تعتبر تقنيات البرمجة من أهم المجالات في عصرنا الحديث، حيث أنها أساس لكل وسائل التكنولوجيا التي نقوم بإستخدامها يوميا في حياتنا، بدءا من الكومبيوتر، مرورا بهواتفنا الذكية، وصولا إلى كل التطبيقات والأجهزة الإلكترونية الموجودة في منازلنا ومكاتبنا وأماكن عملنا ..

وتعدّ البرمجة، لغة التخاطب بين الإنسان و الآلة .. وتتكون هذه اللغة من العديد من الأوامر لتنفيذ مهمه معينة. ويعتبر المتخصصون في مجال البرمجة من أهم الأشخاص في قطاع التكنولوجيا، حيث يتم الإعتماد عليهم لتطوير البرامج الخاصة بالهواتف والحواسيب وغيرها من الآلات ... وهناك طلب كبير في أسواق العمل على هذا النوع من الأشخاص. 

لذلك قررّ كل من ليال جبران ومحمود زلط، تأسيس منصّة إلكترونية لتعليم أسس وتقنيات البرمجة باللغة العربية عبر فيديوهات تعليمية مصوّرة ... واطلقوا عليها إسم "مُبرمج - Moubarmij".

ولأن "مُبرمج - Moubarmij" هي أول منصة في العالم العربي والعالم تقدّم خدمات تعليم البرمجة "programming" باللغة العربية ومجاناً .. كان لـ"الإقتصاد" لقاء خاص مع ليال جبران، التي تحدّثت عن الهدف من إنشاء وتطوير منصة "مُبرمج - Moubarmij"، وعن مشاريعهم وأفكارهم المستقبلية.

- ما هو موقع "مُبرمج - Moubarmij" ؟ وكيف يفيد المستخدمين  ؟

"مُبرمج - Moubarmij" هي منصة إلكترونية مخصصة لتعليم أسس وتقنيات البرمجة "programming"، عبر فيديوهات تعليمية مصوّرة باللغة العربية.

فيمكن للمستخدمين تعلّم كافة تقنيات البرمجة مجانا من خلال فيديوهات تعليمية تحتوي على دورات يقدّمها أساتذة متخصصون في هذا المجال باللغة العربية، نظريا وتطبيقيا.

الجديد الذي يقدّمه موقع "مُبرمج - Moubarmij" هو أنه يشرح تقنيات البرمجة باللغة العربية، فيساعد الأشخاص الذين يواجهون صعوبات في فهم اللغة الإنكليزية او الفرنسية على التقدم في مجال البرمجة وتعلم كافة الأسس والتقنيات الخاصة به .. ولكن بالطبع تبقى لغة البرمجة الـ(Coding) باللغة الإنكليزية.

- من هو صاحب الفكرة ؟ وما الذي دفعكم لتطوير هذا الموقع؟

أنا وشريكي محمود زلط  أصحاب فكرة تطوير وإنشاء منصة "مُبرمج - Moubarmij".

وما دفعنا لذلك هو وجود عدد كبير من العرب حول العالم، يواجهون صعوبات كبيرة في فهم أو تعلّم اللغة الإنكليزية، فمثلا هناك مصريون وأردنيون وسوريون وغيرهم يعيشون في بلدان كروسيا وفرنسا وألمانيا، ويتحدثون فقط لغتين (العربية ولغة البلد الذي يعيشون فيه)، أضف إلى ذلك ان هناك عددا كبيرا من العرب في الدول العربية لا يتقنون اللغة الإنكليزية .. ويرغبون في تعلم تقنيات البرمجة، لذلك قررنا إنشاء هذا الموقع الذي يؤمن خدمة تعلم كافة تقنيات البرمجة باللغة العربية.

وهذه الطريقة تسهّل على هؤلاء الناس التطور في عالم البرمجة سريعا، بدلا من إجراء دورات باللغة الإنكليزية وإتقانها قبل البدء بدورات تدريبية في مجال البرمجة.

أضف إلى ذلك أن العمل في البرمجة لا يحتاج إلى شهادات، فالشركات التي تطلب مبرمجين للعمل لا يهمّها الشهادة بقدر ما تهتم بالمهارات التي يملكها الشخص .. لذلك أصبح بإمكان الراغبين في تعلم البرمجة، إستخدام موقع "مُبرمج - Moubarmij" وتطوير قدراتهم وتحسينها دون الحاجة لدراستها في الجامعة.

- متى تم إطلاق الموقع ؟ وكم يبلغ عدد المتابعين أو المستخدمين؟

العمل على الموقع بدأ قبل عام ونصف تقريبا، وهناك أكثر من 7000 متابع دائم لـ "مُبرمج - Moubarmij"، إضافة إلى عدد كبير من المستخدميين اليوميين.

- هل سيبقى الموقع مجاني لكافة المستخدمين ؟

في المرحللة الحالية الموقع مجاني للجميع، ويمكن للمستخدمين الوصول إلى كامل المحتوى مجاناً .. ولكننا نسعى لتطوير الموقع بشكل أكبر عبر تصوير فيديوهات جديدة مع خبراء في عالم البرمجة، لتقديم دورات متطورة في هذا المجال، ولكن مشاهدة هذه الفيديوهات أو تحميلها سيكون مقابل رسم معين، خاصة اننا سنضطر للدفع لهؤلاء الخبراء والمتخصصين لتصوير هذه الفيديوهات.

ولكن بالطبع الرسم لن يكون كبيرا وسيكون في متناول الجميع.

- هل هناك مواقع مشابهة لـ"مُبرمج - Moubarmij" في لبنان او المنطقة؟

هناك الكثير من المواقع المتخصصة في تعليم البرمجة حول العالم، ولكن "مُبرمج - Moubarmij" هي المنصة الأولى في المنطقة والعالم التي تعلّم تقنيات البرمجة باللغة العربية.

- ما هي أهم مشاريعكم المستقبلية؟

هناك العديد من المشاريع التي نعمل عليها حاليا، فهناك منظمات تعنى بشؤون اللاجئين السوريين في هولندا وألمانيا طلبت منّا تجهيز فيديوهات للأطفال لتعليمهم أسس البرمجة، وهذه الفيديوهات ستكون باللغة العربية بالكامل، لأن الأطفال اللاجئين لا يتقنون اللغة الإنكليزية.

كما سنعمل أيضا على تطوير الفيديوهات في "مُبرمج - Moubarmij"، لنصل إلى منصة متكاملة تقدّم كل المطلوب لتعلم تقنيات البرمجة بطريقة صحيحة .. فهدفنا أن نؤمّن لأي شخص إمكانية تعلّم البرمجة حتى وإن كان غير قادر على دخول الجامعة، أو يعاني من ظروف مادية صعبة .. وبذلك يصبح بأيديهم خبرة في مجال مهم جدا يفتح أمامهم فرص عمل جيّدة، ويغيّر حياتهم.