"المنافسة إيجابية في مجال الأعمال، وتشجع على المزيد من العطاء". هذا ما أشارت إليه مؤسسة العلامة التجارية "Mellow"، غيلدا خوري، وذلك في حديث خاص مع "الإقتصاد"، تمحور حول مسيرتها المهنية، ورأيتها في موضوع "المرأة" في لبنان.

- أخبرينا عن خلفيتك الأكاديمية، وكيف قررت تأسيس "Mellow"؟

تخصصت في مجال هندسة الكمبيوتر، وعملت لفترة في الشركة العائلية التي كانت تعنى بالمقاولات ومواد البناء. وكنت بالأساس أحب قسم المبيعات كثيراً، لكنني طالماحلمت بإيجاد عالمي الصغير، الذي يتمحور حول كل ما يتعلق بالأكسسوارات المنزلية.

لذلك قررت في العام 2012، أن أنفصل عن شركة العائلة، لأؤسس علامتي التجارية الخاصة "Mellow"، التي تقدم المنتجات العضوية المصنوعة يدويا: من المناشف حتى الإكسسوارات المنزلية؛ وبهذه الطريقة انطلقت!

فمنذ حوالى أربع سنوات، سافرت إلى بلدان عدة لكي أستكشف كيفية الإنطلاق في عالم إكسسوارات المنزل، وانجذبت إلى الأقمشة العضوية (organic)، فبدأت باستيرادها، وتصنيعها على شكل مجموعات متنوعة.

في البداية كنت أشارك في المعارض، وبعد فترة قررت افتتاح متجر لـ"Mellow"، واليوم لدي مشغلي الخاص إلى جانب المتجر، لتصنيع كل المنتجات في لبنان، مع الإستعانة بالمواد التي نأتي بها من الخارج.

- من أين حصلت على التمويل في البداية لإطلاق أعمالك؟

عملت لمدة عشر سنوات، وبالتالي حصلت على بعض المدّخرات، فاستخدمتها كلها في تأسيس "Mellow"، وبالتالي أخذت المخاطرة الأكبر في حياتي.

- إلى أي مدى تساعدك وسائل التواصل الإجتماعي، وخاصة "فيسبوك" و"انستغرام"، على نشر منتجاتك بين الناس؟

وسائل التواصل الإجتماعي تساعدني كثيراً، وتسهم في غالبية المبيعات. كما أننا نحصل على الدعاية الأكبر من خلالها.

- كيف تواجهين المنافسة؟ وما الذي يميزك من غيرك؟

المنافسة واسعة حتماً، لأن السوق في لبنان صغيرة. لكن كلّما عمدنا إلى التجديد، وتقديم الأفكار الجديدة، ومتابعة الموضة ومتطلبات الزبائن، تمكنا من التميز والتوسع.

أما "Mellow"، فتتميز بأنها تصنّع في مشغلها الخاص أي "on the spot"، وبالتالي أرتاح من هذه الناحية، لأنني أتمكن دوماً من تأمين طلبيات الزبائن كافة.

ولا بد من الإشارة إلى أن المنافسة إيجابية في مجال الأعمال، إذا لم يتأثر بها الإنسان سلباً، ويسمح لها أن تطغى عليه، وتؤثر على نفسيّته!

فالمنافسة تشجع على المزيد من العطاء، وأنا لا أعتبرها خطراً على وجودي، بل دافعاً للعمل أكثر، وذلك للمحافظة على مستوى علامتي التجارية.

- هل تمكنت من إيصال منتجات "Mellow" الى خارج لبنان؟

لم أتمكن من القيام بهذه الخطوة بعد، لأنني لا أركز اليوم على هذا الموضوع، كما أنها صعبة للغاية في ظل غياب دعم الدولة. فالبلدان الأخرى تهتم بالمصممين، وتدعمهم لكي يتمكنوا من إيصال منتجاتهم إلى أسواق عدة. بينما في لبنان، على كل مصمم أن يقوم بمبادرات فردية، من أجل الإنفتاح على أسواق خارجية جديدة.

- ما هي الصعوبات أو العوائق التي تعانين منها في مسيرتك المهنية؟

السوق اللبنانية صغيرة للغاية، ومهما حاولنا تقديم الأفكار والموديلات، يبقى هامش الزبائن منخفضاً بالمقارنة مع البلدان الأخرى. كما أن نسبة المبيعات قليلة إلى حد ما، المقارنة مع كمية العمل الذي نقوم به.

من ناحية أخرى، لا تجد الأعمال الإبداعية الخاصة أي دعم من الدولة.

- من هم زبائن "Mellow" اليوم؟

تصلنا الطلبات على منتجات "Mellow" من أجل الهدايا بشكل خاص، وبالتالي لدي قاعدة من الزبائن تتراوح أعمارهم بين خمسٍ وعشرين سنةوخمسين سنة. فلا توجد شريحة معينة من العملاء، فمنتجاتنا تواكب كل الميزانيات، وأسعارها ليست مرتفعة أو رخيصة، بل هي بمتناول جميع الناس.

- ما هي طموحاتك المهنية المستقبلية؟

أطمح أن أوسّع أعمالي، وأُنشىء المزيد من الفروع في المستقبل. كما أتمنى أن أتمكن من إيصال منتجاتي إلى العالمية.

- ما هي برأيك الصفات الشخصية التي ساعدتك على التقدم؟

من الصعب أن يتكلم الإنسان عن نفسه، لكن المثابرة تشكل عاملاً أساسياً للتقدم. ففي كل الأوضاع الصعبة من الممكن أن نتراجع كثيراً، لكن الإصرار هو من أكثر العوامل التي دفعتني إلى الإستمرار.

- من كان الداعم الأكبر في مسيرتك المهنية؟

تلقيت الدعم من أصدقائي وجميع الأشخاص من حولي الذين آمنوا بفكرتي، ولم يشككوا يوما بموهبتي، بل على العكس شجعوني وساعدوني معنويا وحرفيا أيضاً، لكي أصل إلى المكان الذي أقف فيه اليوم.

- كيف تمكنت من تحقيق التوازن بين حياتك الخاصة وعملك؟

شعرت أن عملي يأخذني أحياناً من حياتي الخاصة، ولكن في مكان ما، يجب أن تضع المرأة الحدود اللازمة لعملها؛ بحيث أن هذا الأخير قد يأخذنا من حياتنا دون أن ننتبه، خاصة إذا كنا طموحين وشغوفين. لذلك أعمد دوماًإلى تنظيم وقتي قدر الإمكان، لكن هذا الأمر ليس سهلا أبدا!

- كيف تقيمين حالة المرأة اللبنانية في أيامنا هذه؟

نجاح المرأة يظهر أكثر فأكثر يوماً بعد يوماً، فالمجتمع كان يُشعر المرأة بالفرق، وبأنها أقل شأنا، ولكن مع الوقت أصبح الجميع يثق بدورها. وبالتالي تقدمت اليوم كثيراً، وباتت تظهر في المجالات كافة، وتشع وتلمع أكثر.

من ناحية أخرى، لا تزال حقوق المرأة متأخرة، ولكن مع الوقت أنا مؤمنة بأن كل الأمور سوف تسير على السكة الصحيحة.

- كلمة أخيرة إلى المرأة.

أنصح المرأة أن تؤمن بنفسها، ولا تنتظر أن يؤمن بهاأحدٌ! عليها أن تدافع عن ذاتها، لكي تحقق طموحاتها وأهدافها وأحلامها!