"سأقوم بالمستحيل لأحقق كل أحلامي، وأصل الى المكان الذي أطمح اليه". هذا ما أكدت عليه مؤسسة "Cinna Bake by Jana"، جنى مرتضى، وذلك في حديث خاص مع "الاقتصاد"، تمحور حول بداياتها المهنية، والأسباب التي دفعتها الى ممارسة هذه المهنة، بالاضافة الى دور زوجها في مسيرتها، ورؤيتها لواقع النساء اللبنانيات اليوم.

- كيف قررت تأسيس "Cinna Bake by Jana"؟

بدأت بالتخصص في علوم التغذية في "الجامعة اللبنانية الدولية"، "LIU"، لكنني سرعان ما اكتشفت شغفي تجاه العمل في مجال صناعة الحلويات والمعجنات. فأنا أحب هذه المهنة، وكل ما بها.

لذلك عملت على تنمية معرفتي وخبراتي، من خلال الانترنت والكتب، وتعلّمت كل تقنيات العمل لوحدي، وعملت بنفسي على تطوير مهاراتي. وبدأت بعدها بتحضير الطلبيات للأصدقاء والعائلة، ومن ثم توسعت الأعمال وانتشر اسمي، من خلال الأصداء الايجابية ووسائل التواصل الاجتماعي. وبالتالي قررت في العام 2015 تأسيس "Cinna Bake by Jana" في منطقة العباسية في صور، لتقديم المعجنات والحلويات المصنوعة في المنزل، والخاصة بأعياد الميلاد وكل أنواع المناسبات.

- من أين حصلت على التمويل اللازم للانطلاق؟

لم أكن بحاجة الى مبلغ كبير من المال لاطلاق "Cinna Bake by Jana"، وبالتالي بدأ العمل يمول نفسه بنفسه، من خلال الطلبيات التي كنت أقوم بها.

- ما هي مشاريعك وطموحاتك المستقبلية؟

أسعى حتما الى التوسع في المستقبل، وأتمنى أن أتمكن من افتتاح متجر خاص بي. فالأعمال بحاجة في البداية، الى تكوين قاعدة من الزبائن، لكي تنطلق وتصبح معروفة في السوق. وحين يتحقق هذا الأمر، سنتمكن من التوسع بشكل أكبر.

- هل تمكنت من منافسة الأسماء الكبيرة الموجودة في الأسواق اللبنانية اليوم؟ وهل تعتبرين أن المنافسة ايجابية وصحية في مجال الأعمال؟

أنا أقدم المنتجات المميزة والشهية، لكنني لا أزال اليوم في مرحلة التأسيس، لذلك أعتقد أن عملي بحاجة الى المزيد من الوقت لكي يتمكن من منافسة المؤسسات الموجودة في الأسواق منذ وقت طويل.

أما بالنسبة الى المنافسة، فأعتقد أنها مخيفة الى حد ما، لكنها في الوقت ذاته ايجابية، وتشجعني دوما على التطور وتقديم المزيد، لكي أكون الأفضل.

- ما الذي يميز منتجات "Cinna Bake by Jana" عن غيرها؟

أتميز بالطعمة المميزة والشهية، بالاضافة الى اللمسات التزيينية الأخيرة، والأفكار الجديدة التي أسعى الى تقديمها. كما أركز كثيرا على النظافة، وأعمد دوما الى استخدام أفضل المكونات، من أجل تقديم منتجات ذات نوعية ممتازة.

- ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال العمل في هذا المجال في لبنان؟

الصعوبة الأكبر تكمن في الخوف من الفشل، ولا يوجد غير ذلك ما أعتبره صعبا!

لكن لا بد من الاشارة الى أن وضع البلد اليوم، يؤثر حتما على الطلبيات وعلى نسبة البيع، لكنني أشكر الله لأن الأعمال تسير بشكل جيد.

- هل تعرضت يوما الى أي تمييز في اطار العمل لمجرد كونك امرأة؟

لم أتعرض أبدا الى هذا النوع من التمييز، بل على العكس، حصلت على التشجيع والدعم من كل محيطي، ومِن كل مَن علم بمشروعي. وأعتقد أن هذا الأمر دفعني بشكل أكبر، الى القيام بهذه الخطوة أكثر.

- هل كان زوجك داعما لمشروعك التجاري؟

لطالما كان زوجي من أكبر الداعمين لي ولأحلامي، فهو رأى مدى حبي وشغفي تجاه عملي في هذا المجال.

- ما هي برأيك الصفات التي ساعدتك على التقدم في عملك؟

أنا جريئة وأتكل على نفسي دوما، كما أنني صبورة ومثابرة الى أقصى الحدود، وسأقوم بالمستحيل لكي أحقق كل أحلامي، وأصل الى المكان الذي أطمح اليه.

- كيف تمكنت من تحقيق التوازن بين عملك وعائلتك؟

أنا أتمتع بطاقة قوية، ولا أميل أبدا الى الجلوس دون القيام بأي مجهود، بل على العكس، أحب دوما انجاز عمل ما. لذلك تمكنت من التنسيق بشكل ممتاز بين دوري كامرأة عاملة، ومسؤوليتي كزوجة وأم.

ولو كان هناك شخص آخر مكاني، لما تمكن من القيام بكل تلك الأمور في وقت واحد.

لكن أعتقد أنني تمكنت من التنسيق بين الاثنين، بسبب حبي الكبير لعملي، والذي دفعني وحثّني على تنظيم وإدارة مسيرتي، واعطاء الوقت المناسب لكل جانب من جوانب حياتي.

- كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان اليوم؟

بالنسبة لي، أعتقد أن المرأة اللبنانية حصلت على كامل حقوقها، ولا شك في أنها تقدمت بشكل كبير في مجال الأعمال.

ولا بد أن تشارك المرأة في كل جوانب الحياة، لكنني أظن أن هناك بعض الأمور التي من الأفضل أن تبقى حصرية للرجال.

- استنادا الى تجربتك المهنية الخاصة، ما هي النصيحة التي تقدمينها الى المرأة؟

أنصح المرأة أن تقوم بالمستحيل لكي تحقق كافة أهدافها وأحلامها، ولا تحرم نفسها من أي شيء، ولا تقف عند أي عائق أو مشكلة تواجهها. فعليها أن تعمل دوما على تحقيق طموحاتها، لأن المشاريع تُنجز وتتحقق بالإصرار والإيمان.