"لقد تعبت من التقليد، لذلك لا أنظر اليوم الى انجازات غيري وأحاول تقليدها، بل أركز على صقل مهاراتي وخبراتي، لأتمكن من خدمة زبائني بشكل أفضل". هذا ما أكدت عليه مؤسسة عيادة "Samia Khoury Diet Clinic"، سامية خوري سودا، وذلك في حديث خاص مع "الاقتصاد"، تمحور حول بداياتها المهنية في مجال التغذية، والصعوبات التي تواجهها، بالاضافة الى رؤيتها لواقع المرأة في لبنان من ناحية الحقوق.

- ما هي المراحل التي مررت بها حتى وصلت الى ما أنتِ عليه اليوم؟

ولدت في البرازيل، وعشت هناك مع عائلتي لفترة طويلة، وكنا نقصد مدرسة فرنسية، ونتعلم اللغة العربية في المنزل، لأن والدتي لطالما أرادت العودة الى لبنان.

وخلال تلك الفترة، كانت والدتي تقصد أخصائية للتغذية، وتطبخ دائما المأكولات الصحية، وبالتالي أحبت أن أدخل بدوري الى هذا المجال، علما أنني كنت حينها في عمر صغير جدا، أي حوالي السبع سنوات. اذ أنها رأت أن هذه المهنة رائعة للمرأة المتزوجة والأم، لأنها ستحصل على الوقت الكافي لها ولزبائنها. وهذا ما حدث!

لدى وصولي الى المرحلة الثانوية في المدرسة، أقنعتني بالفكرة وأعجبتني، وشعرت أنني أحب هذا المجال.

وعندما حان وقت دخولي الى الجامعة، عدت الى لبنان وتخصصت في علوم التغذية (nutrition and dietetics)، في "الجامعة الأميركية في بيروت"، "AUB". وفي العام 2007، أسست عيادتي الخاصة "Samia Khoury Diet Clinic"، في منطقة جونيه.

- هل هناك اليوم اقبال واسع على خدمات عيادتك؟

الاقبال في هذه المهنة يتعلق بالمواسم، مثلا بعد عيد الميلاد، وعيد الفصح، وقبل فصل الصيف، أستقبل عددا أكبر من الناس.

كما أن كمية الاعلانات والتسويق لخدمات العيادة تؤثر حتما على نسبة الاقبال، فكلما أصبحت ناشطة أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي، وبشكل خاص "فيسبوك"، كلما تزايد عدد الزبائن.

ولا بد من الاشارة الى أن صفحتي على "فيسبوك" هي بعنوان "Samia Khoury Diet Clinic".

- الى أي مدى تساعدك وسائل التواصل الاجتماعي على نشر خدماتك بين الناس؟

أنا أعتمد بشكل دائم على تلك الوسائل، لأنها تساعدني كثيرا. فكل عائلة، تقريبا، باتت اليوم تحتوي على أخصائية للتغذية، والى جانب عيادتي هناك حوالي 20 عيادة أخرى، وبالتالي أصبح العدد كبيرا جدا. لذلك أركز على الشق المتعلق بالتسويق، علما أن كل شخص يأخذ رزقته.

- ما الذي يميز عيادتك عن غيرها؟

أنا أعطي الوقت الكافي لكل زبون، وأهتم به من كل قلبي لكي يشعر أنه فريد؛ وبالتالي أجلس معه، وأفسر له، وأعتني به، وأجيب على "واتساب"، وأتابعه في جميع الأوقات.

- من هم زبائن العيادة اليوم؟

أستقبل في العيادة جميع الأشخاص، وبشكل خاص الأولاد، والنساء والرجال الذين يعانون من الأمراض مثل السكري والضغط والكولسترول.

- كيف تواجهين المنافسة الواسعة الموجودة في هذا المجال في لبنان؟

أنا لا أفكر كثيرا بالمنافسة، فذات مرة أطلقت في لبنان خدمة الرسائل القصيرة (SMS)، التي تحتوي على نصائح غذائية، وفي اليوم التالي، سرقت شركات عدة هذه الفكرة وقلدوها بسرعة. ولقد شعرت حينها بانزعاج كبير، وتعلمت أن لا أنظر الى المنافسة أو الاهتمام بها.

لقد تعبت من التقليد، لذلك لا أنظر اليوم الى انجازات غيري وأحاول تقليده، بل أركز على صقل مهاراتي وخبراتي، لكي أتمكن من خدمة زبائني بشكل أفضل.

- هل تمكنت من ايصال خدماتك الى خارج لبنان؟

أنا أجري الاستشارات عبر الانترنت للأشخاص الذي يعيشون في الخارج، في 5 لغات مختلفة هي الانجليزية، الفرنسية، العربية، البرتغالية والإسبانية.

- ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال العمل في مجال التغذية؟

هذه المهنة موسمية، كما أن العاملين في هذا المجال يتزايد عددهم يوما بعد يوم. لكن الصعوبة الأكبر تكمن في العمل بحسب إرادة الزبون، اذ يجب التحلي بالصبر للوصول الى تحقيق أفضل النتائج.

- هل تعرضت يوما الى أي تمييز في العمل لمجرد كونك امرأة؟

لم أواجه يوما هذا النوع من التمييز، لأن هذه المهنة تليق بالمرأة كثيرا، وبالتالي لن تواجه أية مشاكل من هذه الناحية.

- ما هي برأيك الصفات التي أسهمت في نجاحك المهني؟

أنا أعطي الاهتمام اللازم لكل شخص يقصدني، كما أنني حصلت على بعض السمات من الشخصية البرازيلية، مما يعني أنني هادئة الى أقصى الحدود، ولست قاسية وصارمة مع الزبائن، بل على العكس أحاول دوما بناء علاقة صداقة بيني وبينهم، لكنني في الوقت ذاته جدية في ما يتعلق بالعمل.

- ما هي مشاريعك وتطلعاتك المستقبلية؟

طموحي ليس كبيرا جدا، لكنني أحب أن أنشر كتابا في يوم من الأيام. انما لا أفكر حاليا بالتوسع، لأن عيادتي موجودة الى جانب منزلي، وبالتالي أبقى دوما قريبة من عائلتي.

- كيف تمكنت من التنسيق بين عملك وبين دورك كزوجة وأم؟

هذا ما فكرت به والدتي منذ 30 سنة! وبالتالي اذا حصلت على عيادتي الخاصة، سأحصل على وقتي الخاص. وعندما يذهب الأولاد الى المدرسة، أستطيع التركيز على العمل، لأنه يجب الانتباه على تقديم كل الحب والاهتمام لكل ولد. لذلك أعطي كل المواعيد، عندما لا يتواجدون في المنزل.

- كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان اليوم؟

أعتقد أن وضع المرأة في لبنان أفضل من بلدان أخرى في الشرق الأوسط، فهي حرة أكثر، وتتمتع بعدد أكبر من الحقوق. كما أن المرأة اللبنانية قادرة على القيام بكل ما تريده.

- هل كان زوجك داعما لمسيرتك المهنية؟

نعم بالطبع، فهو يريد أن أقدم 100% من وقتي واهتمامي للأولاد، لكنه في المقابل يشجعني على الدوام، لكي أملأ وقتي المتبقي، وأحقق الانجازات على الصعيد المهني.

- نصيحة الى المرأة.

يجب أن لا تنسى المرأة ذاتها، حتى عندما تقوم بالمستحيل مع زوجها وأولادها وعملها! عليها أن تدرس، وتتعلم، وتتثقف، وتكون مستقلة ماديا، ولا تهمل نفسها من أي ناحية.