"لقد طورت نفسي بنفسي، وصقلت مهاراتي وخبراتي، وثابرت على النجاح لوحدي". هذا ما أشارت اليه مصممة الأزياء وصاحبة العلامة التجارية "Hala Nemer Couture"، هلا نمر، وذلك في حديث خاص مع "الاقتصاد"، تمحور حول مسيرتها المهنية الطويلة، ومشاريعها المستقبلية، ورؤيتها حول وضع المرأة اللبنانية في المجتمع وسوق العمل.

- أين كانت البداية ومتى؟

أسست مشغلي الخاص تحت اسم "Hala Nemer Couture" في منطقة الجديده منذ حوالي 30 سنة، ونحن مستمرون في السوق منذ ذلك الوقت.

كما أنني بدأت لوحدي، وأطلقت الأعمال دون أي مساعدة، ولم أعمل يوما مع أحد، كما لم أخضع لفترة تدريب عند أي مصمم آخر.

- لماذا اخترت العمل في هذا المجال بالتحديد؟

أنا أحب وأعشق مجال التصميم والأزياء والموضة، لذلك قررت في البداية تعلّم التقنيات الأساسية للخياطة، واطلاق مشغلي الخاص بعد فترة قصيرة. لكن الخبرة الطويلة تشكّل عاملا أساسيا في نجاحي، لأن النظريات وحدها لا تكفي، بل علينا صقلها بالأعمال التطبيقية وبالتدريبات، لكي نتعلم من أخطائنا ولا نكررها.

- من هم زبائن "Hala Nemer Couture" اليوم؟

لدي قاعدة واسعة من الزبائن، من كافة الفئات العمرية والاجتماعية. فتصاميمي متوفرة لجميع الميزانيات تقريبا.

ولا بد من القول أنني أشكر كل زبائني على ثقتهم بي وبذوقي وتصاميمي.

- كيف تقيمين حركة المبيعات خلال هذا الموسم؟ هل تحسنت عن العام الماضي؟

إن الحركة تتراجع للأسف كل سنة، فنحن نتعايش مع هذا الوضع منذ سنوات عدة، ونثابر للاستمرار في ظل الهبوط المتواصل في نسبة المبيعات. ولا بد من الاشارة الى أن هذا العام كان أصعب من سابقه، فالحالة الاقتصادية للمواطن اللبناني سيئة الى أقصى الحدود، وهذا الأمر ينعكس سلبا على حركة الأسواق.

لكن الناس بحاجة أحيانا الى الأزياء الراقية، خاصة خلال المناسبات الرسمية مثل الأعراس والحفلات، لذلك أتفهم أوضاع الزبائن، وأقدم اليهم تصاميم رائعة ومميزة، بأسعار مدروسة.

- ما هي البلدان التي تمكنت من ايصال تصاميمك اليها؟ وما هي مشاريعك المستقبلية؟

لقد تمكنت من بيع تصاميمي في دبي والسعودية، وأنا أطمح حاليا للوصول الى العالمية، لكن حالة البلد لا تتيح لنا أن نتنفس، ولا تشجعنا على وضع الخطط والمشاريع الكبيرة للمستقبل.

اشارة الى أنني أفكر حاليا بشكل جدي في موضوع التوسع، لكن هذا الأمر لا يزال قيد البحث بسبب صعوبة الوضع في لبنان، وبالتالي فإنه ليس مشروعا على المدى القريب.

- الى أي مدى تساعدك مواقع التواصل الاجتماعي على نشر تصاميمك بشكل أكبر؟

مواقع التواصل الاجتماعي هي عامل أساسي في مجال التسويق، اذ أنها تساعدني كثيرا على ايصال اسمي وتصاميمي الى أكبر عدد ممكن من الأشخاص؛ فهناك بعض الزبائن الذين يقصدون مشغلي بسبب الصور التي نشرتها عبر "فيسبوك" مثلا.

- كيف تواجهين المنافسة الواسعة الموجودة في مجال تصاميم الأزياء في لبنان؟

سلاحي يكمن في نظافة عملي، وتميز تصاميمي، ومصداقيتي مع الزبائن. كما أنني أركز كثيرا على أدق التفاصيل، وعلى اللمسات الأخيرة.

لكنني أعاني للأسف من مشكلة التقليد، فأصادف دوما الأشخاص الذين يصورون التصاميم بغية تقليدها. كما أن هناك من يرى الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويسرق التصميم؛ لكنني اعتدت على هذا الأمر، لأن لا مهرب منه.

انما من ناحية أخرى، لا بد من الاشارة الى أن المنافسة الصحية هي ايجابية حتما في مجال الأعمال التجارية، وتساعد على التقدم والتطور.

- ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال العمل في التصميم؟

نواجه خلال هذا العام، بعض الصعوبات المادية مع الزبائن. كما أن السوق كبر وتوسع بشكل هائل، وبالتالي بات الزبون لا يعلم ماذا يريد، وبالتالي نعاني كثيرا من هذا الأمر.

- ما هي برأيك الصفات التي أسهمت في نجاحك؟

نجحت في مجال عملي، بسبب طريقتي في التركيز على كل قطعة، وكل تصميم، وكل زبون.

- كيف تمكنت من التنسيق بين عملك وحياتك الخاصة؟

العمل يأخذ كل الحياة، وخاصة في هذا المجال، لأنه يجبرنا على العمل لساعات طويلة. فأنا لا أمتلك الوقت الكافي لحياتي الاجتماعية. لكنني سعيدة لأنني أحب عملي الى أقصى الحدود، ولولا هذا الواقع، لكان الوضع كارثي، ولكنت أعيش حياة تعيسة!

ولا بد من القول أنني أخصص بعض الوقت للعائلة والحياة الاجتماعية، لكنني أضطر أحيانا الى تأجيل بعض الأمور الخاصة بسبب ضغوطات العمل.

- كيف تقيمين وضع النساء في لبنان اليوم؟

تقدمت المرأة اللبنانية لأنها انخرطت بشكل جدي في سوق العمل، وبالتالي تحسن وضعها في المجتمع عن ما كان عليه في الماضي. لكنها لم تحصل على حقوقها بعد، ولم تصل الى هدفها الرئيسي، لذلك أتمنى أن تحقق هذا الانجاز قريبا جدا!

- هل كان الرجل داعما لمسيرتك المهنية؟

لم أتلقَ أي دعم من أي شخص! فأنا طورت نفسي بنفسي، وصقلت مهاراتي وخبراتي، وثابرت على النجاح لوحدي. اذ أنني بدأت من الصفر، وعلى الانسان أن يبدأ دوما من هذا المرحلة؛ فإما أن يتمكن من الاستمرار والنجاح وإما أن يفشل!

لكنني نجحت الحمد لله، بسبب مصداقيتي العالية مع كل زبائني.

- في النهاية، ما هي النصيحة التي تقدمينها الى المرأة؟

العمل يرفع من معنويات المرأة!