توصل منتجو النفط من داخل منظمة البلدان المصدرة للبترول (​أوبك​) وخارجها إلى أول اتفاق مشترك منذ 2001 لتقييد إنتاج الخام وتخفيف تخمة المعروض في الأسواق بعد استمرار تدني الأسعار على مدى أكثر من عامين، وهو الأمر الذي شكل ضغوطاً على ميزانيات الكثير من الدول وأثار اضطرابات في بعضها.

ومع توقيع الاتفاق أخيراً بعد نحو عام من المداولات داخل "أوبك" والشكوك في مدى استعداد ​روسيا​ - غير العضو بالمنظمة - للتعاون يتحول تركيز السوق الآن إلى الالتزام بالاتفاق.

ومن المتوقع أن تنفذ روسيا - التي لم تفِ قبل 15 عاماً بوعود بتقليص الإنتاج جنبا إلى جنب مع أوبك - تخفيضاً حقيقياً في الإنتاج هذه المرة.

لكن محللين يتساءلون عما إذا كان الكثير من المنتجين الآخرين من خارج منظمة "أوبك" يحاولون تقديم الانخفاض الطبيعي في إنتاجهم على أنه إسهام منهم في الاتفاق.

وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح للصحافيين بعد الاجتماع إن هذا الاتفاق يعزز التعاون على المدى البعيد، ووصف الاتفاق بأنه "تاريخي".

وقال وزير الطاقة الروسي ​ألكسندر نوفاك​ في نفس المؤتمر الصحافي "اتفاق اليوم سيسرع من استقرار سوق النفط ويحد من التقلبات ويجذب استثمارات جديدة".

واتفقت "أوبك" الأسبوع الماضي على تقليص الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من كانون الثاني، وبلغ حجم إسهام السعودية في ذلك التخفيض 486 ألف برميل يوميا.

واتفق المنتجون المستقلون أمس على تخفيض الإنتاج بواقع 558 ألف برميل يوميا بما يقل قليلا عن الحجم الذي كان مستهدفا في البداية والبالغ 600 ألف برميل يوميا لكنه يظل أكبر مساهمة من الدول غير الأعضاء في "أوبك" على الإطلاق.

وقال نوفاك إن مساهمة روسيا في هذا الخفض ستكون 300 ألف برميل يوميا.

وأضاف أن الخفض سيكون تدريجيا وأنه بحلول نهاية آذار سيقل إنتاج روسيا 200 ألف برميل يوميا عن مستوياتها في تشرين الأول 2016 والتي بلغت 11.247 مليون برميل وهو أعلى إنتاج لروسيا حسب التقديرات حتى الآن.

وقال نوفاك إن إنتاج روسيا سينخفض إلى 10.947 مليون برميل يوميا بعد 6 أشهر.

وقال جاري روس المراقب المخضرم لـ"أوبك" ومؤسس "بيرا إنرجي" للاستشارات "جميعهم يتمتعون بالأسعار الأعلى والالتزام يميل إلى أن يكون جيدا في المراحل المبكرة. لكن بعد ذلك ومع استمرار ارتفاع الأسعار سيتآكل الامتثال".

وقال أمارتيا سن من "إنيرجي اسبكتس" الاستشارية "بالمقارنة بالشهرين الماضيين عندما كانت التوقعات تتضاءل سريعا فيما يتعلق بالتوصل لاتفاق فهذا يعد تحولا كبيرا. المشككون سيجادلون بشأن الالتزام لكن لا يمكن التقليل من الرمزية في حد ذاتها".

وأضاف روس أن "أوبك" ستستهدف سعرا للنفط عند 60 دولارا للبرميل، لأن أي سعر فوق ذلك قد يشجع المنافسين على الإنتاج.