بدأ عدد كبير من الدول المجاورة للبنان وخاصة دول الخليج - ومنذ سنوات - بالتحضير والتجهيز لمكاتب "تاكسي" خاصة بذوي الإحتياجات الخاصة، حيث أن هذه الفئة من المجتمع تعاني من مشكلة التنقل وقضاء حاجاتها بطريقة طبيعية بسبب صعوبة قيادة السيارة بالنسبة لهم، وحاجتهم لشخص أخر (صديق أو قريب) لمساعدتهم على التنقل وإيصالهم إلى السيارة ومساعدتهم للترجل  منها ... وهذا ما يؤدي في بعض الأحيان إلى أذية هؤلاء الأشخاص بسبب خطأ ما في طريقة حملهم أو وضعهم على الكرسي المتحرك، ويسبب لهم آلاماً جسدية ومعنوية لشعهورهم بالحاجة إلى المساعدة في أبسط الأمور.

وتكون سيارات التاكسي المذكورة مجهزة بطريقة تتناسب مع الحالة الخاصة لهؤلاء الأشخاص، حيث يستطيعون طلب سيارة أجرة عبر الهاتف، والصعود إلى السيارة والنزول منها بطريقة آمنة وبمساعدة بسيطة من السائق .. وهذا ما يسهل عليهم ويساعدهم على العيش بطريقة طبيعية، فينتقلون إلى اعمالهم وإلى المراكز التجارية أو أي مكان يريدونه دون الحاجة إلى مساعدة أحد.

ولأن الدولة اللبنانية بعيدة كل البعد عن إتخاذ هكذا خطوة قد تساعد فئة كبيرة من المجتمع اللبناني على العمل والتنقل والإنتاج والعيش بشكل طبيعي .. إخذ الشاب اللبناني شربل دغفل على عاتقه البدء بهذا المشروع، فأسس أول مكتب "تاكسي" خاص بذوي الإحتياجات الخاصة في لبنان بإمكانات مادية شبه معدومة .. وذلك بهدف مساعدة هذه الفئة من الناس على العيش بطريقة طبيعية.

"الإقتصاد" إلتقت شربل للحديث أكثر عن هذا المشروع وعن أهدافه المستقبلية.

قصة شربل:

تعرّض شربل الذي يبلغ من العمر اليوم 37 عاما إلى حادث سير مؤلم منذ حوالي 16 سنة، وهذا ما أدى إلى فقدانه للقدرة على المشي وعلى تحريك يديه، فتغيرت حياته بشكل كبير حيث أصبح مضطرا للتنقل بمساعدة أشخاص أخرين بسبب عدم تمكنه من قيادة السيارة مجددا، وكان يعاني دائما من مشكلة الصعود والنزول من السيارة وإضطرار أصدقائه إلى حمله والبقاء معه خلال تنقلاته ... وما زاد من معاناة شربل هو عدم وجود سيارات مخصصة لذوي الحاجات الخاصة في لبنان، لذلك قرر شراء سيارة خاصة به في البداية تحتوي على كل التجهيزات اللازمة لتسهيل حياته، وحصل على هدفه عندما علم بوجود سيارة استقدمت إلى لبنان عن طريق الخطأ، فإشتراها.

ويقول شربل لـ"الإقتصاد" أن هذه السيارة سهلت حياته بشكل كبير، فأصبح بإستطاعته التنقل برفقة شخص واحد فقط، ودون الحاجة لحمله ووضعه في السيارة، حيث أصبح بإستطاعته الصعود والنزول من سيارته بمفرده وبشكل آمن جدا.

ويضيف، "بعد فترة تواصلت معي فتاة لمساعدتها على إيجاد سيارة من أجل والدتها التي تعاني عجزا في المشي، فأرسلت  لها سيارتي لتستخدمها خاصة وأني كنت قد أجريت عملية جراحية في قدمي وتوقفت عن الخروج من المنزل لفترة ... ولكن هذه الصدفة دفعتني للتفكير جديا بفتح مكتب تاكسي خاص بذوي الإحتياجات الخاصة تحت إسم "Wheel Chair Taxi"، فأنشات صفحة خاصة على فيسبوك، وأبدى عدد كبير من الناس إعجابهم بالفكرة وشجعوني على تنفيذها خاصة ان هناك عددا كبيرا من الناس التي تحتاج لهذه الخدمة .. فبدأت بالبحث عن سيارة أخرى ووجدت بالصدفة واحدة يمكن إجراء بعض التعديلات عليها وتجهيزها لذوي الإحتياجات الخاصة، فإستدنت مبلغا ماليا من أصدقائي وقمت بشرائها".

وتابع شربل "هكذا بدأت الفكرة، وأول طلب توصيل قمنا به كان في 15 حزيران الماضي، حيث يعمل على السيارات أحد أقربائي وصديق لي أيضا ... وهما ليسوا بحاجة للبقاء دائما في حالة تأهب لأن هذا النوع من سيارات الأجرة لا يكون الطلب عليه كبيرا، ولكنهم جاهزون دائما عند حصولنا على أي طلب توصيل .. كما أنهم يملكون دفاتر سوق قانونية وشهادات من جمعية (كن هادي)، وباللنسبة للسيارات فهي مؤمنة وآمنة بشكل كبير".

وفيما يتعلق بالسعر قال شربل، أن السعر لا يختلف كثيرا عن سيارة الأجرة العادية، فهو أعلى بنسبة 10 إلى 15% تقريبا.

وردا على سؤالنا عن كيفية التواصل معه في حال أراد أحدهم طلب "تاكسي" قال شربل أن "التواصل عادة يحصل عبر الصفحة الخاصة على فيسبوك والتي تحمل إسمWheel Chair Taxiأو عبر الهاتف على الرقم03385995عبر تطبيق واتساب".

وختاما أكد شربل أن "هدفه توسيع المشروع بشكل أكبر وزيادة عدد السيارات التابعة لـWheel Chair Taxi، ولكن الإمكانات المادية تقف عائقا أمامه في هذه المرحلة، والمشروع بحاجة إلى وقت أكبر للإنتشار والتوسع".