دعا رئيس "الجمعيّة اللبنانيّة لحقوق المكلّفين" (ALDIC) المحامي كريم ضاهر إلى "تبسيط الأنظمة والإجراءات الضريبية وتعزيز الشفافية والمساءلة في المالية العامة"، وشدد على أن ذلك يساهم في حضّ المواطنين على "التنفيذ الطوعي لموجباتهم وإلتزاماتهم الضريبية" ويحفّز "المواطنية الضريبية".

وأوضح ضاهر خلال ندوة نظمتها الجمعية في جامعة القديس يوسف بالتعاون مع "كليّة إدارة الأعمال" تحت عنوان "نحو المواطنية الضريبية"، أنّ "المواطنية الضريبية" تُعرَّف على أنها "التنفيذ الطوعي من قبل المواطنين لموجباتهم وإلتزاماتهم الضريبية"، لاسيّما لجهة تعبئة التصاريح وتقديمها إلى الإدارة الضريبية المختصة ضمن المهل المحددة والتسديد الإرادي والتلقائي للضريبة المتوجبة". وأضاف: "بمعنى آخر، يمكن توصيف المواطنيّة الضريبيّة على أنها حث وسلوك، أيْ أنّها مسألة وعي ووجدان ضريبيّين".

لكنّ ضاهر لاحظ أنّ "معظم اللبنانيين يبدون غير راضين راهناً بنظامهم الضريبي المعتمد ويعتبرون أن موجب تسديد الضرائب الواقع على كاهلهم يشكّل عبئاً، كونه من دون مقابل على صعيد الخدمات الإجتماعية والوطنية البديهية".

ورأى أنّ ذلك "يحمل المواطنين على التهرّب والتمنع الذي يؤدي بدوره إلى شحّ في الإيرادات الضريبية وضعف في السلطة المركزية وإهدارٍ وفسادٍ مستشرٍ في الإدارة وخدمات خاصة موازية يقدمها سياسيون مستفيدون من حال الاهتراء هذه، للتوظيف السياسي والسطو على موارد الدولة وهكذا دواليك في تلك الحلقة المفرغة".

ولفت إلى أنّ "تقاعس المواطنين أو إخفاقهم في تسديد الضرائب و/أو التصريح عن إيراداتهم، مردّه، إلى حدٍ ما، إلى جهلهم أبسط المبادئ والأصول الضريبية؛ فضلاً عن نزعتهم للتهرّب من ضرائب يعتبرونها غير عادلة وغير متكافئة ومُجحِفَة ومرجّحة لمصالح فئة محظوظة من المواطنين".

وأضاف ضاهر: "من هذا المنطلق وَجَدَت "الجمعية اللبنانية لحقوق المكلّفين" (ALDIC) أنّ الحثَ والسلوك الضريبي، كمدخل للتسديد الإرادي والطوعي وبالتالي المواطنية الضريبية، يبدءان بالدراية والإلمام بأصول وتفاصيل النظام الضريبي اللبناني أي بالمعرفة، ومن هنا بادرت أخيراً إلى تنظيم منتديات ومؤتمرات تجمعها بالمكلفين الراغبين، لعرض المواضيع الضريبية والإجابة عن الأسئلة والنقاش البنّاء لتفادي أي إلتباس أو سوء تقدير من خلال مقاربة عملية وتبسيطية للأمور".

وأشار إلى أنّ "الندوة الحاضرة تندرج في هذا السياق وتهدف إلى التواصل الإجتماعي والأكاديمي والسعي إلى بث المعرفة الضريبية وتعديل النظرة السلبية والمتشائمة وإيجاد حلول عمليّة تساعد على تقوية الوجدان الضريبي لاسيّما لدى شباب اليوم الذين هم مكلفو الغدّ".

وإذ ابرز أهمية "أيّ مسعى جدّي لنشر المعرفة وتوضيح وتبسيط القواعد الضريبيّة"، شدد على أن "من الضروريّ لتعزيز الوجدان والمواطنية الضريبيين، حضّ السلطات العامة على تبسيط الأنظمة والإجراءات الضريبية وتعزيز الشفافية والمساءلة في المالية العامة"، لافتاً إلى أنّ هذا الأمر "قد يساعد على تغيير نظرة المواطن للضريبة لجهة العدالة والتكافؤ ويحضّه على تحفيز سلوكه المواطني تيقناً منه بأنّ مساهمته في التمويل عملٌ مشرّف وقيّم".

وقال ضاهر إن لدى الجمعية "خريطة طريق مفصّلة" في هذا الصدد، "تعني المواطنين والمسؤولين والمنظمات التربوية والقطاعات المهنية والهيئات الاقتصادية على السواء".