في حين تحاول الشركات في جميع أنحاء المنطقة الاستفادة من موجة الشركات الناشئة، فإنّ تسريع هذا التوجّه هو بالضبط ما تسعى للقيام به بعض الشركات لتخوض الريادة.

فهناك أدوات توفّر إطاراً عملٍ استراتيجياً للمديرين التنفيذيين الذين يريدون بناء شراكاتٍ فعالة مع الشركات الناشئة.

مجموعة الأدوات هذه هي أحدث المنتَجات التي أنشئَت في إطار الشراكة بين"إكسبو 2020 دبي" و"ومضة" التي تهدف إلى الاستفادة من قدرات ريادة الأعمال التعاونية Collaborative Entrepreneurship في العالم العربي.

فيتقريرٍ لدراسةٍ مشترَكة نُشر هذا العام، ورد أنّ 14% فقط من الشراكات بين ​الشركات الكبرى​ والشركات الناشئة تتّبع نهجاً استراتيجياً، مقابل 24% من الشركات الناشئة في جنوب شرق آسيا، و50% في الولايات المتحدة الأميركية.

ومع ذلك، فإنّ درجة الاهتمام بمزيدٍ من التعاون الاستراتيجيّ مرتفعة. فمن بين الشركات الكبرى التي تمّ استطلاعها، يريد 89% منها التشارك مع الشركات الناشئة، فيما يرى 94% من الشركات الناشئة في المنطقة أنّ هذا النوع من الشراكة ذو قيمة. ومع ذلك، لا يوجد أمام المديرين سوى عدد قليل من الأبحاث التي تتناول كيفية بناء شراكة فعالة، سواء بشكلٍ عامّ أو في المنطقة.

بهدف ترسيخ معادلة رابح-رابح بين الشركات الكبرى والشركات الناشئة، تقدّم مجموعة الأدوات هذه 14 مبادرةً متميّزةً يمكن للشركات الكبرى تنفيذها.

هذا الإطار حول ريادة الأعمال التعاونية هو دليلٌ لمساعدة الشركات الكبرى على اختيار وإعطاء الأولوية للمزيج الصحيح من المبادرات التي تخدم أهدافها الاستراتيجية، كما يوجّه قرّاءه بسلاسةٍ من خلال المرور على مراحل التصميم والتنفيذ والتقييم الخاصّة بهذا التعاون.

هذا ما يمكن للمديرين التنفيذيين أن يتوقّعوه من أدوات الشركات الكبرى لاعتماد لريادة الأعمال التعاونية:

الأهداف:

أبرز الأهداف التي تريدها الشركات الكبرى من ريادة الأعمال التعاونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي الترويج للعلامات التجارية والبروز، وتعميم ثقافة الشركات، والمشاركة في التنمية والتطوير والعوائد المالية. وبالتالي، تشجّع هذه الأدواتُ الشركاتِ الكبرى على توضيح أهمّية هذه الأهداف للتأكّد من أنّ ريادة الأعمال التعاونية ستتماشى مع الاستراتيجية الشاملة.

العوامل المساعدة:

العوامل المساعدة المطلوبة لتنفيذ البرنامج بنجاح لا تقلّ أهمّية. لذا تمّ تنظيم مبادراتٍ تعمل على تعزيز هدفٍ استراتيجيٍّ معيّن وفقاً لحجم الفريق، والميزانية، واستراتيجية التواصل اللازمة لتحقيق النجاح.

المبادرات:

تقوم أدوات الشركات الكبرى بالجمع بين الأهداف والعوامل للمساعدة على تحديد مبادرات ريادة الأعمال التعاونية المناسبة. وكلّ مبادرةٍ من هذه المبادرات مشروحةٌ بالتفصيل، بحيث تشتمل على أمثلةٍ وخياراتٍ وبدائل، ما يتيح مجالاً كبيراً لتلبية الاحتياجات الفردية للشركات الكبرى.

خارطة الطريق:

ينبغي تشجيع المديرين التنفيذيين على بناء خارطة طريقٍ لريادة الأعمال التعاونية على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وكذلك تشجيعهم على البدء مع المبادرات "الأسهل" قبل الانتقال إلى الالتزامات الأكثر تعقيداً والتي تحقّق أعلى الفوائد. هذا النهج يسمح ببناء القدرات الداخلية، ويقلّل من المخاطر الكامنة.

الأثر:

من المستحسن أن يتمّ تتبّع الأثر الناتج عن المبادرات - تجاه الشركة نفسها، والشركة الناشئة المشاركة، والمجتمع ككلّ. لذا تمّ توفير المؤشّرات الملائمة للمجالات الرئيسية التي تأثّرَت بكلّ مبادرةٍ من المبادرات الـ14.