شابتان تعملان في مجال الترجمة منذ أكثر من 10 سنوات، قررتا جمع خبراتهما لتقديم أفضل الخدمات اللغوية المصممة خصيصا لتلبية احتياجات الزبائن.

ساندرا الحاج وسينتيا أبو جودة تحملان ماجستير في دراسات الترجمة، بالاضافة الى شهادة في التدريس باللغة العربية، الفرنسية، والانجليزية، من "جامعة القديس يوسف"، "USJ".

تعملان منذ العام 2006، في الترجمة والكتابة من بيروت، لعدد من الشركات المحلية والدولية. وفي العام 2008، بدأتا بالتدريب اللغوي في جامعات عدة.

لطالما كانت ساندرا شغوفة بالكلمات، فعملت في مجال الصحافة، والترجمة، والكتابة والتأليف منذ سنتها الجامعية الثانية. وعندما بدأت بتدريس اللغة العربية كلغة أجنبية في "جامعة القديس يوسف"، قررت تغيير مسيرتها نحو الحقل الأكاديمي.

أما بالنسبة الى سينتيا، فاللغات هي روتينها اليومي المفضل. بدأت بالسفر الى جميع أنحاء العالم، في سن مبكرة، لأغراض الترجمة وإعداد التقارير. ووجدت نفسها منجذبة دوما لتعليم اللغة العربية للأجانب؛ لذلك قررت صقل هذه المهارة من خلال التدريس في إسبانيا لمدة عام، والحصول على شهادة في الترجمة العربية - الاسبانية من "Toledo School of Translators".

اليوم، ومع تأسيس شركتهما الخاصة "The Write Solutions"، تطمح ساندرا وسينتيا للوصول الى المرتبة الأولى في الترجمة وكتابة الاعلانات (copywriting)، في لبنان والشرق الأوسط.

فلنتعرف على الشريكة المؤسسة لـ"The Write Solutions"، ساندرا الحاج في هذه المقابلة الخاصة مع "الاقتصاد":

- من أين حصلتما على التمويل اللازم للانطلاق؟ وهل أن هذا النوع من الشركات بحاجة الى رأسمال كبير؟

رأس المال الكبير لن يضر بالأعمال حتما، بل على العكس سيشكل ميزة رائعة، وفائدة عظيمة، وسيساعد على التقدم أسرع، والوصول الى أكبر عدد ممكن من الأسواق والزبائن.

لكن غياب هذا العامل لن يعرقل العمل، ونحن الى حد اليوم، لا نمتلك مكاتب كبيرة للشركة، بل نعمل من المنزل أو من مكاتبنا الخاصة، وبالتالي لسنا بحاجة الى مبلغ كبير من المال.

من ناحية أخرى، وضعنا مبلغا معيّنا في البداية، من أجل اطلاق صفحة على "فيسبوك"، وموقع الكتروني خاص، لأن التواجد الرقمي بات ضروريا للغاية في أيامنا هذه، وذلك لكي تستمر الأعمال، وتتطور، وتواكب التطور التكنولوجي الحاصل.

- الى أي مدى أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في نشر خدمات "The Write Solutions" بين الناس؟

مواقع التواصل ساعدتنا كثيرا على إثبات وجودنا واسمنا. لكن نوع عملنا هو "b2b" أي "business to business"، وليس "b2c"، أي "business to consumer"، في حين أن "فيسبوك" قائم على مفهوم "b2c"، وبالتالي يتوجه الى الأفراد أكثر من الشركات. بينما طبيعة عملنا تستهدف بشكل أكبر الشركات، لذلك نحن بحاجة الى أن تكون حملاتنا الاعلانية، موجهة أكثر الى المؤسسات، من خلال تقنية "De bouche a Oreille".

من هنا تجدر الاشارة الى أن سمعتنا الجيدة، وخبراتنا، وملفاتنا، ومشاريعنا، هي عوامل ساعدتنا على الوصول الى أكبر عدد من الزبائن. لكن هذا لا ينفي دور شبكات التواصل الأساسي اليوم في مجال الأعمال.

- ما هي الاستراتيجيات المتّبعة في "The Write Solutions" من أجل مواجهة المنافسة؟

لدينا مزايا عدة تعزز اختلافنا عن غيرنا:

أولا نتعاون، سينتيا وأنا، على الدوام، ونعمل "يدا واحدة"، ولدينا الخلفية المهنية ذاتها الى حد ما، كما لدينا العديد من القواسم المشتركة والاختلافات؛ وهذا الاختلاف هو ما أسهم في نجاحنا!

ثانيا، نحن نسعى دوما الى تأمين خدمات بأربع لغات (العربية، الفرنسية، الانجليزية، الاسبانية).

ثالثا، لدينا الكثير من الاتصالات والمعارف في السوق، اذ أن خبرتنا المهنية الطويلة ساعدتنا على الحفاظ على زبائننا القدامى، وأسهمت في حصولنا على زبائن جدد.

- ما هي أبرز العوائق والصعوبات التي تواجهكما خلال العمل؟

المنافسة كبيرة جدا، وهناك العديد من المترجمين في السوق، لكننا لا نقدم خدمات الترجمة فحسب، بل نحرر ونصيغ النصوص (Copywriting). وهذا الأمر مطلوب كثيرا في الأسواق اليوم، انما هناك بعض الأشخاص الذين لا يعرفون معناه. وبالتالي فإن الـ"Copywriting" هي خدمة الكتابة الاعلانية، أي أننا نكتب ونخترع المحتوى، لموقع الكتروني مثلا، أو شركة، أو مجلة.

من ناحية أخرى نقدم الشعارات (slogans) للمؤسسات، ونحرّر الكتابات بشكل سري، أي نكون بمثابة "Ghost writers"؛ فعلى سبيل المثال، نكتب في الصحف والمجلات، تحت اسم شخصية جماهيرية، لا تتمتع بالكفاءات اللغوية المطلوبة.

وبالاضافة الى ذلك، لدينا خبرة واسعة في العالم الرقمي، وهذا العامل أساسي لأن جميع الجهات تتوجه اليوم نحو المواقع الالكترونية وصفحات "فيسبوك".

- ما هي برأيك الصفات الشخصية التي ساعدتك على النجاح والاستمرار في العمل؟

هذا المجال يتطلب من الشخص أن يكون اجتماعيا، ومنفتحا، ومثقفا، ويتمتع بمهارات قوية في التواصل، وينتبه الى الملاحظات والتفاصيل كافة. كما عليه أن يعرف كيفية التعاطي مع الناس، وفي الوقت ذاته أن يحب التعاطي معهم.

وبالاضافة الى ذلك يجب أن يثابر، ولا يستسلم من أصغر عائق يقف أمامه، بل يبقى مستمرا على الدوام.

- ما هي مشاريعكما وطموحاتكما المستقبلية في ما يتعلق بـ"The Write Solutions"؟

نسعى الى استلام المزيد من المشاريع، والى إثراء قاعدة عملائنا بالأسماء والمؤسسات الكبرى؛ اذ أن طموحنا هو الوصول الى الشركات، أكثر من الأفراد.

من جهة أخرى، لدينا العديد من الزبائن من خارج لبنان، وخاصة في السوق العربي. أما أهدافنا طويلة الأمد فتتمثل في حصد العملاء الحصريين، لكي نهتم بجميع أعمالهم المتعلقة بالترجمة، والكتابة، والتحرير الاعلامي.

فنحن نعمل على هذا الهدف بخطى بطيئة، ولكن ثابتة، لأن كل واحدة منا تناضل على العديد من "الجبهات" المهنية الأخرى في حياتها، ولكن مع الوقت سوف نحقق حتما طموحاتنا كافة، خطوة بخطوة.

- ما هي العوامل التي ساعدتك على تحقيق التوازن بين عملك وبين دورك كزوجة وأم؟

في السنوات الخمس الماضية، اكتشفت عاملا أساسيا وبديهيا، وهو التنظيم! فكل الأمور قابلة للحلّ من خلال تنظيم وادارة الوقت، ووضع الأولويات.

ولا بد من الاشارة الى أن الحياة التي تجمع بين العمل والعائلة، لن تكون سهلة ومثالية، بل ستؤدي لوصول المرأة الى مكان شاق ومتعب، وستكون منشغة للغاية، وستتراكم الأمور عليها. ولكن اذا عملت على تنظيم هذه المواضيع، فسوف تسير حياتها بسلاسة أكبر.

- الى أي مدى تقدمت المرأة اللبنانية خلال السنوات القليلة الماضية، وخاصة على الصعيد المهني؟

لا نريد أن ننظر الى الأمور بطريقة سوداوية، ونستمر بالقول أن المرأة مظلومة في لبنان، ومحرومة من حقوقها. وفي الوقت ذاته، يجب تسليط الضوء على الحقيقة الواضحة؛ فنحن بحاجة الى الكثير من العمل والجهد في المستقبل، من أجل تحسين وضع المرأة بطريقة متطورة، وناجحة، وفعالة.

انما أعتقد أن التقدم الحاصل واضح، والتوعية موجودة، ولكن الأهم أن تعرف المرأة دورها، وتتعرف على حقوقها وواجباتها، وتعلم متى عليها أن تتكلم، وتغيّر، وترفع الصوت، وتقول "لا"!

- هل تلقيت الدعم المهني من "الرجل" الموجود في حياتك؟

سينتيا وأنا، تلقينا دعما كبيرا من والدينا. أما زوجي، فيدعمني دائما الى أقصى الحدود، ماديا، معنويا، ونفسيا. كما أنه يساعدني في العمل، فهو مسؤول عن الأمور المالية كافة في الشركة، وبالتالي هناك تعاون قوي للغاية في ما بيننا، ولولا دعمه لما تمكنت من الاستمرار، لأن دوره أساسي وبديهي؛ بحيث أن للدعم المعنوي والنفسي، أثر كبير على نفسية المرأة العاملة، في حين أن الدعم على الأرض يسهل الأمور عليها كثيرا!

- ما هي نصيحة ساندرا الحاج الى المرأة، انطلاقا من تجربتك المهنية الخاصة؟

أنصح المرأة أن لا تستسلم أبدا، ولا تشعر أنها خنوعة، وقابعة في الزاوية، ودورها مفقود!

فلتسعى دوما الى تحقيق حتى أصغر الأحلام، ولتطلب المساعدة من الناس من حولها الذين يؤمنون بها، ولتؤمن بدورها وبرسالتها، وتنطلق.

يقولون أن المرأة هي نصف المجتمع، لكنني مؤمنة حتما أنها أكثر من النصف بكثير...