتعليقات عليها، وتاريخ التعليق يجب أن يكون قريب من تاريخ نشر الصورة.

• يجب تغيير كلمات المرور بشكل دوري والتأكد من أننا إستخدمنا عدد أحرف ورموز كبيرة وصغيرة وأرقام لكي يصعب حفظها في حال إضطررنا كتابتها أما أحد ما ومن أجل منع المخترقين من توقعها.

• يجب ربط حساب "فيسبوك" عبر الهاتف والكمبيوتر بحيث أن عملية فتح "فيسبوك" تتطلب إرسال رسالة نصية إلى الهاتف من أجل التأكد أن الشخص هو نفسه صاحب الحساب.

• بما يتعلق بحماية الصور الشخصية يمكننا تحديد من يمكنه مشاهدة الصور الشخصية إن كان صديق معين أو مجموعة أصدقاء أو بشكل عام. ولا يوجد طريقة تمنعهم من حفظ هذه الصور أو أخذها.

• التأكد من الدخول إلى البريد الإلكتروني الذي أنشأنا منه "فيسبوك"  بشكل دوري لان شركات البريد تلغيه في حال عدم الدخول إليه مما يمكن أن يساهم في سرقة حساب "فيسبوك" في حال أخذ أحد آخر البريد.

• التنبه للإتصال بالكاميرا لأنه يمكن أن يتم تسجيل المحادثة بالصوت والصورة.

أما عن سبل إستعادة حسابات "فيسبوك" المسروقة فيمكن اللجوء إلى الطرق المتوفرة من قبل شركة "فيسبوك" وهذه العملية تستلزم وقت كبير نظرا للعدد الكبير من المستخدمين.

وفي نهاية المطاف يشرح عميص كيفية التصرّف حيال التعرّض لأي عملية إبتزاز من هذا القبيل :  

وفي حال التعرض للإبتزاز أنصح الجميع بعدم الإستجابة لمطالبهم لأنهم سيقومون بالإبتزاز من جديد فلا يمكن ردعهم ويجب تبليغ الدولة والسلطات المعنية من أجل أخذ الإحتياطات اللازمة ومنها إقفال حساب "فيسبوك" أو التعرف على المبتز وملاحقته قانونيا ويسهل للاجهزة الأمنية معرفة رقم "الأي بي" الذي يعمل من خلاله المبتز.

وبشكل عام يجب على الجميع التقيد عند إستخدام الإنترنت والتنبه لأي مواد شخصية حساسة يمكن التداول بها مع اي جهة واي طرف ويمكن ان تشكل مادة للإبتزاز،  لانه متى حصل الإختراق لا نأسف على ما يمكن التداول به.