لقد بدأ حبنا لوسائل التواصل الإجتماعي يكبر أكثر فأكثر منذ عقد من الزمن تقريباً،إلا أن الدراسات أظهرت حالياً أن هناك عمليات مد وجزر قد أصابت بعض المنصات، خاصة عند فئة المراهقين الذين يستخدمون "فيسبوك" بشكل كبير.

وأظهرت هذه الدراسات أن أكثر من أحدى عشر مليون مراهق حول العالم هجروا عالم "فيسبوك" ما بين سنتي 2011 و 2014 بحجة أنهم قاموا باستبدال استخدام المنصات العامة كـ"تويتر" و"أنستاغرام" بتطبيقات تستخدم للتواصل من خلال الرسائل الخاصة مثل "واتساب" و"سنابشات".

وفي هذا الاطار، توجهت صحيفة "ذو غارديان" بالأسئلة إلى قرائها الصغار حول سبب هجرهم لاستخدام وسائل التواصل الإجتماعي، وأي تطبيقات يستخدمون حالياً. أجمع الكل على السعادة التي حظيوا بها بعد خروجهم من عالم التواصل الإجتماعي، وهنا بعض من تجاربهم.

دايزي، 23 سنة من مانشستر: "أشعر بالقلق والفشل بنسبة أقل"

بعد نهاية علاقة عاطفية عشتها مع شاب، بقيت أتحاشى استخدام "فيسبوك" لأننى لم أكن أريد أن أراه مجدداً. وبعد هذه المرحلة، بدأت أخرج من عالم "فيسبوك" رويداً رويدأ حتى خرجت بشكل نهائي، ولكني قبل ذلك كنت أرغب بأن أقلع عن هذا الإستخدام لفترة قصيرة.

لقد جعلني "فيسبوك" أشعر بالفشل والإحباط والقلق المفرط. عندما كنت أستخدم هذا الموقع، كان الجميع يبدون مسافرين إلى أستراليا أو تايلاند أو أنهم قد خطبوا أو أنهم حصلوا على وظائف مهمة. وكنت أشعر أن الجميع كانوا يعيشون في الحلم وأنا جالسة في منزلي مع أهلي إلى جانب قرض الطلاب الذي يحوم حول رقبتي.

كما كنت أشعر أنني في حال لم أضع "Tag" لنفسي في المطاعم أو أضع الصور الخاصة بي خلال السهرات الليلية على "فيسبوك"، فإن الناس سيفترضون أنني لا أعيش حياتي. ما زلت أذكر أحد الأصدقاء الذي قال لي إنني مازلت أخرج لأسهر خلال الليل، وأنه رأى ذلك من خلال حسابي على "فيسبوك". وحاولت أن اقدم نفسي على أنني أحظى باوقات سعيدة بشكل دائم. وإن كان منشوري على الموقع لم يلق خمسة إعجابات كنت أمحيه بشكل فوري.

لقد تغيرت حياتي إلى الأفضل منذ أن أوقفت حسابي على مواقع التواصل الإجتماعي، وأنا مستمعة جداً باللقاءات مع أصدقائي، وعندما يخبرونني عن خطط جديدة يرغبون بالقيام بها، لا تكون إجابتي فقط "نعم لقد رأيتها على فيسبوك". لقد تجعلك تدرك من هم أصدقاؤك الفعليون، وكيف أن وسائل التواصل الإجتماعي تسلب منك فرح تبادل الأخبار مع أصدقائك بشكل مباشر. لم أعد أشعر بالقلق والفشل بشكل كبير.

أنا أخطط لزيارة إحدى الصديقات في أستراليا خلال الشهر القادم. وهي تريدني مع أمي وعدد من الأصدقاء الآخرينأن أعود إلى عالم "فيسبوك" لتبادل الصور،إلا أنني لا أفضل هذا. أستخدم "انستاغرام" حالياً حيث إنني أتتبع صفحات الإقتباس الساخرة، كما أنني لم أفتح حساباً على "تويتر".

جورج لنكولن، 17 عاماً، من هامبشاير: "العديد من المراهقين لم يعودوا مهتمين في فيسبوك كالسابق"

عندما استخدمت موقع "فيسبوك" للمرة الأولى في حياتي، انجذبت إليه بشكل كبير لأنني كنت أستطيع أن أتحدث مع كل أصدقائي وأرى كيف يشعرون، إلا أن الأمر أصبح اليوم تافهاً. وبدلاً من رؤية ما يقوم الأصدقاء بنشره على "فيسبوك"، أقوم برؤية المقالات التي أبدوا إعجابهم بها وبعض التعليقات التي لا تهمني شخصياً. أرغب بالتركيز على أشياء أكثر فائدة، وأجد "فيسبوك" أنه يلهي كثيراً. وأنا لا أقلق لأي شيء في هذا الخصوص لأنني ما زلت أستخدم تطبيق "ماسنجر" وأتواصل مع جميع الأصدقاء بشكل دائم.

توقفت عن استخدام "فيسبوك" منذ أسبوعين تقريباً ولا أملك الرغبة بالعودة إليه مجدداً، ولا أخفي عليك أنني فكرت بالعودة إليه في بعض الأحيان خلال هذه الفترة إلا أنني لم أقم بذلك مطلقاً. ومنذ تركي له، لم يكلمني أحد حول هذا الموضوع لأن الجميع منشغولون بأمور الجامعة وأعمالها.

لم يعد الكثير من الشباب يهتم بالفيسبوك لأنه أصبح في الحقيقة مكتظاً، فيما تقدمت بعض التطبيقات الإخرى مثل "سنابشات" شيئاً جديداً ومثيراً.

بن، 21 عاماً من سوراي: "أمتلك تفكيراً إيجابياً في الوقت الحالي"

قررت أن أتوقف عن استخدام حساباتي على وسائل التواصل الإجتماعي ليلة رأس السنة الماضية. وبعد قيامي بهذه الخطوة، سألت نفسي لماذا أستخدم هذه الوسائل بشكل عام؟ ولهذا السبب توقفت عن استخدام عدد من المنصات في السنة الماضية حيث إنني تركت "سنابشات" في تشرين الثاني و"فيسبوك" في حزيران. ولم أكن أملك أي حساب على "تويتر" أو استخدم "واتساب". حتى كنت أستخدم "فيسبوك" في الجامعة لتنظيم لقاءات ومناسبات، ولكنني بدأت بشكل تدريجي أدرك كم أنه منتشر بشكل كبير. كما أنني شعرت بعدم الراحة في الوقت الذي استخدمته فيه.

كما أنني اكتشفت أن مواقع التواصل الإجتماعي ومنصاته هي بيئة، حيث يسعى الناس إلى الإهتمام والتحقق المستمر من خلال تعليقات الآخرين وإعادة المشاركات والإعجابات وغيرها.

لم نكن بحاجة إلى وسائل التواصل الإجتماعي لمئات السنين، وأما اليوم فيظن معظم الأشخاص أن الحياة ستنتهي في حال لم يكن لديهم أي حساب على هذه الوسائل، الأمر الذي يظهر على أنه سخيف للغاية. لقد انضممت إلى هذا العالم منذ أن كان عمري ثلاثة عشر  عاماً ولكنني لم أشعر لماذا كان عليي أن أتسجل في هكذا مواقع، كما أن المنصات تغيرت كثيراً وهي تشهد الكثير من الإعلانات.

لم أجد هجرتي لهذه المواقع بالأمر الصعب، وأصبحت أتصل وألتقي أصدقائي بشكل مباشر. وأبدى الأصدقاء احترامهم لقراري بعدم وجودي على صحفات مواقع التواصل الإجتماعي،حتى أن البعض تمنى أن يقوم بالخطوة نفسها التي قمت أنا بها. ومنذأن غادرتها أخبرت الناس عن خطوتي التي حفّزتهم على القيام بنفس الشيء.

أنا الآن منتج أكثر ولا أكترث لما يفكر به الناس عني والشخص الذي يجب أن أقارن نفسي به هو أنا وحدي. وأتمتع بإيجابية كبيرة في تفكيري من دون استخدام وسائل التواصل الإجتماعي بنسبة أكبر مما كنت عليه وقت استخدامها.

سيد علي، تسعة عشر عاماً، بيرمينغهام: "لست بحاجة إلى أن أثبت أي شيء للآخرين"

هناك الكثير من السلبية التي تغزو وسائل التواصل الإجتماعي مع وجود أشخاص يشكون باستمرار وجود الصعوبات في حياتهم، علماً أنهم الاشخاص نفسهم الذين ينشرون صوراً للطعام الذي يأكلونه في كل لحظة. ولهذا السبب لم أستخدم هذه الوسائل منذ ثلاث سنوات خلت. إن عملية النشر في وسائل التواصل الإجتماعي هي أمر محبط للغاية، لأن ذلك يظهر وكأن الناس هي مرتبطة بمعايير وتقاليد مختصة بوسائل التواصل، وأن عليك أن تضع صورة لك في كل ساعة. وعندما يقوم البعض  بالضغط على زر "إعجاب" لصورة تكون قد نشرتها تعتبر ذلك طفولي.