ربيع دمج

قد تكون "الصدفة" هي  كلمة السرّ الوحيدة  في حياة المعاون الأول بالجيش اللبناني ( محمد. ط).   فنجاته بأعجوبة من محاولة قتل على يد أخطر إرهابي في لبنان جاءت صدفةً، و عن طريق الصدفة أيضاً  إكتشف هوية من حاول قتله، و لكن كيف حصلت كل هذه الأمور؟

منذ عامين تقريباً، تعرّض المعاون الأول لمحاولة إغتيال عند ساعات الفجر الأولى من ذلك اليوم بينما كان متوجهاً إلى مكان خدمته في ثكنة طرابلس،  وهو يسير على الرصيف داهمته دراجة نارية يستقلها شابان فأطلق عليه الشاب في الخلف رصاصتين واحدة في رقبته والثانية في رجله، ما لبث أن وقع على الأرض مغمياً عليه وفي حالة الخطر التام، والعناية الإلهية وحدها تدخلت لتُنقذ حياة المعاون،  إذ صودف مرور "فان" ركاب متوجهاً من طرابلس إلى بيروت فتنبّه السائق إلى المعاون المُلقى أرضاً وهو ينزف بشدّة.

تم إسعافه بواسطة الصليب الأحمر إلى إحدى مستشفيات طرابلس، وداخل العناية المركّزة أمضى شهرين وهو غائب عن الوعي بين الحياة والموت، بعد مثوله للشفاء وإستعاده لوعيه صودف أنه كان يتصفح موقعي "اليوتيوب" و"الفايسبوك" ليكتشف أنّ هناك ناشطين يتداولون فيديو لحظة إغتياله من قبل الإرهابي الأخطر في لبنان عمر ميقاتي الموصوف مع إبن عمه بلال بأنهما ذباحي الجيش اللبناني، وهذا المقطع المصوّر يُظهر عملية الإغتيال والتي التقطتها كاميرات موجودة على أبواب أحد المتاجر في الشارع.

لم يعرف المعاون الأول من هو ذلك الشخص الذي يظهر في فيديو "اليوتيوب" ولأي سبب أراد قتله ومن حرّضه ويدعمه.

بعد أشهر من إلقاء القبض على عمر وبلال ميقاتي من قبل مخابرات الجيش اللبناني تعرّف المعاون على هوية ذلك الإرهابي الخطير الذي شارك في قتل عناصر من الجيش اللبناني خلال أحداث طرابلس كما قام بالتعاون وتحت إشراف  إبن عمه على خطف وذبح عناصر من الجيش منهم الجندي علي السيّد.

بعد إنتشار الصور لهما عبر وسائل الإعلام،  او من خلال التقارير الإخبارية والمواقع ، تعرّف المعاون محمد إلى ذلك الوجه الإجرامي الذي أراد تصفيته فقط لأنه جندي في الجيش. وخلال المواجهة بينهما في الجلسة الأولى داخل المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت، منذ 4 أشهر، إعترف الميقاتي بجريمته دون الشعور بأي ندم أو ذنب، لا بل كان جوابه مستفزاً جداً ويفاخر بأنه ينفّذ أوامر الدين (بحسب زعمه وعقله المتطرّف).

لا يزال المعاون الاول ( محمد. ط) يتلقّى العلاج الفيزيائي جرّاء إصابته بقدمه، والتي أصيبت بعطب مستديم يحاول الأطباء معالجته قدر المستطاع كي يعود طبيعياً معافى كما في السابق.