في يوم أحد هادئ من أيار في الوقت الذي كان يبزغ فيه الفجر على طوكيو، جيش من 100 من "بغال السَحْب" المُقنّعين توالى على المتاجر الشاملة في أنحاء اليابان كافة وبدأ عملية سطو على المصارف لم تتخيّل البلاد أبداً أنها ممكنة. "السماء"، الاسم الذي تُعرَف به اليابان بالنسبة لهذا الجيل الجديد من السارقين المستللين، كانت قد تم نهبها للتو – وكان ذلك إيذانا بحقبة جديدة في الجرائم الإلكترونية الآسيوية حيث يستطيع اللصوص تحويل عملية اختراق إلى نقود على الفور تقريباً.

بعد 3 ساعات بالضبط، وبعد إجراء 14 ألف عملية سحب للنقود من أجهزة الصراف الآلي وسرقة 1.8 مليار ين ما يعادل 18 مليون دولار، توقفت العصابة عن العمل واختفت، وكان الأثر المباشر الوحيد هو بعض صور كاميرات المراقبة غير المحددة وآثار افتراضية لبيانات بطاقات ائتمان مسروقة من بنك في جنوب إفريقيا.

بات الأمن الإلكتروني مصدر قلق متزايد على الصعيد العالمي، لكنه يوجد قلقا خاصا في آسيا بعد موجة من الهجمات طالت بنجلادش، والفلبين، وتايوان، وتايلاند، وفيتنام. يقول خبراء إن الارتفاع مدفوع جزئياً من تزايد التوترات السياسية، مثل النزاع بين الصين والدول المجاورة لها على جزر في بحر الصين الجنوبي، لكن المُحرك الرئيس الآخر هو جاذبية المصارف والشركات المُربحة على نحو متزايد، لكن المقاوِمة للهجمات بشكل غير منظم.

تُشير عمليات مسح إلى خسارة إيرادات تبلغ عشرات المليارات من الدولارات العام الماضي وحده. وأصبحت المشكلة خطيرة جداً إلى درجة أن اتحاد دول جنوب شرق آسيا المكون من عشرة أعضاء، وهو تكتل مكون من 600 مليون شخص تقريباً وبعض الاقتصادات الأسرع نمواً في العالم، سيجتمع في سنغافورة الشهر المُقبل لمحاولة تحسين التعاون وتعزيز الأمن. يقول بيل تايلور، الرئيس الإقليمي في "لوغ ريثيم"، الشركة الاستشارية لاستخبارات الأمن في الولايات المتحدة: "ليس هناك شك في أن [المشكلة] تتزايد. في الأعوام القليلة الماضية القراصنة في آسيا عملوا بالتأكيد على تسريع اللعبة". ويضيف: "لم يكُن يتم التحدث عنها بهذا القدر وربما لم تكُن بهذا الوضوح".