هل سألت نفسك في يوم من الأيام كيف حدث تطور الهواتف المحمولة؟ وكيف وصل من الصورة الأولية التي كان عليها قديماً إلى أحدث الهواتف المحمولة؟ فقد حفل تاريخ تطور الهواتف بالعديد من الابتكارات التي أضيفت للصورة المعهودة بغرض تسهيل إجراء المكالمات حتى أصبح الهاتف في يومنا هذا عبارة عن أجهزة عديدة مجتمعة سوياً.

تعرف على مراحل تطور الهواتف عبر التاريخ

1-  اختراع الهاتف:

في السابع من شهر آذار عام 1876 تمكن ألكسندر غراهام بيل من الحصول على براءة اختراع للهاتف معتمداً ببساطة شديدة على نقل الصوت باستخدام الطاقة الكهربائية، وكان ذلك بعد رؤية اختراع التلغراف النور كأول وسيلة توصل بين نقطتين بعيدتين قبل ذلك بنحو ثلاثين عاماً؛ حيث كان من أهم عيوب التلغراف هو استيعابه لنقل رسالة واحدة فقط من وإلى وجهة الإرسال أما الهاتف فوفر خاصية تعدد الرسائل وسهولة نقلها لأنها لا تتطلب أكواد أو شفرات معينة بل تترجم الصوت إلى موجات كهربية تنقلها للطرق الآخر ثم يعاد تحويلها إلى ذبذبات صوتية من جديد.

ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا حدثت تطورات مذهلة في صناعة الهواتف جعلت من الصعب بل من المستحيل مواكبة الإنسان لكافة أطوار تطور الهواتف والذي يحدث تقريباً كل يوم.

2 -  أول هاتف في التاريخ:

بعد حصوله على براءة الاختراع تحدث غراهام بيل لأول مرة من خلال هاتفه الأول الذي ابتكره في العاشر من شهر اذار من العام نفسه حيث قام بإجراء مكالمة هاتفية مع مساعدته وطلب منها الحضور لمكتبه فكانت تلك هي أول جملة تنقل عبر الهواتف في التاريخ، بالرغم من مزاعم بعض المخترعين الآخرين أنهم أصحاب الاختراع وأن جراهام استحوذ عليه لنفسه على رأسهم إليشيا غراي وأنطونيو موسى ومانزيتي.

3 - الهاتف الشمعدان

سمي بذلك الاسم نسبة للشمعدان الذي تثبت عليه الشموع وذلك لتشابهه مع في الشكل الخارجي، وكان الهاتف الشمعدان هو النموذج الأول في سلسلة تطور الهواتف حيث كان ينقسم إلى جزأين متصلين بسلك أحدهما لاستقبال الصوت والآخر لإرساله.

انتشر ذلك النوع كثيراً في الفترة ما بين عامي 1890 و1930 حتى اندثر تدريجياً بعد اختراع هاتف جديد يدمج الجزأين معاً.

4 -  الهاتف الدائري:

وهو النسخة المطورة قليلاً من الهاتف الشمعدان، يتكون من الجسم الرئيسي للهاتف مثبت به قرص دائري ليتم استخدامه لطلب رقم الاتصال وسماعة متصلة بالجسم الرئيسي عبر سلك يتم من خلالها التحدث وسماع الطرف الآخر في آن واحد مما يسهل عملية التحدث في الهاتف عن السابق، وحقق ذلك الهاتف شعبية واسعة خاصة لتزامنه مع انتشار فكرة الهاتف مما حفز الشركات لتسخير طاقاتها لتحقيق المزيد في مجال تطور الهواتف.

في الفترة ما بين 1930 و1970، كانت الهواتف مقتصرة في البداية على المكاتب الكبرى والهيئات الحكومية والخاصة ثم بدأت بالانتشار تدريجياً حتى أصبح في كل مدينة حول العالم مركز واحد على الأقل يستقبل راغبي التحدث في الهاتف مقابل الدفع عن كل دقيقة.

5 -  هواتف بأزرار:

في عام 1963 تمكن العلماء من اختراع ناقلات اللمس الكهربية والتي تحول اللمس إلى شحنة كهربية، ساهم ذلك الابتكار في تطور الهواتف حيث مكن المخترعين من ابتكار الهاتف الذي يعمل بالأزرار بدلاً من القرص الدائري؛ وذلك بغرض تسهيل عملية طلب رقم المتصل فبدلاً من إدارة القرص حتى النهاية لكل رقم فقط يقوم المتصل بالضغط على الرقم المطلوب حتى يكون رقم المتصل كاملاً.

تزامن ذلك النوع من الهواتف مع بدء انتشار الهاتف أكثر بين الناس فأصبحت في معظم البيوت هواتف خاصة بهم يستخدمونها دون الحاجة للذهاب لمكتب مختص.

6 -  جهاز الرد الآلي:

يعد جهاز الرد الآلي قفزة في تاريخ تطور الهواتف حيث مكن المتصل من ترك رسالة صوتية للطرف الآخر في حال عدم الإجابة على اتصاله، في بداية الأمر وعند اختراع جهاز الرد الآلي لأول مرة في الستينات من القرن الماضي كان يجب على من يستخدمه وضع شريط تسجيل بالجهاز كي يتمكن من تسجيل وعرض الرسائل الصوتية الواردة له وبالتالي تغيير الشريط في كل مرة يمتلئ فيها مساحته بالرسائل إما باستبداله بآخر جديد أو بمسح الرسائل المسجلة عليه، بعد ذلك ومع تطور الهواتف أكثر وأكثر أصبح هناك ذاكرة خاصة لتلك الأجهزة تتحكم في عدد الرسائل الموجودة عليها بأزرار خاصة وفقط حتى وصلنا إلى يومنا هذا الذي تمكنا فيه من ترك رسالة على الهاتف المحمول بكل سهولة ودون الحاجة إلى جهاز خاص.

7 - الهاتف النقال:

سمي أيضاً ذلك النوع بالهاتف اللاسلكي وهو نظير جهاز التحكم بالتلفاز؛ حيث أنه لا يتصل بجهازه الرئيسي بسلك ولكن في نفس الوقت لا يمكن حمله بعيداً للغاية عن الجهاز وإلا فلن يعمل، سهل الهاتف النقال عملية التحدث داخل المنزل فلم يعد الشخص مضطراً للبقاء في مكان تواجد الهاتف بل يمكنه التجول في أي غرفة يشاء مع إجراء المكالمة بشكل طبيعي للغاية.

بدأ هذا النوع في الظهور في الثمانينات من القرن الماضي وكأنه كان يمثل هاتف محمول ولكن بنطاق أضيق.

8 - الهاتف المحمول الأول:

لم يكن يتخيل من كان يستخدم الهاتف قديماً أنه سيأتي عليه يوماً ما يستطيع فيه حمل هاتفه الخاص أينما ذهب وتلقي المكالمات من خلاله في أي مكان، فنكاد نجزم جميعاً بأن كل من سمع عن اختراع الهاتف المحمول لأول مرة في عام 1984 أصيب بالذهول والدهشة وربما لم يصدق أن يصل تطور الهواتف لتلك المرحلة المتقدمة إلا بعد أن رآه بعينيه، ولكن بداية الاختراع لم تكن في ذلك العام بل كانت في عام 1973 أي قبل صدور أول هاتف محمول في التاريخ بأحد عشرعاماً وكانت شركة موتورولا هي المنتجة لذلك الهاتف والتي ما زالت تعمل في حقل تطور الهواتف حتى الآن. 

9 -  جهاز كاشف المتصل:

وفر ذلك الاختراع على مستخدميه عناء حفظ أرقام هواتف كل من يعرفونهم، كما يعطي الفرصة لمستقبل المكالمة بمعرفة من يتصل به قبل الرد بحيث يكون له حق الاختيار أيجيب أم ينتظر تحويل المكالمة تلقائياً لجهاز الرد الآلي.

10 - الهواتف المحمولة:

بشكل سريع وبمعدل أعلى بكثير عن الهواتف المنزلية شهد تطور الهواتف المحمولة تغيرات عديدة في فترة زمنية لا تتعدى العشر سنوات بدأت بابتكار الهواتف المزودة بالكاميرات للتصوير وشيئاً فشيئاً يتم زيادة قدرة الكاميرا وإضافة مميزات لها في كل إصدار جديد، ثم ظهرت الهواتف المزودة بلوحة مفاتيح مصغرة لتسهل عملية الكتابة ثم الهواتف التي تعمل باللمس بدلاً من الأزرار والتي تعتبر وبلا أدنى شك نقطة فاصلة في تاريخ تطور الهواتف، وربما كان من أكثر العوامل التي ساعدت على تطور الهواتف بتلك السرعة هو تعدد الشركات المختصة بتصنيعها وتوريدها للموزعين مما خلق عملية تنافس فيما بينهم للوصل لأعلى نسبة من المبيعات.

11 - نظام "أندرويد":

نظام التشغيل الأشهر للهواتف والذي يوفر خاصية تنزيل الكثير من التطبيقات على الهاتف واستخدامها بكل سهولة كما يتيح للمستخدم تحديث نظام تشغيل الهاتف كل فترة ليستمتع بمميزات جديدة تضاف إلى النسخ الحديثة منه.

12 - "آيفون":

إصدار الهواتف الذي تختص به شركة "آبل" وحدها دون غيرها- بعكس نظام "الأندرويد" الذي توفره أكثر من شركة في الهواتف التي تنتجها- مما جعل هواتف الآيفون الأعلى سعراً حول العالم على الإطلاق.