دخل معترك الحياة المهنية منذ أواخر العام 1977 حيث أسس مع أشقائه شركة عائلية حملت اسم "سوكوديل" وأصبحت أهم ممثل لأشهر الماركات العالمية في العطور وأدوات التجميل في لبنان والمنطقة على مدى سنوات عملها.

حقق نجاحاً قلّ نظيره وأسهم في إنعاش الإقتصاد اللبناني، وانتقل إلى عدد من الدول العربية وأفريقيا،حيث أنشأ فروعاً للشركة فيها.

وكان لموقع "الإقتصاد" لقاء مع رئيس مجلس إدارة شركة "سوكوديل" نبيل فواز الذي يترأس في الوقت عينه بلدية تبنين في قضاء بنت جبيل، ورئاسة إتحاد بلديات القلعة في المنطقة

- ما هي أهم المحطات التي مررت بها في حياتك؟

دخلت إلى مدرسة الليسيه الفرنسية في بيروت، ومن ثم انتقلت إلى مدرسة "IC" في بيروت، وأنهيت دراستي في سنة 1975. وبعدها انتقلت في بداية الحرب اللبنانية إلى باريس حيث درست الإقتصاد في جامعة السوربون،إلا انني، وعلى إثر حادث تعرض له منزل أهلي في بيروت؛ عدت إلى لبنان وأسست مع أشقائي شركتنا العائلية "سوكوديل" في بداية عام 1978 التي بدأت بمسيرتها وأكملت فيها حتى يومنا هذا. أما المحطات الباقية التي مررت بها تبقى مختلفة باختلاف الأحداث والأوضاع السياسية والأعمال. وخلال الخمس سنوات الأخيرة؛ ومع دخول الجيل الجديد إلى الشركة، قمنا بتوسيع أعمالنا إلى كل من سوريا، والعراق، وحتى نيجيريا في أفريقيا. ونحن نتطور في عملنا لأن طبيعة هذه الاشغال ونوعيتها قد تغيّرت وتبدّلت من عام 1975 وحتى اليوم، وقد أثرت وسائل التواصل الإجتماعي عليها بشكل كبير، فالأعمال كانت كلاسيكية إلى حد كبير حتى أواخر تسعينات القرن الماضي. أما مع بداية القرن الواحد والعشرين تغيّرت طبيعة الأشغال، حيث أصبح لديها علاقة بالتواصل الإجتماعي، وبأصناف جديدة، وبآراء جديدة، وبسرعة أكبر. في السابق كنا نخطط لفترة ثلاث إلى خمس سنوات عمل لصنف واحد،أما اليوم فدخل مفهوم جديد على العمل وكله يهدف الجيل الجديد.

- ما هي الصعوبات؟

عدم الإستقرار الذي عشناه ومازلنا نعيشه حتى يومنا هذا،حيث لا يمكننا التخطيط لسنة أو لسنتين أو لأكثر، بل نحن نعيش خلال فترة الحرب الأهلية في لبنان يوماً بيوم، فقدكانت الأوضاع صعبة حيث إننا واجهنا هذه هذه الصعوبة بقوة، واليوم هناك أزمة إقتصادية كبيرة منذ العام 2008 وأصبحت المشكلة دولية وإقليمية، ولم ينته شيء حتى الآن.

ما هي الصفات التي تتميز فيها شخصيتك؟

لست لوحدي، بل برأيي كل إنسان عاش في لبنان يمتلك ميزة كبيرة، وهي التأقلم، وقوة اللبناني تتجلى فيها، ومن هنا تشعر أنه مهما حدث في لبنان، يعود المواطن ويبدأ حياته من جديد،فمثالا على ذلك، بعد أن احتل تنظيم داعش مساحات كبيرة من الأراضي العراقية، ضرب إقتصاد هذا البلد بنسبة 80%، ولم يستطيع أن يعود إلى الحياة من جديد. لكن الوضع في لبنان مختلف، فبعد حرب تموز 2006 وتدمير بعض المناطق بنسبة 40 و50% عادت الحياة إليها بعد شهر من انتهاء الحرب،حتى أن الشعب اللبناني، وخاصة أهالي الجنوب بدأوا بالعمل بعد يوم واحد من انتهاء الحرب. التأقلم الذي يتميز به اللبناني يساعد على الوقوف، على البدء من جديد في حياته.

- هل حققت نفسك؟

اذا عدتُ في الزمن إلى الماضي لا يمكنني أن أفعل أفضل من ذلك في مثل هذه الظروف، وإذا كانت هذه الأخيرة مختلفة عما هي عليه الآن؛ يمكن للإنسان أن ينتج بطريقة أكثر أو أقل، وأنا لست نادماً على أي شيء. عرفت ما أريد في النهاية دون أن أترك بيئتي وبلدي،أسست شركة ونجحت فيها، وتأقلمت مع الأوضاع، وبفضل وجود عائلتي وأولادي إلى جانبي استطعت أن أعيش هنا وأستمر في واجباتي الإجتماعية وواجباتي المهنية.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟

بدأنا بالتوسع نحو خارج لبنان حيث أصبح لدينا فروعاً في سوريا منذ خمسة عشر عاماً، وفي العراق منذ عشر سنوا،ت وفي الوقت الراهن قمنا بافتتاح فرع للشركة في لاغوس بنيجيريا. ونحن نسعى إلى توسيع النطاق الجغرافي لأعمالنا؛لأن لبنان في الوضع القائم حالياً يحتاجلضرورة التوسيع، ولا أخفي عنك سرا أن خروجنا إلى نيجيريا هو كـplan B  لنا بحال تعرضت المنطقة لأحداث كبيرة، حيث إن الأشغال في سوريا والعراق عليها علامات استفهام، والإستمرارية ضرورية.من هنا كان توجهنانحو القارة الأفريقية لأنه برأيي إنها مزعزعة نوعاً ما بسبب الأوضاع فيها وخاصة في نيجيريا، حيث إن موضوع العملة يواجه أزمة حقيقية،ونتيجة هبوطأسعار الغاز والنفط، ولكن لا بد أن تعود نيجيريا إلى مكانتها إذ إنها أقوى إقتصاد في القارة السمراء.

- ماذا يمكن أن تقول عن شركة "سوكوديل"؟

سوكوديل هي قصة نجاح محلية، وأنا أعتبر أننا كنا تسعين طالباً في مدرسة "انترناشينونال كولدج " وبسبب الأحداث بقي في لبنان ثمانيةأشخاص من زملائي الذين عملوا ونحجوا، وأعتبر أننا استطعنا أن نقوم بنجاح خاص، حيث إنني قمت بتأسيس شركة ونجحْتُ فيها وهذا إنجاز كبير للشركة التي ستحتفل بعيدها الأربعين في شهر تشرين الثاني من العام المقبل. في المحصلة، وسّعنا أعمالنا ونجحنا فيها، وبقينا في لبنان، ونحن نمثل أكبر ماركات العطورات وادوات التجميل وأشهرهاحول العالم، في لبنان والمنطقة، ونحن من اللاعبين الأساسيين في هذه المهنة، وتطورنا أكثر مع دخول جيل جديد إلى هذه المؤسسة لتكمل وتتوسع أكثر فأكثر. وهذا ما يميزنا من غيرنا، والبقاء في لبنان والنجاح له نكهة مختلفة.

- ما هي كلمتك للشباب اللبناني اليوم؟

كنت أقول في السابق:إنه يجب على جيلنا أن يعتذر من الجيل الجديد لأننا لم نسطع أن نهيّء له مستقبلاً أفضل من واقعه الحالي، لاولادنا وأصدقائهم، وأقول لهم أن يتأقلموا مع الوضع في لبنان، لأنه أصبح سيئاً في العالم كله. وكل ما تستطيعون فعله لحفظ وجودكم في لبنان هو أساسي.