قررت نيكول رزوق تكريس كامل وقتها لتربية أولادها، والاهتمام بعائلتها ومنزلها، لكنها لم تفقد عزيمتها يوما، ولم تنسَ طموحها وشغفها في عالم الحلويات، لذلك عمدت، بعد سنوات عدة، الى تحقيق شيء ذات قيمة، وتأسيس عملها الخاص.

هذه المقابلة الخاصة لـ"الاقتصاد" مع مؤسسة معمل "Vanille"، نيكول رزوق، قد تكون محفزة لأولئك الذين اختاروا تكريس كل أوقاتهم لعائلاتهم، ولم يتمكنوا الى حد اليوم من تحقيق أحلامهم وطموحاتهم.

- لماذا قررت الانخراط في مجال الأعمال بعد هذه الفترة الطويلة؟

أنا لم أعمل طوال حياتي، بل كرست كامل وقتي للاهتمام بأولادي وعائلتي ومنزلي، كما شاركت في بعض الأعمال الاجتماعية.

لكنني لطالما أحببت الحلويات، ولطالما كنت من عشاق التحدي، لذلك بعد دخول أولادي الى الجامعة، وانتقالهم من المنزل، قررت القيام بعمل يأتيني بالأرباح. وبالصدفة، وجدت فريق العمل المناسب، وافتتحت عام 2002، معمل "Vanille" في منطقة الأشرفية، بتمويل شخصي ساعدني فيه زوجي.

أما السبب الرئيسي الذي دفعني الى القيام بهذه الخطوة، فهو الملل، اذ أنني لم أجد ما أقوم به بعد أن بات الأولاد في سن الرشد.

ولا بد من الاشارة الى أن "Vanille" هو عبارة عن ورشة عمل حرفية، لتقديم الحلويات، والمثلجات، والـ"sorbets".

- هل تمكن معمل "Vanille" من منافسة الأسماء الكبرى الموجودة في الأسواق؟

استمراريتي في العمل، ووجود "Vanille" الى حد اليوم، هو دليل على أن الأعمال تسير بشكل جيد.

- هل تعتبرين أن المنافسة صحية وايجابية في مجال الأعمال؟

المنافسة تحرّك الانسان، وهي ايجابية حتما بالنسبة لي. فأنا لا أخاف منها، بل على العكس، تحفزني على التقدم والاستمرار.

- لماذا اخترت العمل في هذا المجال بالتحديد؟

أنا أحب الحلويات كثيرا، وشاءت الصدفة أن أكون في المكان المناسب في الوقت المناسب، اذ أنني تمكنت من ايجاد فريقي الرائع، الذي ساعدني على اطلاق الأعمال واستكمالها.

وبعد أن أسست "Vanille"، شاركت في العديد من الصالونات في أوروبا، وتعرفت على أكبر وأهم الطهاة، وبالتالي ركزت على التعليم الذاتي لنفسي.

- ماذا يميز معملك اليوم عن غيره؟

معملي يركز على الجودة والنوعية، كما أنه ليس صناعيا، بل متخصص وإبداعي وحرفي. وبالتالي فإن عملي يتلخّص بكلمتين: "Inspiration" و"Creation"، أي "إلهام" و"إبداع".

- ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال عملك في هذا المجال في لبنان؟

الحالة العامة القائمة في لبنان اليوم تشكل الصعوبة الأكبر في مجال عملي. وعندما تنفرج الأوضاع، لن يحتاج القطاع الخاص الى أحد، فلبنان قائم على هذا القطاع، والوضع المتأزم وغير المستقر يؤثر على نسبة الاستهلاك.

فأنا أزود أهم الفنادق والمطاعم في بيروت بمنتجات "Vanille"، وبالتالي عندما تتأثر السياحة، نتأثر بدورنا؛ فنحن قطاع سياحي بحت!

ولا بد من القول أن الحركة كانت سيئة للغاية خلال هذا الموسم، بالمقارنة مع العام الماضي.

- هل تعرضت يوما الى أي تمييز في اطار العمل لأنك امرأة؟

لم أتعرض يوما الى هذا النوع من التمييز، لأنني لا أعطي المجال لأي أحد، لكي يصل الى التفكير بهذه الطريقة!

- هل قدم لك زوجك الدعم في مسيرتك المهنية؟

زوجي يدعمني ويشجعني الى أقصى الحدود، منذ أن تزوجنا والى حد اليوم. كما أن أولادي فرحوا وشعروا بالفخر بعد أن قررت تأسيس عمل خاص بي.

- هل شعرت يوما بالتقصير تجاه أي جانب من جوانب حياتك الخاصة بسبب انشعالك بالأعمال؟

لا بل على العكس، لذلك أنصح كل امرأة أن تعمل، لأنها ستعزز حينها ثقتها بنفسها، وستنفتح على عالم جديد.

- ما هي برأيك الصفات التي ساعدتك على النجاح؟

الصفة الأهم هي المثابرة، فعندما أقرر القيام بعمل ما، لا أتوقف قبل تحقيقه بالكامل! وعلى الرغم من أنني أفشل وأسقط في بعض الأحيان، لكن هذا السقوط يعملني الكثير.

- ما هي مشاريعك المستقبلية على الصعيد العملي؟

لدي مشاريع عدة، لكنها لي وحدي في الوقت الحاضر. وعندما تتحقق على الأرض، سيعرف الجميع عنها.

- كيف تقيمين وضع المرأة في لبنان اليوم؟

لقد تقدمت المرأة حتما، والجيل الجديد من النساء، يرغب بالعمل وبتحقيق الذات. وبالتالي تراجعت نسبة الفتيات اللواتي يجلسن في المنزل بانتظار الزوج المثالي. وبالاضافة الى ذلك، لا بد من القول أن هناك بعض التقدم في حقوقها المدنية.

- بالاستناد الى تجربتك المهنية، ما هي النصيحة التي تقدمينها الى المرأة؟

أنصح المرأة أن تنخرط في سوق العمل، لأن هذا الأخير، يفتح أمامها مجالات واسعة على الصعيد الشخصي. وحتى إن لم تحصل على الملايين من الأرباح، عليها أن تعمل لكي تنمي شخصيتها وتحقق ذاتها.