احتفالا بأدراجها على خارطة السياحة الدبلوماسية من قبل أتحاد السفراء الدوليين في الولايات المتحدة دعت أدارة قرية بدر حسون البيئية مجموعة من الصحافيين ومندوبي وسائل الأعلام اللبنانية لتمضية نهار مميز في القرية البيئية في الكورة واليوم البيئي تخلله مفاجآت عديدة ورشة عمل تتضمن مشاركة الزوار بعملية صناعة أشكال الصابون وأنواعها بأكثر من خمس مراحل وجولة في أكبر متحف صابون في العالم الذي يتضمن أكثر من 1400 صنف من الزيوت والصابون بينها أغلى صابونة في العالم مسجلة في كتاب غنيس والكريمات وجلسات تدليك على أيدي أهم ألأخصائيين وغداء قروي في مطعم القرية البيئي الذي يقدم ألأكل الصحي والطبيعي.

"بالخلاصة مساج وتاتو وأكل طبيعي وعرس تقليدي وصابون لبناني طبيعي مية بالمية وأصدقاء رائعين واستقبال مميز".

لكن كيف وصلت هذه الحرفة التقليدية القديمة الى العالمية وكيف تطورت من صناعة صابون للأستحمام الى صابون للتجميل وعلاج البشرة وتوسعت الى زيوت وعطور وكريمات وأصبحت قرية بيئية معترف بها تحرك العجلة السياحية في المنطقة:كيف توسع الخان القديم في منطقة طرابلس الذي كان يصدر الى الولايات المتحدة منذ 600 سنة أجود أصناف الصابون في المناطق اللبنانية وفي الخارج؟؟ومن هو د.بدر حسون؟

بالحقيقة عرف خان الصابون منذ عام 1480، بإنجازاته ونجاحه في تزويد الزبائن باحتياجاتهم وإستيعاب أذواقهم المختلفة. وفي عام 1990 إزدهر خان الصابون بشكل خاص مع الدكتور بدر حسون الذي إستخدم إبداعه ومجهوده وخبرته في إنتاج مجموعة متنوعة من الصابون والعطوروالزيوت والكريمات، فضلاً عن مستحضرات العناية بالبشرة، لجذب الزبائن من جميع أنحاء العالم.

ففي خان الصابون لكل منتج هويته الخاصة وهو مصنوع من المكونات الطبيعية 100%.م منها الصابون إكليل الجبل الذي يجدد خلايا البشرة ويستخدم كمعطر ومعقم، وصابون الياسمين أو البابونج والأرغان للتهدئة، وصابون الشاي الأخضر وغيرها من الأنواع التي تتمتع بجودة عالية وإستخدامات متنوعة، ونضيف إليها خلطة بدر المكونة من العسل والأعشاب والكريمات الساحرة مثل العود وإلى ما هنالك.

مما لا شك فيه أن الرغبة في الإتصال بالطبيعة والتناغم معها هي ما جعلت خان الصابون يزهر وينال الإعتراف في جميع أنحاء العالم. وبالإرتكاز على الوصفات الموروثة من الأجداد، طور الدكتور بدر حسون خلطات جديدة وصنع من الصابون عالماً مستقلاً بذاته.

وفي لقاء بين "الإقتصاد" ود. حسون تعرفنا على مسيرة هذه القرية.ومشوار الدكتور بدر حسون في هذا المشروع الذي وصل الى العالمية .كيف بدأت، وإلى أين وصلت!

*كيف بدأت المهنة..هل ورثتها عن والدك أم كانت من إختيارك؟

لم أرث مهنة الصابون عن والدي مباشرة بل عن جدي، فأبي كان يعمل بالمجوهرات وأنا أيضاً كنت أقوم بتصميمها وتصنيعها، ولكن عملي في مجال الصابون أتى بالصدفة بعد أن تم سرقة محلي في خان الصابون عام 1985 وتوفى أبي ولم يترك لي أي إرث، فنصحني خال والدي بالعودة إلى مصلحة جدودي بعد معاناتي لعدم إيجاد عمل.

وبين عامي 1993 و1994 بدأت بالعمل في طرابلس بمجال الصابون برأس مال بسيط ومتواضع جداً ولكن بعقلية محترفة وذلك بعد متابعتي منذ الصغر تفاصيل المهنة وقرائتي عنها في الكيمياء والحضارات والتاريخ، وإتبعت قول الرسول "كلكم ميسر إلى ما خلق له"، ووجدت نفسي في هذا الطريق خاصة بعد أن خذلي الحظ في مجال الذهب، وأنا نذرت نفسي للمشي بحسب تعاليم الله سبحانه وتعالى .

وكان العمل الأنسب لي هو في الكيمياء والزراعة والطبيعيات والنحل والزهر والعسل والعطور وهو الطريق الذي أحبه وأقرا عنه وإتخذته كهوايتي ولم أفكر بالعمل فيه.

انشاء القرية البيئية

كيف تطورت هذه المصلحة وأنتجت أنواع الصابون المختلفة؟

إذا أردتي اليوم أن تقومي بصناعة النحاس فستقومين بالقراءة عنه، وأن قد قمت بتثقيف نفسي من خلال الإطلاع والقراءة والتعلم من قبل البيوت التي تصنع الصابون مثل أمي وربات المنازل في المنطقة. فروحياً لم نكن بعيدين عن الموضوع وعند عودتي إلى هذا المجال مرغماً ساعدتني تلك الأمور وأنتجت أنواع الصابون التي بهرت العالم وقد قصدني محبي هذه الثقافة مما شجعني على خوض هذا المجال أكثر.

*الدراسة في هذا المجال هل هي ضرورية، وهل تساهم في إنجاح المهنة؟

إنما العلم بالتعلم..من يقصد العلم لا بد أن يطبقه لكن هناك فرق بين المتعلم والمثقف، فالثقافة هي من الحكمة.. قال رب العالمين "من أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثير".

والطبيب والعطار كان يسمى بالحكيم نظراً لمعرفته الشاملة.

*بالنسبة لرأس المال هل هو أساسي لمن أراد العمل في هذا المجال؟

طبعاً رأس المال هام وإن كان بسيطاً، وهي حكمة من الله أنه لم يكن معي المال بل كان رأس مالي دماغي، فبعد الضغوطات التي تعرضت لها كانت دافع خير لإظهار قدراتي وطاقتي.

*ما هي أبرز الصعوبات التي مررت بها؟

أول صعوبة واجهتها أنني كنت مفلساً، ولم تكن هناك أي بيئة حاضنة لأي تميز من قبل الجهات الرسمية. ولحد الاَن لازلنا نعاني من هذه المشكلة وقد بدأت من تحت الصفر وخلال 3 سنوات قمت بعمل مميز وبحركة سياحية في المدينة القديمة وأصبح لدي أملاك خاصة في خان الصابون كثروة غنية لكن إحتكرتها وإستخدمتها بعض الجهات، ولكنني إستطعت أن أنشىء القرية البيئية مع الأصدقاء؟.

*الدعم العائلي والأسري لا بد منه، فهل تتلقى هذا الدعم؟

طبعاً زوجتي بمثابة نصفي الثاني وأولادي هم أطرافي ونحن نعمل كجسم واحد بالرغم من إختلاف الشخصيات لكنني قمت بتوظيف قدرات كل منهم في مكانها.

*ما هي المشاريع المستقبلية، وهل قمت بتحقيق الطموح الذي تسعى إليه؟

في الحقيقة طموحي أقل من هذا بكثير، وقلت في إحدى المرات أنا طائر الفينيق الجديد" أنا أريد أن أغزي العالم بمنتجي وأريد أن أصل إلى أطراف الكرة الأرضية وقلت ذلك من حرقة قلب وأصريت على هذا الأمر وزوجتي قامت بتشجيعي وحثّي على تطبيق ما قلت وبالفعل الشهادات الدولية تثبت أنني أفضل من يقدم منتجات الصابون في العالم.

*من خلال التجربة المهنية الخاصة ما هي النصيحة التي تقدمها لجيل الشباب؟

أنا أقول للشباب ولأولادي خاصةً، "ضعوا الهدف وثابروا عليه ولا تضيعوا البوصلة" ضعوا الخطة الإستراتيجية وتكتيكية وأن يصمموا على الوصول إلى الهدف.

*ما هي أهم عوامل النجاح في أي مصلحة إنطلاقاً من تجربتك؟

الصدق والجودة، من أهم العوامل لنجاح أي مصلحة في الدنيا، بالإضافة إلى الفكرة التي يمكن أما أن تنجح أو أن تفشل. والأفكار ثمنها غالٍ...فأنا قد وظفت أموالي في خدمة هذه المصلحة وأنشأت مركز أبحاث ومختبر لتطوير الإنتاج.

*هل فكرت يوماً بالعمل خارج لبنان؟

كالعديد من الفرص صادفتني فرصة عمل في هنغاريا ولكنني أخذت قرارا لا رجوع عنه وهو أن لبنان هو وطني الأساسي ولن أقدم هذه الأفكار لغير الوطن، بالرغم من إنتشار منتجاتي في بلاد مختلفة.