مرّ القطاع السياحي اللبناني بشكل عام بأسوأ مرحلة في تاريخه بعد إنتهاء الحرب اللبنانية منذ نهاية العام 2011 ولغاية اليوم، وذلك نتيجة للأوضاع الامنية غير المستقرة في المنطقة ككل من جهة، والخلافات السياسية المحتدمة داخليا وتعطيل المؤسسات الدستورية ومعها العجلة الإقتصادية من جهة اخرى.

وكان قطاع المطاعم والملاهي الليلية الذي يشكل ركنا اساسيا من أركان السياحة في لبنان، من اكثر المتضررين خلال السنوات الماضية، ففي ظل الإنخفاض الكبير في عدد السياح العرب والأجانب، بات يعتمد هذا القطاع على حركة اللبنانيين الداخلية، فينتظر أصحاب المطاعم المناسبات والاعياد علّها تجلب معها بعضا من الحركة التي يمكن ان تعوض ولو جزءا قليلا من الخسائر، وتبعد عنهم شبح الإقفال.

ومع قدوم عيد الأضحى المبارك في آخر أيام الصيف، كان لا بد من الإضاءة على حركة المطاعم اللبنانية، خاصة وان هذا الموسم وبحسب أرقام وزارة السياحة شهد قدوم اكثر من 1.5 مليون مغترب لبناني.. لذلك كان لـ"الإقتصاد" مقابلة خاصة مع نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي الذي تحدث عن الحركة خلال ايام عيد الأضحى، وعن اوضاع القطاع بشكل عام في ظل الظروف الإقتصادية والسياسية الصعبة التي يمر بها لبنان خلال تلك الفترة.

- بداية كيف تصف الحركة خلال أيام العيد ؟ خاصة وانه أتى مع نهاية موسم الصيف؟

الحركة خلال عيد الأضحى يمكن وصفها بأنها متوسطة إلى جيّدة، ولكن على صعيد السياحة الداخلية فقط .. فالزبون الاساسي اليوم هو الزبون اللبناني، أما المغترب فكانت فترة إقامته في لبنان قصيرة مع قدرة شرائية متوسطة.

- إذا أردنا الحديث قليلا عن القطاع بشكل عام .. كيف كان أداء قطاع المطاعم منذ بداية 2016 وحتى الان مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي؟؟

شهد العام الحالي ظاهرة جديدة وهي ظاهرة سياحة المهرجانات التي عملت وزارة السياحة بقيادة الوزير فرعون على تنشيطها منذ عامين، وكان هذا العام مميزا حيث شهدنا اكثر من 100 مهرجان على مستوى لبنان ككل وخاصة في منطقة الجبل مما ساهم في دفع حركة المطاعم في تلك المناطق وتحسين الحركة بشكل جيد جدا.

اما بالنسبة للمغترب اللبناني، فعلى الرغم من الارقام الكبيرة التي تم الحديث عنها إلا ان فترة إقامتهم في لبنان كانت قصيرة، فعدد كبير منهم لم تتخطى فترة إقامته الخمسة أيام .. مقابل حركة "Outgoing" كثيفة إلى بلاد الجوار كقبرص وتركيا والجزر اليونانية وبرشلونة .. فالمغتربين فضلوا قضاء جزء من عطلتهم في تلك الدول السياحية القريبة نظرا للأسعار التشجيعية والعروض المميزة التي تقدمها شركات السفر.

لا نريد المقارنة مع العام الماضي لأن الأعوام القليلة الماضية كانت سيئة جدا، فنحن نريد المقارنة مع اعوام 2008 و 2009 و 2010 .. حيث شهدنا حركة سياحية مميزة وحققنا ارقاما لافتة ونتمنى ان تعود.

ولكن رغم كل الظروف مازال وضع لبنان الأمني جيد نسبيا مقارنة مع دول المنطقة، وهذا بفضل جهود القوى الامنية والجيش اللبناني وحكمة القيادات في المؤسسة العسكرية .. مما سمح لنا الإستمرار بأحلك الظروف واصعبها.

- صرحت في أكثر من مناسبة بأن الظرف الحالي في البلد لا يسمح بزيادة الأسعار .. ولكن شاهدنا على مواقع التواصل الإجتماعي إنتقادات لعدد من المطاعم بسبب الأسعار المرتفعة .. ما هو تعليقك على هذا الامر؟

ما نشر على الـ"Social Media" هو مجرّد كلام ... قلتها واكررها، الزبون يعتبر أهم سلطة رقابية لأنه هو من يحكم على المؤسسة إذا ما كانت ستستمر أم لا.

كل المطاعم لديها لوائح بالاسعار، وهي متاحة وفي متناول الزبون .. والمطعم الذي يرفع الأسعار لن يستطيع الإستمرار طويلا، وهو يحكم على نفسه بالإقفال.

ونحن كنقابة نحث الزبائن على الاطلاع على لائحة الأسعار المصدقة من وزارة السياحة، ليتخذ قرارا بالبقاء أو بالخروج من المؤسسة او المطعم.

- تشهد المناطق اللبنانية وخاصة العاصمة بيروت نشاطات فردية مميزة كـ"سوق الأكل" وغيره .. ما مدى مساهمة هذه النشاطات بتحسين وضع المطاعم في لبنان وإنتشارها؟؟

لا شك ان هذه النشاطات تعتبر مهمة وتساعد على نشر المطبخ اللبناني والمطاعم اللبنانية بشكل أكبر كما تساعد اللبناني على الخروج وزيارة أماكن غير مكلفة وتقدّم طعاما شهياً ومميزا.. ونحن اليوم على مستوى النقابة نعمل على تنظيم مهرجان "Beirut Restaurant Festival" الذي يبدأ في 30 الشهر الجاري في منطقة مار مخايل ويستمر ليومين.

وسيشارك في هذا الحدث أكثر من 100 عارض، ومن المتوقع أن يستقطب أكثر من 5000 زائر يوميا .. ونحن نسعى من خلال هذا الحدث إلى تأسيس مهرجان سنوي يشكل عنوانا للمطاعم اللبنانية والطعام اللبناني.

- كلمة أخيرة ؟؟

نعايد جميع اللبنانيين بهذا العيد، ونتمنى أن يعي السياسيون خطورة الوضع والعمل على إنتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن لكي ينتظم العمل المؤسساتي، ونعود للسكة الصحيحة من جديد.