مايا أبي ياغي هي مؤسسة العلامة التجارية "Nid d’abeille"، المتخصصة في تصميم وتنفيذ البياضات المنزلية، والمفروشات الخاصة بالقوارب، ومستلزمات الأطفال، والهدايا التذكارية، وغيرها من المنتجات المصنوعة يدويا.

كان لـ"الاقتصاد" حديث خاص معها، للتعرف على المراحل التي مرت بها، والصعوبات التي تواجهها، والرسالة التي ترغب في توجيهها الى المرأة اللبنانية.

- ما هي المراحل التي مررت بها حتى أسست قررت تأسيس "Nid d’abeille"؟

حصلت على ماجستير في الإعلان من "جامعة الروح القدس – الكسليك"، "USEK"، وعملت لفترة في هذا المجال بين بيروت وأبو ظبي.

وخلال حفلة زفافي، حضّرت كل الزينة، مثل مستلزمات الطاولات، والهدايا التذكارية، وغيرها... ونفّذت التصاميم في الشركة التابعة لعائلة زوجي، والمتخصصة في الأقمشة.

ومن هنا جاءت الفكرة، وبدأت بتصميم وتنفيذ المنتجات الخاصة على القماش. وبالتالي جمعت بين تخصصي الجامعي في التصميم، وبين حبّي للابداع، وبين خبرة عائلة زوجي في بيع الأقمشة بالجملة، وعملت على ترجمة هذا الحب من خلال تقديم قطع حرفية ومصنوعة يدويا. وأطلقت العلامة التجارية "Nid d’abeille" بشكل رسمي في العام 2011.

- لماذا قررت الدخول الى هذا المجال بالتحديد؟

لقد أحببت هذا المجال كثيرا، وعندما اضطررت أن أترك وظيفتي، قررت تأسيس عملي الخاص، لأنني لست معتادة على البقاء في المنزل دون القيام بأي نشاط مفيد. وعندما اتخذت قراري في اطلاق "Nid d’abeille"، شعرت أنه لدي سند ودعم؛ بحيث أن عائلة زوجي تعمل في بيع الأقمشة منذ حوالي 30 سنة.

ولا بد من الاشارة الى أنني أحب تصميم المنتجات المميزة، واختراع الأفكار الجديدة.

- من هم زبائن "Nid d’abeille" اليوم؟ وهل أن منتجاتك متاحة للميزانيات كافة؟

علامتي التجارية تستهدف جميع الأشخاص، من الأطفال الى البالغين، وبالتالي لا توجد فئة عمرية محددة، بل إن عملي مفتوح للجميع. كما أن مختلف الميزانيات، سوف تجد مكانا لها في مشغل "Nid d’abeille".

- ما هي طموحاتك المستقبلية على الصعيد المهني؟

منذ حوالي سنتين، دخلت الى عالم القوارب والسفن واليخوت، وشاركت في بعض المعارض في دبي، انما فور عودتي الى لبنان، فضّلت تسويق اسمي في مجال المفروشات والبياضات المنزلية. لكنني أسعى في المستقبل الى الانخراط في هذا العالم الواسع والجميل.

ولا بد من القول أن المعارض الموجودة في الخارج، مهمة للغاية، في حين أنه تم تنظيم بعضها في لبنان منذ فترة، لكنها توقفت بسبب ضعف الاقبال، وذلك مع العلم أن لهذا المجال رواده، لكن لا أحد يشجعنا على التطور، كما أن المتاجر الموجودة محدودة. وهنا تجدر الاشارة الى أنني أعمل بشكل متخصص (customized)، وحسب الطلب، وأقدم جودة عالية من المنتجات.

- ما رأيك بالمنافسة الواسعة الموجودة في هذا مجال اليوم؟ وهل تعتبرين أن وسائل التواصل الاجتماعي تفيد تصاميمك أم تلحق بها الضرر؟

السوق في لبنان ضيق للغاية، لذلك يتم نقل ونسخ الأفكار بشكل سريع؛ لكن هذا الأمر يشكل تحديا أكبر بالنسبة لي، ويحثني على تقديم المزيد من الأفكار الجديدة.

أما وسائل التواصل الاجتماعي، فأعتقد أنها بمثابة سيف ذو حدين، بحيث أنها مفيدة من ناحية الانفتاح والانتشار بين الناس، ومضرة من ناحية المنافسين، الذين يلاحقون أفكار غيرهم من المصممين. لكنني أشكر الله، لأن الأعمال تسير بشكل ممتاز، وفي النهاية "كل شخص بياخد رزقتو".

- ما هي أهم الصعوبات التي تواجهك في مجال عملك؟

بعض اللبنانيين يحبون القيام بالطلبيات في اللحظة الأخيرة، وهذا الأمر يشكل عائقا الى حد ما، لكنني اعتدت على هذا الأمر.

- ما هي أبرز العوامل التي ساعدتك على التقدم والنجاح؟

أنا امرأة مصرة على تحقيق الاستمرارية في العمل، اذ أنني بدأت منذ العام 2011، وعملت بشكل متقطع لأنني أم لولدين، لكن اصراري على النجاح هو ما دفعني الى استكمال المسيرة.

فعندما تثابر المرأة على العمل، وتتعب من أجل تحقيق طموحاتها، سوف تصل حتما الى أهدافها كافة. وعندما نحب ما نقوم به، لن نسمح لأنفسنا بالتراجع، بل على العكس سوف نسعى دوما الى النجاح والتقدم.

- هل شعرت يوما بالتقصير تجاه حياتك الخاصة وعائلتك بسبب عملك؟

لقد شعرت طبعا بالتقصير، لكن أولويتي اليوم هي لدوري كأم، لذلك أتوقف عن العمل عند حوالي الساعة 12:30 يوميا، من أجل الاهتمام بالأولاد بعد عودتهم من المدرسة. وبالتالي لا أعطي 100% من وقتي للعملي، بل أكرس له حوالي 40%، وأعتبر أن "Nid d’abeille" هو بمثابة وظيفة بدوام جزئي.

وتجدر الاشارة الى أنني حققت التوازن الى حد ما، لكن هذا الأمر صعب ومتعب للغاية.

- كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان اليوم؟

لقد تحسن وضع المرأة في سوق العمل اللبناني، وعندما أتعرف على المصممين الجدد، أرى أن غالبيتهم، أي حوالي 90%، هم من النساء، في حين أن نسبة 10% فقط، من الرجال. وبالتالي فإن المرأة اللبنانية مبدعة وخلاقة، تتمتع بشخصية قوية، وتسعى دوما الى تقديم الأفكار الجديدة، لكي تبقى نشيطة وفعالة في محيطها.

لكنني أتمنى من ناحية أخرى، أن تنخرط المرأة أكثر في المجال السياسي، وتتعرف على دورها الأساسي، لأننا نفتقد اليوم الى مثال أعلى للمرأة على الساحة السياسية اللبنانية.

- ما هي رسالة مايا أبي ياغي الى المرأة؟

يجب أن تعلم المرأة اللبنانية تماما ماذا تريد، وتحب نفسها وتعكس كل الأمور الايجابية من حولها. كما عليها أن تضع هدفا، وتعمل بجدية واصرار لكي تصل اليه؛ فالانسان الطموح سيصل حتما الى أحلامه، اذا عمل وتعب وثابر من كل قلبه.